كان الرئيس عبد الفتاح السيسي صريحا في سرد أحداث الماضي, بكشفه علنيا لأول مرة منذ50 عاما, أن الجيش المصري, كانت مهمته في حرب أكتوبر1973 الوصول إلي مسافة تبعد20 كيلو مترا شرق القناة, لعلمه بحجم قدرات الدولة في ذلك الوقت, وكان الرئيس واضحا مع شعبه في شرح الظروف الحالية والواقع الحقيقي مطالبا الجيش والشرطة وأجهزة الدولة والجامعات والشباب بالنزول للناس والتأكيد علي حجم التحديات الراهنة, ومطالبتهم بالعمل الجاد والصبر حتي تتحقق الأهداف المنشودة, وحتي لا يضيع ما يتم تحقيقه في الدولة نتيجة غياب الوعي لدي المصريين وتحصين البلاد ضد أي انهيار في حالة اختزال الأمر في مطالب شخصية بفعل شائعات كاذبة وتحليلات زائفة. وقابل المصريون في كل أجهزة الدولة ومؤسساتها صراحة الرئيس بقبول التحدي وتفهم ضرورة تجديد الخطاب الديني ومواجهة الأفكار الهدامة, واتفقوا علي ضرورة ترشيد الاستهلاك لمواجهة الارتفاع العالمي في أسعار المواد البترولية وأهمية التصدي للخونة والمخربين وتنمية مهارات الطلاب بما يخلق جيلا واعيا يعرف قيم الولاء والانتماء. إستراتيجيون: تكاتف الشعب خلف قواته المسلحة يعجل من حسم المعركة ضد الإرهابيين أكد خبراء عسكريون وإستراتيجيون أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه خلال حديثه للشعب في الندوة التثقيفية التاسعة والعشرين عدة رسائل طمأنة, وتحفيز علي مواصلة التحدي لبناء الدولة المصرية بإرادة شعبية مخلصة, موضحين أن حرص الرئيس علي تكريم قادة حرب أكتوبر جنبا إلي جنب مع بطل من أبطال العملية الشاملة سيناء2018, له دلالة ملخصها أن المعركة لم تنته وأن العدو الظاهر المعلوم أصبح أخطر وأقوي ويتحرك داخل الدولة المصرية مما يستدعي اليقظة والانتباه للانتصار في معركة الإرهاب كما انتصر الشعب في حرب أكتوبر المجيدة. وقال اللواء فؤاد يوسف الخبير العسكري والإستراتيجي إن الرئيس شرح باستفاضة كإنسان يعيش كل الأحداث التي مرت بها الدولة المصرية بدءا من نتائج نصر أكتوبر وحتي الآن حيث تخوض مصر معركة ضد الإرهاب لا تقل خطورة عن حرب اكتوبر أو حروب مصر السابقة خاصة بعد أن أكد الرئيس أن الخسائر التي مني بها العدو كانت أهم أسباب قبوله بالسلام, فالعدو ذاق ثمن الحرب الحقيقية والخسائر الفادحة وذاق طعم الهزيمة والانكسار لذلك وافق علي السلام العادل مع مصر. وأضاف أن تأكيد الرئيس بأن المعركة لم تنته بعد مع تغير مفرداتها وخصمنا غير واضح هو قول حق حيث يستخدم العدو أدوات خفية ويعتمد علي أشخاص وتيارات بعينها ضمن حروب الجيل الرابع التي تستخدم فيه أدوات غير تقليدية لهدم الوطن. وقال إن الرئيس أكد أن مصر تعيش الآن معركة لها مرارة أيضا مثل الحروب السابقة لكن الفارق إن الحرب السابقة كان الجيش والشعب يعرف عدوه جيدا ولكن حربنا الحالية ضد الإرهاب ودعاة الفوضي ليس لهم معالم دقيقة ويرفعون شعارات كاذبة ويتخفون في ثياب غير حقيقتهم ولذلك فإنها معركة أصعب بالمفاهيم العسكرية. وقال اللواء نبيل فؤاد الخبير الإستراتيجي: إن الرئيس حرص علي إظهار الفرق الشاسع بين الحق والباطل, بين التضحية والفداء وبين الخيانة, بين من حفظوا العهد وصانوا القسم وبين من باع نفسه للشيطان وأراد هدم الوطن وقتل الأبرياء وذلك بعد أن قارن وحدد الفرق بين الإرهابي هشام عشماوي, والشهيد البطل العقيد أ.ح أحمد منسي, حيث قال بإيجاز إن الأول إرهابي غاشم قتل الأبرياء, والثاني سار علي العهد وحمي البلاد من شر الأعداء ولذلك يحمله الشعب في القلب وصفق له عقب استشهاده في معركة الشرف والكرامة بعد أن صمد أمام من أرادوا تدنيس تراب مصر المقدس, أما الإرهابي هشام عشماوي فالجميع ينتظر لحظه الحساب. وأوضح أن الرئيس السيسي وجه رسالة طمأنة حول سير العمليات العسكرية لمكافحة الإرهاب وتنظيف سيناء من الخونة والإرهابيين بعد أن دخلنا إلي السنة السادسة في معركة مكافحة الإرهاب, وهو أن مصر حققت حتي الآن نجاحا وتقدما كبيرا في هذه المعركة, لكنها لا تزال مستمرة, وهو ما يستلزم زيادة جرعات الوعي اللازم عند الكثيرين بأن مصر تحقق انتصارات كبري وأن استئصال الإرهاب أصبح ضرورة حتمية للحفاظ علي مصر وترابها المقدس مثلما حافظ الجيل السابق علي مصرنا الغالية وذلك لن يحدث إلا بالفهم الصحيح لحقيقة الأمور والتحلي بالصبر, وأن نستمر في أن نبني ونعمر مهما كانت الصعوبات تحت شعار يد تبني ويد تواجه الإرهاب. وأكد اللواء جمال مظلوم, الخبير الإستراتيجي أن حرص الرئيس السيسي علي تكريم أبطال حرب أكتوبر المجيدة, وأحد أبطال مكافحة الإرهاب في سيناء, يعد رسالة عرفان بالجميل وأن جيل أكتوبر هو الجيل الذهبي الذي أرسي أسس الوطنية والتضحية والفداء وحقق النصر بأدوات بسيطة مقارنه بما كان يملكه العدو في هذا الوقت. وقال إن تكريم الفريق يوسف عفيفي قائد الفرقة ال19 مشاة في حرب أكتوبر المجيدة, واسم اللواء أركان حرب باقي زكي يوسف, عرفان بدورهم الحيوي في تحقيق النصر فالأول كان قائدا كبيرا وعسكريا من الطراز الأول والثاني صاحب فكرة هدم الساتر الترابي بخراطيم ومضخات المياه وهي الفكرة العبقرية التي مازالت تدرس في المعاهد والكليات العسكرية حتي اليوم وكانت سببا حاسما في عبور القوات بلا خسائر بشريه تذكر. وأضاف أن كلمة الرئيس وجهت رسائل طمأنة للشعب المصري كله حول قدراتنا العسكرية والكفاءة القتالية للقوات المسلحة.