شهد المؤتمر الذي أقامته حملة تمرد السينمائية، جدلًا كبيرًا بين حضوره من السينمائيين الذين تحفظ عدد منهم على شعار "السينما النظيفة" الذي أكدت عليه الحملة في بداية انطلاقها، وبداية المؤتمر الذي عقد مساء أمس الخميس، بالتحرير لاونج بمعهد جوته، مما أدى إلي انسحاب عدد من مؤيديها مؤخرًا، منهم جبهة الإبداع. بينما يري أخرون تناقضًا في موقف الفنانة راندا البحير،ي بين مطالبتها بالسينما النظيفة وبين أفلامها مثل"بوسي كات"، ويتواصل التناقض مع فيديو كليب بيانهم الأول المعروض على موقع اليوتيوب، مع تجاهل الإشارة إلي مصدر فكرته المأخوذة من كليبات "الفضائيين" للفنان الشاب أحمد حمد ظهرت علي اليوتيوب، قبل شهور تنتقد حكم الإخوان، فى إطار كوميدى ساخر. وشارك بالمؤتمر الفريق الإداري للحملة: الفنانة راندا البحيري المنسق الفني، والمخرجين : سيد الحسيني منسق عام، نيفين شلبي المتحدث الإعلامي ، نانا حسن منسق إداري ومحمد كرارة منسق الحملة بالقاهرة . وقالت المخرجة نيفين شلبي: عنوان الحملة لا يعني سحب الثقة من أحد وإنما المطالبة بحقوقنا فبعد موجتين ثوريتين تشكل الحكومة لجان لانقاذ صناعة السينما، ولا تري مشاكل شباب السينما المستقلين، وأضافت أنهم ليس لهم توجهات سياسية رافضين دعم أي أحزاب أوحركات سياسية، وأن هناك خلطا حول مفهوم السينما النظيفة الذي اطلقته قبل سنوات بعض الممثلا ت المحجبات، اللواتي أردن فرض مسميات عقيمة وما تطالب به الحملة هو تقديم نوعية أخري من السينما تجتذب جمهورًا يرفض السينما الحالية، وأنهم كسينمائيين مستقليين دعاة و حماة حرية التعبير وليس فرض قيود رقابية إضافية. وقال المخرج سيد الحسيني: إن الحملة أحصت 22 دار عرض بالقاهرة تابعة لوزارة الثقافة، بينها 12 مؤجرة وعشرة مغلقة و طالب بفتح تلك السينمات لعرض الأفلام القصيرة واتاحتها بتذاكر رمزية. وعرض تقرير فيديو قصيرلاستطلاع أراء الجمهور حول السينما التجارية، وقال غالبيتهم أنهم لا يذهبون للسينما لأنها لا تناسب ذوقهم، وقالت المخرجة نيفين شلبي أن الحملة تستهدف إتاحة المجال لمشاهدة نوع أخر من الأفلام ومواجهة منظومة النجم الواحد بإتاحة الفرصة للفيلم التسجيلي والقصير، لتقديم مستوي فني وفكري جيد، وكذلك نوعية مختلفة تحقق التوازن في مواجهة السينما الموجودة حاليا، وأضافت أن الحملة لا تحارب اتجاها بعينه لأن له جمهوره، ولايمكن الحجر على أذواق الناس. فيما تساءل بعض الحضور ومنهم أدمن جروب أفلامجية، عما يمكن أن تقدمه الحملة لخدمة صناعة السينما، متخوفًا أن تكون الحملة موجهة لخدمة مطالب أفراد بعينها، و قال إن اليوتيوب حل مشكلة العرض للافلام القصيرة، وبمجرد توافر عدد محدود من السينمات لعرضها تنتهي المشكلة بالنسبة لأزمة العرض، لكنه أضاف أن كثير من الأفلام القصيرة التي نشاهدها تحوي الكثير من التفلسف والشطحات ولهذا لن تجتذب سوي قطاع معين من المثقفين وهو ما لا يفيد صناعة السينما حاليا، وطالب بأن تهتم الحملة أكثر بصناعة السينما. وقالت إحدى المشاركات في المؤتمر، إنها تمثل جمهورا يحتاج بديل عن السينما التجارية الحالية وأضافت ان هناك جمهور كبير متعطش لمشاهدة أفلام ترفع من الثقافة والاخلاقيات . وقال المخرج السكندري محمد سعدون، أن عرض الأفلام علي "اليوتيوب"، ليس حلا فكثير من الجمهور يتصور أنها إعلانات عن أفلام طويلة، لأن غالبية الجمهور ليست لدية معرفة بالفيلم القصير وبالتالي نحتاج في البداية إلي تعريف الجمهور بالسينما القصيرة . وقالت نيفين شلبي بأن اليوتيوب ليس حلا لمشكلة العرض، لأن ما تستهدفه الحملة هو جمهور أوسع وأكثر تنوعًا وأضافت بشكل شخصي لا أوجه أفلامي إلي مستوي ثقافي معين وإنما استهدف كل فئات الجمهور من البواب إلي الرئيس، وتمني المخرج محمد كراره أن يقدموالعروض في كل الأماكن خاصة في الأحياء الشعبية . وقد شغلت قضايا السينما القصيرة جانبا كبيرًا من الحوار في المؤتمر حيث تساءل السينمائيين الشباب حول ما يمكن أن تقدمه لهم الحملة من دعم، وطالب البعض بإعادة العمل بتقليد عرض أفلام قصيرة قبل عرض الأفلام الطويلة في دور السينما، والمساعدة في حل مشاكل تصاريح النقابة والتصوير، واقترح البعض إنشاء شركة إنتاج أهلية للأفلام القصيرة كما أشار سينمائيون من بني سويف والأسكندرية، إلي عدم توفر فرص لدراسة السينما و قلة دور العرض بالمحافظات. وردت نيفين شلبي، بأن الحملة ستقوم بحصر السينمات المغلقة بالمحافظات والضغط لإعادتها للعمل وعرض الأفلام القصيرة بها واستقطاب المخرجين الكبار لإقامة ورش لشباب السينمائيين في محافظاتهم والضغط لإنشاء معاهد وأقسام للسينما في المحافظات. أخبار مصر- البديل