دعت ندوة "السينما المستقلة ومشكلات الشباب"، إلى العمل على تقنين أوضاع العاملين بها، من خلال تشريع قانوني يضمن القيام بأعمالهم الفنية دون عناء. جاء ذلك في الندوة التي نظمها معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال49، والتي أدارتها الكاتبة الصحفية رضوى هاشم، وشارك فيها كل من الصحفيان محمد وهدان، وَعَبَد الفتاح فرج والمخرجان نيفين شلبي ومصطفى نور. في البداية قالت رضوى هاشم، إن السينما المستقلة تلعب دورا كبيرا في تشكيل الوعي الجماهيري والترويج غير المباشر للسياحة والفن الشعبي والتراث من خلال الاهتمام بتصوير المناطق الأثرية، وعرضها للجمهور داخل وخارج البلاد، مؤكدة ضرورة إفساح المجال أمام الشباب لعرض افكارهم وإنتاج أعمالهم الأدبية والفنية. ودعت وزارة الثقافة إلى إفساح المجال أمام القائمين، على السينما المستقلة لعرض أفكارهم وأعمالهم في دور العرض التابعة للوزارة ومسارح الدولة. ومن جانبها، قالت نيفين شلبي إن معظم الأعمال التي قامت بإخراجها حصلت على العديد من الجوائز العربية والدولية، داعية الشباب إلى الاهتمام بالسينما المستقلة والمشاركة فيها، لا سيما بعد انحسار صناعة السينما وانتشار السينما التجارية. ودعت نيفين شلبي، مجلس النواب لاصدار تشريع يعمل على الاعتراف بهم وبأعمالهم الفنية دون معوقات، مشيرة إلى أهمية تقديم ما يخرجونه من أعمال فنية للشباب والجمهور لحثهم على المشاركة المجتمعية. وقالت إن السينما المستقلة تعمل بعيدا عن الضوضاء ولا تهتم بالاعمال التجارية التي لا تهدف الا الى تحقيق الربح السريع من خلال بعض المشاهد. ومن جانبه، قال محمد وهدان إن أهم ما يميز منتخبى السينما المستقلة إنها تنتج أفلام قصيرة لا تحتاجهم الى دور عرض سينمائية كبيرة ويمكن عرضها في المنازل، إلى أن الفترة القادمة سوف تشهد حالة من الرواج في تسويق الأفلام القصيرة وصناعة السينما المستقلة بسبب ما تعانيه صناعة الأفلام والسينما التجارية من المغالاة في تكلفة إنتاجها. ومن جهته، قال عبد الفتاح فرج إن فيلم القصير "شيماء" الذي لاقى قبولا من الجمهور يحكي قصة إحدى الفتيات من العاملات في مجال تجارة الخردة وامنيتها البسيطة في الحياة لتدبير بعض الأموال لوالدتها كي تستطيع القيام بعمرة إلى الأراضي المقدسة في السعودية ، منوها بانه بمجرد عرض الفيلم في أحد المهرجانات قام مخرج فلسطيني بالتبرع بتكلفة العمرة لهذه السيده ، كما تبرعت ايضا احدى السيدات المصريات ببعض أساورها الذهبية لها بعد عرض الفيلم في إحدى دور العرض التابعة لوزارة الثقافة. وتابع عبد الفتاح فرج، إن السينما المستقلة لا تغرك خارج الإطار وأنها ليست متمردة وإنما هي خارج الصندوق، كما أنها لا تقدم عمل دعائي للحكومة، لافتا إلى أن البيروقراطية تعد إحدى المشكلات التي تواجه عمل السينما المستقلة رغم تكلفتها البسيطة في الإنتاج والإخراج.