علي مدار يومين وفي العاصمة العصرية الجميلة دبي حضرت برفقة عدد كبير من الخبراء والمفكرين والعلماء والإعلاميين من معظم دول العالم فاعليات قمة المعرفة2017 والتي تنظمها مؤسسة محمد بن راشد ال مكتوم للمعرفة حيث عقدت هذا العام تحت شعار المعرفة والثورة الصناعية الرابعة والتي ناقشت العديد من الملفات والموضوعات الحيوية و المرتبطة بالتطور التكنولوجي في العالم سواء كيفية صناعة القرار في ظل الثورة الصناعية الرابعة والتي تحدث فيها رئيس وزراء الأردن هاني الملقي أو ندوة الثورة الرقمية ودورها في تطور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والتي رصدت مستجدات التطور في عالم الديجيتال و تأثير ذلك علي وسائل الإعلام المطبوعة والثورة الهائلة التي شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة في وسائل التواصل الاجتماعي والتي شكلت ظاهرة مهمة للكثير من الدراسات الاجتماعية و الإعلامية علي حد سواء. وعلي الرغم من الزخم الكبير الذي شهدته فاعليات القمة إلا أن حضور سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مراسم الافتتاح وتكريم الفائزين بجوائز المعرفة لعام2017 أعطي بعدا جديدا للقمة حيث أكد الاهتمام الكبير للشيخ محمد بدعم المعرفة والثقافة في العالم العربي بصفة عامة وفي دبي بصفة خاصة واهتمامه بضرورة مواكبة المتغيرات التكنولوجية والمعرفية علي الساحة الدولية خاصة في ظل التقدم والتطور السريع والمتلاحق للعلوم والتكنولوجيا في العالم وحاجة الحكومات والشعوب العربية إلي اللحاق بركب تلك الثورة المعرفية لتحقيق آمال وطموحات العالم العربي من خلال التقدم المعرفي وبناء القدرات البشرية علي أسس علمية صحيحة ومدروسة. ولاشك أن ما دار خلال قمة المعرفة2017 من حوارات ومناقشات ومداخلات اتسمت بالجدية وبالبحث عن مستقبل أفضل في كافة مجالات المعرفة والعلوم المتنوعة كشفت وجود رؤية واصرار حقيقي من قبل مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة علي أن يكون للعالم العربي موطيء قدم حقيقي في ذلك العالم الذي نحتاجه بشدة خاصة بعد الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات لمواجهة الأمية في العالم العربي فقد أعلن جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد للمعرفة عن إطلاق مشروع تحدي الأمية في الوطن العربي بالتعاون مع منظمة اليونسكو بهدف مكافحة آفة الأمية والقضاء عليها لنحو30 مليون مواطن عربي بحلول عام2030 وهو هدف نبيل يمكن تحقيقه من خلال تضافر الجهود الدولية مع المبادرة التي تم إطلاقها من دبي لمواجهة الأمية وبالتالي نشر وزيادة معدلات المعرفة في العالم العربي. والمؤكد أن أوراق العمل والعناوين التي تمت مناقشتها خلال أعمال القمة سوف يكون لها تأثير كبير علي صناعة القرار العربي فيما يتعلق بالمعرفة والاهتمام بها حتي يمكن كما قال رئيس الوزراء الأردني أن نكون جاهزين للتعامل مع تداعيات ومعطيات الثورة الصناعية الرابعة والتي سوف يكون التعامل معها يجمع بين المهارة والتكنولوجيا معا و حتي نكون منتجين للمعرفة مثلما حدث في الصين و كوريا والهند ومن قبلهم اليابان وبالتالي علينا توجيه الأموال إلي المراكز البحثية واعطاؤها فرصة حتي تتعامل مع المستجدات الحديثة في الثورة الصناعية الرابعة وتحقيق آمال الشعوب العربية في اللحاق بركب التكنولوجيا والتقدم المعرفي الذي نفتقده في معظم الدول العربية بصورة كبيرة. وأعتقد أن مؤسسة محمد بن راشد ال مكتوم للمعرفة أثبتت بتنظيم تلك القمة أنها تسعي وبكل جدية لنشر المعرفة في العالم العربي من خلال مشروع مدروس وتعاون وثيق وواضح مع الجميع وانفتاح قوي علي الثقافة الدولية وسط طموحات إماراتية تعلوها آمال وثقة في النجاح واستمرار التقدم المعرفي في العالم العربي.