المسجد الأحمدي بمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية يحظي بمكانة خاصة في قلوب معظم شعوب العالم الإسلامي والعربي والذين يتوافدون عليه من كل الدول الإسلامية والعربية علي مدي أيام السنة لزيارته حيث يضم المسجد بين جنباته ضريح العارف بالله والقطب الجليل صاحب المقام الرفيع سيدي أحمد البدوي شيخ العرب والذي اجتمعت في سيرته الأساطير والحقائق والخيال والذي يعتبره الصوفية احد الأقطاب الأربعة وهم عبد القادر الجيلاني وأحمد الرفاعي وإبراهيم الدسوقي وأحمد البدوي والذي ولد في مدينة فاس بالمغرب واستقر في النهاية بمدينة طنطا بمحافظة الغربية والتي توفي بها حيث أقام له رواده ومحبوه ضريحا. وفي عهد الخديو عباس باشا الأول تم بناء الجامع والقبة وملحقاتهما ورفع منارتيه الفخمتين وقد استمرت عمليات البناء في عهد الخديو إسماعيل ايضا وانتهت في عهد الخديو عباس الثاني حيث تم تدوين ذلك علي الباب الكبير من الناحية القبلية للمسجد والذي كتب عليه انشيء هذا المسجد المبارك في عهد خديو مصر عباس باشا الأول سنة1267 هجرية وتمت تقوية مبانيه وتحسينه في عهد الخديو عباس حلمي الثاني عام1320 هجرية1902 ميلادية حيث يعتبر المسجد الأحمدي في الوقت الحالي من أكبر المعاهد العلمية والدينية والإسلامية بعد الأزهر الشريف والذي تخرج فيه المشاهير من قراء القرآن وعلماء الدين ورغم ان المسجد الأحمدي يستقبل يوميا المئات بل الآلاف أحيانا من مختلف دول العالم الإسلامي والعربي الذين يأتون خصيصا لزيارته وتقديم النفحات وذلك علي مدار أيام السنة كاملة إلا أن شهر رمضان يكون له وضع خاص في المسجد الأحمدي حيث يتوافد علي المسجد طوال شهر رمضان الآلاف من رواده وعشاقه من جميع محافظات مصر والدول العربية والإسلامية حيث تتميز الليالي الرمضانية بالمسجد الأحمدي ويكون لها طعم ومذاق خاص وتعيد للأذهان طقوس الشهر الكريم في الزمن الجميل حيث تحيط بالمسجد الأحمدي من كل جانب الأجواء الروحانية التي تضفي علي المكان روحانيات خاصة سواء داخل المسجد الذي تقام بداخله حلقات الذكر عقب الإفطار والأمسيات والندوات الدينية يوميا وتنطلق من داخل المسجد أصوات المقرئين الذين يتلون آيات الذكر الحكيم بصوت فيه خشوع وجمال في التلاوة وأيضا اصوات الابتهالات والأدعية التي يشتهر بها الشهر الكريم. أما خارج المسجد فإنك تجد ساحة المسجد الخارجية تكتظ بالأهالي والمواطنين الذين يفضلون الخروج عقب الافطار للجلوس في ساحة المسجد الخارجي في الهواء الطلق والتي تنبعث منها رائحة المسجد الأحمدي الشهيرة من مسك وعنبر وخلافه والتي تعيد للأذهان عبق التاريخ والأجواء الرمضانية في الزمن الجميل وتظل ساحة المسجد الأحمدي مزدحمة بالأهالي والزوار حتي موعد السحور بل ان البعض يحضر معه سحوره وهناك عائلات بالكامل تتناول وجبة السحور في الساحة الأحمدية ولايغادرونها إلا بعد صلاة الفجر الذي يشهد زحاما غير مسبوق لحرص معظم أهالي مدينة طنطا وزوار المسجد علي أداء صلاة الفجر حاضر بالمسجد الأحمدي. والحقيقة ان الطقوس الرمضانية تبدأ بالمسجد الأحمدي طوال شهر رمضان من صلاة العصر حيث تتوافد اعداد كبيرة من المصلين لاداء صلاة العصر بالمسجد بعدها يجلسون للاستماع للدرس الديني الذي يعقب صلاة العصر ثم يبدأ بعدها المسجد الأحمدي الاستعداد لاستقبال ضيوف الرحمن حيث تقام بالمسجد وحوله العديد من موائد الرحمن لإفطار الصائمين من الفقراء وزوار المسجد من مدينة طنطا أو ضيوفها بعد ذلك تتوافد اعداد غفيرة علي المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح والتي تشهد زحاما شديدا من المصلين الذين يحرصون علي أداء صلاة التراويح بالمسجد الأحمدي طوال شهر رمضان المعظم. أما السهرات الرمضانية حول المسجد فيكون لها مذاق وطعم خاص لاتقل عن سهرات الحسين الرمضانية حيث تزدحم المقاهي والكافتيريات التي تحيط بالمسجد من كل جانب وخلفه وامامه وتستمر حتي صلاة الفجر كما تزدان محلات الحلوي الشهيرة والمشروبات الرمضانية المعروفة بالزينات وتشهد إقبالا وزحاما شديدا من المواطنين خاصة في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة التي تشهده البلاد خلال فصل الصيف الحالي. ومن جانبه يقول الشيخ ربيع علي لاشين إمام وخطيب المسجد الأحمدي بطنطا إن الإقبال اصبح شديدا من جانب المسلمين من جميع انحاء مصر والعالم العربي والإسلامي لزيارة المسجد الأحمدي خاصة خلال شهر رمضان المعظم حيث يعتبرونه بمثابة قبلة ومقصد للروحانيات ولكل من يسعي لتحقيق الراحة لقلبه ونفسه. هذا بالاضافة الي أن المسجد الأحمدي يستمد من خلاله المواطنون الفكر الصحيح والعلم النافع مشيرا الي أنه يكون مستعدا ومعه الثنائي الشيخ كمال غازي والشيخ المحمدي زهرة وهما من العاملين بالمسجد وذلك للرد علي اي استفسارات أو فتاوي دينية في أي وقت وفي أي لحظة. وأشار الي أنه يوجد بالمسجد الأحمدي ملتقي فكري كل ليلة من خلال إلقاء المحاضرات الدينية وإقامة الندوات الدينية للتوعية والإرشاد والتي تقام يوميا من بعد أداء صلاة العصر وتمتد حتي موعد السحور.