بعد لقائه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون اثر تصعيد كلامي غير مسبوق مع كوريا الشمالية, أبدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعداده للقاء قادة إيران متي أرادوا ذلك, علي الرغم من الحزم الأمريكي المعلن حيال طهران خلال الأشهر الأخيرة. وردا علي سؤال عن احتمال لقائه نظيره الإيراني حسن روحاني قال ترامب لا أدري ان كانوا مستعدين. اعتقد أنهم يريدون لقائي. وفي تعليق فوري أعلن حميد أبوطالب مستشار روحاني أمس أن أي محادثات مع الولاياتالمتحدة يجب ان تبدأ بخفض التصعيد والعودة الي الاتفاق النووي. وكتب أبو طالبي علي تويتر من يؤمنون بالحوار وسيلة لحل الخلافات عليهم أن يلتزموا بأداتها. فاحترام الشعب الإيراني وخفض التصرفات العدائية وعودة امريكا للاتفاق النووي من شأنها تمهيد الطريق غير المعبد الراهن. وقال إن إيران أبدت انفتاحا إزاء الحوار في الماضي خصوصا خلال الاتصال الهاتفي بين روحاني والرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما في العام.2013 وكتب إن الاتصال آنذاك كان مرتكزا علي الإيمان بإمكانية السير في طريق بناء الثقة عبر الالتزام بأداة الحوار. الاتفاق النووي كان ثمرة للالتزام بالحوار فلابد من القبول به. إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي صرح ردا علي ترامب بأن المحادثات مع الإدارة الأمريكية الحالية مستحيلة. وقال أمام صحفيين للإجراءات العدائية التي قامت بها أمريكا ضد إيران لن تكون هناك إمكانية للتحاور معها وأن أمريكا أثبتت أنه لايمكن الثقة بها يوما بعد يوم, بحسب ما نقلت عنه وكالة مهر الإيرانية. وكانت الولاياتالمتحدة انسحبت من الاتفاق النووي في مايو الماضي وتستعد لإعادة فرض عقوباتها علي إيران علي مرحلتين في أغسطس الحالي وفي نوفمبر المقبل. ويقول ترامب انه يريد اتفاقا جديدا يمضي أبعد من الاتفاق الحالي. من ناحية أخري تسارعت وتيرة انهيار العملة الإيرانية مع قرب دخول الحزمة الأولي من العقوبات الأمريكية حيز التنفيذ, في7 أغسطس الحالي, إلي جانب الحرب الكلامية المشتعلة بين طهران وواشنطن. وبلغ سعر الدولار119 ألف ريال في السوق الموازية, أمس, أي تراجع18% بالمقارنة مع الأحد الماضي عندما كان سعر صرف الدولار مئة ألف ريال إيراني. ونتيجة لهذه الحقيقة التي يدركها الشعب الإيراني جيدا, وخاصة كبار التجار في بازار طهران الكبير, يتخوف نظام الملالي من خروج تظاهرات جديدة, استمرارا للاحتجاجات علي تردي الأوضاع الاقتصادية, وتغلغل الفساد في مؤسسات الدولة. فاختارت السلطات الإيرانية سياسة الهروب إلي الأمام, مع هبوط سعر العملة إلي مستوي قياسي جديد. وتزامنا مع تسجيل قيمة الريال الإيراني في السوق غير الرسمية122 ألفا مقابل الدولار, اعتقلت السلطات عشرات الأشخاص, بتهمة إثارة البلبلة الاقتصادية, وإشاعة الفساد في الأرض, وهي تهم تصل عقوبتها للإعدام. وهددت السلطات القضائية باعتقال المزيد في الأيام المقبلة ممن اتهمتهم بتجارة العملة في السوق السوداء, واستيراد سيارات بطريقة غير قانونية. أما البنك المركزي, فقد ألقي باللائمة علي ما وصفها بمؤامرة من الأعداء الساعين لزيادة تفاقم المشكلات الاقتصادية ونشر القلق بين الناس. ويري الخبراء انه بعيدا عن خطاب المؤامرات, تدرك طهران جيدا الأسباب الحقيقية لتدهور العملة, والمرتبطة بشكل رئيسي بالمتغيرات السياسية, فمنذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيته الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران في أبريل الماضي, فقد الريال نحو نصف قيمته, بسبب زيادة الطلب علي الدولار, خشية من العقوبات الأمريكية, وهو ما يؤكد أن الاقتصاد ينهار تدريجيا.