منذ أن صورت لنا السينما المصرية سعيد مهران بطلا في رواية اللص والكلاب وحنفي الأبهة وشمس الزناتي والإمبراطور ووصولا إلي حبيشة في مسلسل ابن حلال يبدو أن فارس من هؤلاء الشباب الذين ممن تأثروا بهذه النوعية من الأفلام والمسلسلات في أسوان التي خرج فيها إلي الدنيا من إحدي قراها المتطرفة علي حواف جبالها الشرقية, ومنذ طفولته لم يكن سلوكه يتناسب مع سنه الصغير, فلم يكن فارس يمارس ألعاب الصغار مع أطفال القرية بل كان عنيفا مع أقرانه وهوايته المحببة هي مضايقته لهم في كل وقت يتجمعون خلاله لتسلية أوقاتهم, وعندما أدرك أبوه سلوكه العنيف ألحقه بمركز شباب المدينة لعله يمارس لعبة رياضية لتقويم سلوكه لكنه أثار المشكلات هناك ليكون جزاؤه الطرد من المركز. لم يجد الأب العامل البسيط إلا أن يعاود محاولات تقويم وتربية الابن قبل أن يدخل في مرحلة المراهقة, فلجأ إلي مدرسته والتقي معلميه الذين نصحوه بالتوجه إلي الاخصائية الاجتماعية التي بذلت معه مجهودا كبيرا دون جدوي, حتي فوجيء بخطاب فصله لتكرار الغياب لينال فارس علقة ساخنة تسببت في هروبه من بيت أبيه أكثر من مرة, لترفع أسرته راية الاستسلام أمام الأمر الواقع. كبر الولد ووصل إلي سن المراهقة فحاول الأب أن يصاحبه وأعاد علي مسامعه ظروفه وظروف أسرته طالبا منه البحث عن عمل وتدبير حاله لمساعدته ومساعدة أسرته ليخرج فارسا إلي معترك الحياة هائما حتي وجد كافتيريا شعبية عمل فيها لفترة أدمن خلالها المخدرات ومع إدمانه لها كان عشقه هو مشاهدة الأفلام والمسلسلات والمسرحيات التي منها مسرحية الفنان سمير غانم فارس بني خيبان, ولأن اسمه تشابه مع اسم البطل الذي جسده الفنان في دور فارس مهران الصحفي الذي يبحث عن انفرادات صحفية من قلب إمبراطورية المخدرات في الباطنية, أطلق فارس الصغير علي نفسه لقب فارس بني خيبان ليبدأ مرحلة جديدة من حياته في تجارة البانجو المخدر. ورغم عمره الذي لم يتعد الحادية والعشرين من السنين, إلا أنه اكتسب شهرة لا تناسب سنه, حيث ذاع صيت بانجو بني خيبان بين الشباب المدمن, حتي التقطته عيون المباحث ووضعته علي قائمة الانتظار تمهيدا لضبطه متلبسا, وعندما تواردت المعلومات حول عزمه استلام شحنة من البانجو داخل المحافظة, وضع العميد محمود عوض مدير المباحث الجنائية بأسوان خطة القبض علي فارس, حيث تركه رجال المباحث يتسلم شحنته بسهولة مع مراقبته عن بعد, وعندما وصل إلي وكره كانت العيون اليقظة تنتظره وتلقي القبض عليه وبحوزته9 كيلو جرامات من البانجو وبندقية خرطوش, وتحرر المحضر اللازم قبل عرضه علي النيابة العامة التي أمرت بحبسه وسط مناشدات من الأهالي بضرورة تدخل علماء النفس للقضاء علي انتشار ظاهرة المخدرات في ساحرة الجنوب أسوان.