حبا الله المحروسة بانتشار المساجد ودور العبادة في شتي المدن والكفور والنجوع والقري الصغيرة.. وارتبط أهالي المحافظات بأماكن التوبة والتصالح مع الله وفعل الخير خاصة في شهر الصوم.. وتركت المساجد الكبري, خاصة التي تحمل أسماء ومزارات الأولياء والصالحين والأثرية والتاريخية, أثرا لا يمحي في قلوب وأرواح الصغار والكبار..ومثلت نبراسا للتأسي والاعتبار والتزود بالسير العطرة لأصحابها الأهرام المسائي يفتح ملف رصد هذه الظاهرة.. والسطور التالية تحمل التفاصيل.. يفتخر أبناء الغربية بالمسجد الأحمدي أكبر الرموز الدينية بالمحافظة, كما يتباهي أبناء المحافظة بالاحتفال بمولد البدوي أحد أكبر الاحتفالات الدينية في مصر, وتحتفل به67 طريقة صوفية.. ويقام في منتصف أكتوبر من كل عام بمدينة طنطا عروس الدلتا الكائن فيها ضريحه بمسجده الشهير, ويقام لمدة أسبوع وسط إجراءات أمنية مشددة. ويتبعه الاحتفال بمولد إبراهيم الدسوقي بمدينة دسوق في الأسبوع الذي يلي الاحتفال بالبدوي مباشرة, وساعد إقامة مولد البدوي كل عام في ربط شمال المحروسة بجنوبه, حيث أن كثير من أهل الصعيد لا يزورون الوجه البحري إلا في موعد إقامة مولد البدوي, ولم لا وقد أجمع علماء الأنساب والمؤرخون كافة علي اتصال نسب القطب البدوي بالحسين بن علي بن أبي طالب وعندما ينتهي المولد في طنطا يذهبون إلي دسوق للاحتفال بمولد الدسوقي.. ولتعلق أرواح الأهالي بالقطب الكبير يقام للبدوي احتفال آخر يعرف بالمولد الرجبي, ويقام في النصف الأول من شهر أبريل من كل عام, ويقام لمدة أسبوع أيضا تتحول فيه الغربية إلي أفراح وعرس كامل يتخلله أسواق ومواسم وفعاليات ثقافية رسمية وخاصة يتبرع به المحبون في المحافظة وخارجها.. وفي الشهر الكريم تطل الذكريات الجميلة علي نفوس الأهالي وتتحول الساعات إلي طقوس طويلة محببة عامرة بهدوء النفس والسكينة, وينطق لسان حالهم.. حلقات الذكر ما أجمل الليالي الرمضانية بمسجد السيد البدوي في مدينة طنطا حيث تحيط به من كل جانب الأجواء بالروحانيات والهمم العالية التي تضفي علي المكان مذاق خاص سواء داخل المسجد عندما تقام بداخله حلقات الذكر عقب الإفطار والأمسيات والندوات الدينية يوميا وتنطلق أصوات المقرئين الذين يتلون آيات الذكر الحكيم بصوت فيه خشوع وجمال في التلاوة وأصوات الابتهالات والأدعية التي يشتهر بها الشهر الكريم أو خارج المسجد عندما تجد ساحة المسجد الخارجية مكتظة بالأهالي والمصلين الذين يفضلون الخروج عقب الإفطار للجلوس في ساحة المسجد الخارجي في الهواء الطلق حيث تنبعث روائح من مسك وعنبر تعيد للأذهان عبق الماضي والأجواء الرمضانية في الزمن الجميل وتظل ساحة المسجد الأحمدي مزدحمة بالمواطنين والزوار حتي موعد السحور وتتناول العديد من العائلات وجبة السحور في الساحة الأحمدية ولا يغادرونها إلا بعد صلاة الفجر الذي يشهد زحاما غير مسبوق لحرص معظم أهالي مدينة طنطا وزوار المسجد علي أداء صلاة الفجر حاضر بالمسجد التاريخي الشهير.. ضيوف الرحمن ويقول الشيخ سيد حواش إمام وخطيب مسجد السيد البدوي سابقا: إن الطقوس الرمضانية طوال شهر رمضان تبدأ مع توافد أعداد كبيرة من المصلين من الصباح لأداء صلاة الظهر بالمسجد بعدها يجلسون للاستماع للدرس الديني الذي يعقب صلاة العصر ثم بعدها يستعد المسجد لاستقبال ضيوف الرحمن حيث تقام بالمسجد وحوله العديد من موائد الرحمن لإفطار الصائمين من الفقراء وزوار المسجد من مدينة طنطا أو ضيوفها بعد ذلك تتوافد أعداد غفيرة علي المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح التي تشهد زحاما شديدا من المصلين الذين يحرصون علي أداء صلاة التراويح بالمسجد الأحمدي طوال شهر رمضان المعظم.. وأضاف الشيخ علي ربيع أن القلوب تهفو طوال العام إلي أجمل ليالي رمضان بالمسجد وهي ليلة القدر حيث يحرص الآلاف من المواطنين علي أداء صلاة التراويح والاعتكاف داخل المسجد بداية من العشرة أيام الأخيرة ويسعي الجميع من تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الأخلاق السيئة والصفات الذميمة بتلاوة القرآن والصلاة لتعويض ما فاتهم من صلوات والتقرب من المولي عز وجل لعل الله يغفر الذنوب فالشهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. مقصد الروحانيات وأكد الشيخ رمضان مراد وكيل مديرية الأوقاف بالغربية أن مسجد السيد البدوي دائما ما يشهد إقبالا شديدا من جانب المسلمين من جميع أنحاء مصر والعالم العربي والإسلامي لزيارة المسجد الأحمدي خاصة خلال شهر رمضان المعظم حيث يعتبرونه بمثابة قبلة ومقصد للروحانيات ولكل من يسعي لتحقيق الراحة لقلبه ونفسه بالإضافة أن المسجد يستمد من خلاله المواطنون الفكر الصحيح والعلم النافع والرد علي أي استفسارات أو فتاوي دينية في أي وقت كما يوجد بالمسجد ملتقي فكري كل ليلة من خلال إلقاء المحاضرات وإقامة الندوات الدينية للتوعية والإرشاد التي تقام يوميا من بعد أداء صلاة العصر وتمتد حتي موعد السحور فالجميع حريص علي التبارك بسيدي أحمد البدوي القطب الصوفي الجليل وصاحب المقام الرفيع خاصة في مثل هذه الأيام المبارك.. وأشار محمد عتمان موظف أنه اعتاد التردد علي مسجد البدوي وخاصة في الشهر الكريم للصلاة بانتظام داخل المسجد أو للاستمتاع بالسهرات الرمضانية حول المسجد التي لا تقل عن سهرات الحسين الرمضانية حيث تزدحم المقاهي والكافتيريات التي تحيط بالمسجد من كل جانب وخلفه وأمامه وتستمر حتي صلاة الفجر كما تتزين المطاعم ومحلات الحلوي الشهيرة والمشروبات الرمضانية المعروفة بالزينات وفوانيس رمضان وتشهد المنطقة إقبالا وزحاما شديدا من كافة المواطنين علي مستوي مصر والعالم الإسلامي. شيخ العرب وقال مدحت مبروك مدير عام الآثار الإسلامية بالغربية إن المسجد الأحمدي يحظي بمكانة خاصة في قلوب معظم شعوب العالم الإسلامي والذين يتوافدون عليه ويأتون خصيصا لزيارته خاصة في شهر رمضان الذي يكون له وضع خاص حيث يضم المسجد بين جنباته ضريح العارف بالله والقطب الجليل صاحب المقام الرفيع سيدي أحمد البدوي شيخ العرب الذي اجتمعت في سيرته الكرامات الموثقة والحقائق والحكم والوصايا والذي يعتبره الصوفية أحد الأقطاب الأربعة كما أن المسجد الأحمدي والذي تم تقوية مبانيه في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني عام1320 هجرية1902 ميلادية يعتبر في الوقت الحالي من أكبر المعاهد العلمية والدينية والإسلامية بعد الأزهر الشريف والذي تخرج فيه المشاهير من قراء القرآن وعلماء الدين في العالم الإسلامي.