ناقش عدد من الشباب الموهوبين من صناع السينما المستقلة المشاكل التي تواجههم في تقديم أفلامهم خلال الندوة التي أقيمت مساء أمس بعنوان السينما المستقلة ومشاكل الشباب وذلك علي هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال49, وتغيب عنها د.خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة للسينما الذي كان مقررا حضوره ضمن ضيوف الندوة. قال عبد الفتاح فرج مخرج فيلم الشيماء, إن السينما مستقلة ليست متمردة كما يظن البعض, ولكنها تقدم أفكارا مختلفة خارج الصندوق لأنها لا تخدم علي جهة أو مؤسسة بعينها بل تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولذلك تجد نافذتها ومنبرها من خلال المهرجانات في حين تقف القنوات مكتوفة الأيدي غير راغبة في المساهمة في شراء ما ينتجه هؤلاء الشباب. أضاف: أري أن التوجه القادم سيكون للسينما المستقلة مع انخفاض تكلفتها وجودة أفكارها الإبداعية وسهولة إنتاج وتقديم فيلم مستقل بأقل الإمكانات فمن الممكن أن يقوم أحد المخرجين بتنفيذ فيلم تكلفته5 آلاف جنيه في الوقت الذي يحصد عدد من الجوائز القيمة. وأشار عبد الفتاح فرج خلال الندوة إلي أن معظم المخرجين المستقلين يفضلون عدم المشاركة في المهرجانات المصرية نظرا لسوء التنظيم ولدينا تجارب كثيرة مريرة في ذلك ومن بينها ما حدث في مهرجان أسوان السينمائي الذي اضطرت مخرجة احد الأفلام أن تدخل من احد الأبواب الخلفية بعد أن منعها الأمن فيما سمح للنجوم الكبار مثل الهام شاهين وغيرها بالدخول علي السجادة الحمراء, كما قام أحد المهرجانات بتحميل ضيوفه من الأشقاء العرب المشاركين بأفلامهم مصاريف إقامتهم الفندقية. وعن التجارب الناجحة للسينما المستقلة قال إن فيلم اخضر يابس يعد فيلما مستقلا صور كله في الشارع بدون تصاريح وشارك فيه أهل مخرج العمل وعرض في مهرجانات دولية وألح عليه مهرجان أسوان لمدة شهر لكي يوافق علي عرضه في دورة المهرجان العام الماضي. بينما قالت المخرجة نيفين شلبي, صاحبة فيلم العودة إن غالبية الشباب الذين يعملون في السينما المستقلة يعانون من معوقات ومن بينها استخراج تصاريح التصوير وعدم وجود جهة تمول أعمالهم وغيرها من العراقيل الأخري, فنحاول حاليا مع مجلس النواب إصدار قوانين لاتخاذ قرارات بتسهيل عملية استخراج تصاريح التصوير, موجها رسالة لوزارة الثقافة سيبونا في حالنا. وأضافت: واجهت تجربة مريرة بعد عرض فيلمي العودة الذي حصد عدة جوائز خارج مصر حيث وجدت تقارير أمنية تمنع عرض الفيلم في اي مكان بحجة ان الفيلم يدعو للاكتئاب وهو الأمر الذي أصابني بحالة من الذهول. وشددت نيفين علي ضرورة سن قوانين جديدة بمجلس النواب تتيح للشباب المستقل الحق في الحصول علي تصاريح التصوير بدون أن تشترط أن يكون لدي الشخص شركة أو منتم لجهة ما. بينما تحدث المخرج الشباب محمد وهدان صاحب فكرة تقديم سينما جوالة تجوب المحافظات والتي اعتبرها حلقة وصل بين صانع الفيلم والباحث عن الأفلام مشيرة إلي أنه يواجه مشكلة عدم تذوق الجمهور لهذه الأفلام لعدم اعتياده عليها أو مناسبته لها. أضاف المخرج محمد وهدان: تواجهنا الكثير من الصعوبات بشكل مستمر في تصوير الأفلام المستقلة والتراخيص في الشارع ومعوقات كثيرة لتضييق الخناق الأمني علي التصوير أو إعطاء تصاريح بعد إملاءات من بعض الجهات لعرض أفلام مرتبطة بهم داخل الورش التي نقيمها في المحافظات وفي بعض الأحيان لا تتناسب الأفلام التي يفرضون علينا عرضها مع الجمهور وفئاته العمرية التي نستقطبها. ومن جانبه قال المخرج الشاب مصطفي نور صاحب فيلم سبع قرون قبل الميلاد واجهتني الكثير من الصعوبات ليس فقط فيما يتعلق بمعوقات استخراج التصاريح والتمويل, ولكن عدم اهتمام الدولة بالسينما المستقلة رغم أهميتها, نجد المنتجين يستسهلون ويضيعون أموالهم في أفلام تجارية لتحقيق ايرادات بشباك التذاكر فليس لدينا ثقافة تمويل الافلام المستقلة, ولا ننكر أن هناك صراعا بين السينما الطويلة الروائية وبين السينما المستقلة التي تعرض في قنوات معينة.