اندلعت ثورة25 يناير وتحركت معها مخيلتنا وعقولنا ومشاعرنا لإزالة أوجه الفساد من علي أرض مصرنا الحبيبة, وتخيلنا وقتها ان كل مصري سوف يغير ويتغير لتصبح ثورة يناير. قائمة داخل ضمير وقلب المواطن ويصبح شعارنا هو مواجهة الفساد والقضاء عليه بشكل جذري علي مستوي الهيئات والقطاعات في مصر, وخاصة المحليات التي تعد بئرا تحوي الكثير والكثير من الفساد وانعدام الضمير, حيث نجدها هي المسئول الأول عما يجري داخل الأقاليم والأحياء الشعبية من تدهور البنية التحتية وانتشار أكوام القمامة بالشوارع. ومن أوجه الفساد الذي استوحش في المحليات وانعدام الضمير لدي رؤسائها, هو شارع العشرين بمنطقة فيصل بالجيزة وهو من الشوارع الرئيسية بالمنطقة فهو متشعب ومتوسع, ويصلك بمناطق كثيرة كالطريق الدائري, ومنطقة زينين, والشوربجي, وبولاق الدكرور, ومنطقة كفر طهرمس, وشارع فيصل والهرم. ويبلغ عرض الشارع نحو أكثر من20 مترا ذلك بالإضافة لطوله, وتتفرع منه عدة شوارع فرعية كثيرة, ومع أهمية هذا الشارع نجده دائما لا يخلو من مياه الصرف الصحي المنتشرة في أرجاء الشارع, وعدم وجود رصيف حتي للمارة يحميهم من السيارات التي تغوص في المطبات والطريق غير الممهد بالمرة. وأثناء سيرنا في هذا الشارع نجد أكوام القمامة علي جانبيه ولولا تدخل الأهالي للتخلص منها بمجهوداتهم الذاتية لأصبح هذا الشارع مقبرة فليس به أسفلت أو صناديق قمامة إضافة إلي امتلائه بالمطبات والحفر التي تجعلك تلعن السير في مثل هذا الطريق. وعندما اندلعت ثورة يناير شعر الحي بصحوة ضمير وقام بملء شارع الملكة بالحجر الجيري وهو شارع رئيسي متفرع من العشرين وبعد عدة أشهر قاموا برصف نصف طريق الملكة وتركوا النصف الآخر بامتداده لشارع العشرين الذي يعد هو الآخر شارعا رئيسيا, وعلي الرغم من أن هذه المنطقة ليست بالعشوائية هذا لو فرضنا انه ليس من حق العشوائيات أن تعيش في بيئة نظيفة إلا أنهم رصفوا نصف الطريق وتركوا النصف الآخر غير ممهد. فلماذا لم يتم رصف الطريق بالكامل فمن المعروف أن عملية الرصف لها ميزانية تكفيها فلماذا الانتظار علي مثل هذا الطريق وتركه مليئا بمياه الصرف الصحي التي تتسبب في الكثير من الأمراض والحشرات الخطيرة مما يؤدي لاصابة الأطفال بالأمراض فضلا عن معاناة الركاب والسيارات نتيجة المطبات, هذا بالإضافة لبعدنا عن الشكل الحضاري للمنطقة. فما السر وراء ذلك هل مازال مسئولو الحي يحتاجون لصحوة ضمير؟.. أم هناك من يهوي هذا العذاب للبشر وإذا كنا لن نتغير بعد اندلاع الثورة فمتي إذن نتغير, وهل ميزانية الحي لرصف الطريق كانت لا مؤاخذة ناقصة أم إن عملية الرصف كان الاتفاق فيها علي نصف الطريق فقط؟ محمد خيرالله