بالرغم من الإمكانات الضعيفة, فإن تطبيق التدريبات العملية بالمصانع والشركات المتعاقد معها خلقت فرصة جيدة للطلاب للانطلاق لسوق العمل إلا أن المدارس تواجه مشكلة في ضعف الموارد وعدم التزام الشركات بتوظيف الطلاب. يقول عبد القادر إبراهيم, مدير عام التعليم الفني, إلي أن هدفنا هو تقديم خدمة تعليم فني عالي الجودة بما يتفق مع المعايير العالمية, وإعلاء نظرة المجتمع لطالب التعليم الفني مع تحقيق تكافؤ الفرص لكل الطلاب, بما يضمن تنافسية المؤهلات والخريجين محليا وإقليميا.. وتأسيس مرحلة جديدة جادة من الشراكة الحقيقية, والعمل المؤسسي, بين كل من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني, ووزارة التجارة والصناعة, لربط التعليم الفني بالصناعة, وسد الفجوة المهارية بين العرض والطلب في سوق العمل المصري.. كما يتم ربط الناحية العملية بالنظرية. فالطالب يؤمن عليه وفي نهاية السنوات الثلاث الدراسية يحصل علي شهادة خبرة من المنشأة التدريبية ويتم تعيين المتميزين في ذات موقع التدريب.. ويوضح هشام فايد, مدير إدارة التعليم المزدوج, أن هناك شراكة مع جمعيات ووحدات إقليمية لتدريب الطلاب, ونقوم نحن بالإشراف عليهم.. وفي نطاق المحافظة توجد19 مدرسة بها فصول ملحقة للتعليم المزدوج الصناعي ملابس, كهرباء, ميكانيكا سيارات و في التعليم التجاري والفندقي لدينا350 طالبا حيث يوجد تخصصي السكرتارية الطبية ومساعد فني إداري ولدينا مدرسة فندقية. وفي التعليم الزراعي لدينا مدرسة طلخا للألبان وبلقاس للعجائن بها70 طالبا.. كما توجد مدارس داخل مصانع مثل مدرسة أنديجو بطلخا وبها90 طالبا ومدرسة ميت الكرما للسيارات بها90 طالبا. ويشير عماد فكري, مدير مدرسة المتقدمة الفنية, المدير المثالي لعام2017, إلي أن المدرسة حاصلة علي شهادة الجودة ومدة الدراسة بها للتعليم الفني خمس سنوات وللتعليم المزدوج ثلاث سنوات, وبها أقسام مطلوبة في سوق العمل مثل ميكانيكا السيارات في مراكز الخدمة المعتمدة, ونحن بالفعل متعاقدون مع كبري المراكز وميكانيكا التركيبات, لتصنيع قطع غيار السيارات بأياد مصرية, ونحن علي استعداد للإنتاح ولكن للأسف لا توجد موارد فلدينا آلات بالمدرسة تكفي لإقامة أكثر من مصنع, فمثلا نحن علي استعداد لتوفير الزي المدرسي لكل المدارس لأن قسم النسيج ينتج الأقمشة, كما أن طلابنا يتولون صيانة وإصلاح كل المركبات بالتربية والتعليم.. ونقبل الطلاب بتنسيق داخلي وبعد مقابلة شخصية معه ومع ولي الأمر في حضور مدير المصنع الذي يتدرب به الطلاب ولدينا بالصف الأول38 طالبا بالتعليم المزدوج.. حيث يحصل الطالب شهريا علي مقابل مادي بالصف الأول300 جنيه وبالصف الثاني400 جنيه وبالصف الثالث500 جنيه شهريا. ويقول الطالب أحمد محمود شعبان أولي ثانوي صناعي تعليم مزدوج: لقد قررت الالتحاق بالتعليم الفني بمحض إرادتي ومجموعي كان يؤهلني للثانوي العام وذلك للدراسة لأستطيع تنفيذ اختراعي من خلال تركيبات السيارات الموفرة للبنزين. فيما يقول عبد الرحمن محمد حسين, طالب بالصف الأول الثانوي الصناعي, أتمني أن ألتحق بكلية الهندسة وأنا أعمل كمصمم للديكور وقد أفادتني الدراسة لصقل موهبتي حيث أتعلم11 شهرا بالعام وأتدرب أربعة أيام بالأسبوع بأحد المصانع. وأضاف الطالب أحمد مصطفي16 سنة طالب بالصف الأول الثانوي الصناعي من مركز منية النصر, أنا أعمل بإحدي الورش الخارجية ولكن التعليم هنا أفادني كثيرا وسأفتتح مركز صيانة للسيارات عندما أنتهي من تعليمي. ويؤكد مدحت محمد وعمرو عرفة و عصام كمال مدرسو ثانوي صناعي أن المدرسة قد تخرج فيها طلاب التحقوا بكلية الهندسة والفنية العسكرية ونتمني أن تهتم الدولة بالتعليم الفني فلدينا مخترعون وموهوبون وعلي سبيل المثال, فقد اخترع أحد الطلاب تكييفا للسيارة دون مكينة يعمل علي حرارة السيارة.. ولدينا طلاب مهرة في تصنيع مبردات المياه لا ينقصنا سوي توفير المواد الخام من المديرية. والتدريب من الأساسيات بمنظومة التعليم الفني, لأن التعليم بدون تدريب لا يجدي. فيما يشير سمير شوقي إلي أن نجله كان الأول علي المدرسة الصناعية والتحق بإحدي كليات الهندسة الخاصة ولكن للأسف فإن مجال تخصصه لا يوجد بالجامعة ولو كان هناك مجال للعمل لما كان التحق بالجامعة, فيجب ربط التعليم الفني بسوق العمل بحيث يكون متاحا وأن يكون متواكبا مع معايير الجودة العالمية, وأن يتم ربط طلابه بسوق العمل. ولدي اقتراح بتحويل أسوار المدارس الصناعية إلي معارض يتم فيها بيع المنتجات التي يقوم الطلاب بتصنيعها مما يساعد علي تطوير دخل المدارس.. فالمشكلة تكمن في عدم توظيف الإمكانات المتاحة لخدمة العملية التعليمية. ويقول الشربيني الحفني ولي أمر إن ابني حسام طالب بالتعليم الفني بمدرسة الأورمان وأتمني إمكان صياغة تشريعات أو إصدار قرارات وزارية تعزز الصلة بين القطاع الخاص الصناعي والتعليم الفني والتدريب المهني, فمن غير المنطقي أن يعمل طالب يدرس ميكانيكا السيارات كعامل بناء أو نقاش, فهذا يعد إهدارا لما تنفقه الدولة علي هؤلاء الطلاب علي مدار فترة دراسته ونطالب بضرورة التوعية الشاملة من خلال مراكز الشباب والمدارس عن نظام التعليم المزدوج والتشجيع علي الالتحاق لما يتيحه من فرص عمل وأن يتم تحويل المدرسة إلي وحدة إنتاجية ليتم تحقيق النقلة النوعية.