اذا كانت الثورة قد منحت بورسعيد أملا جديدا بالابقاء عليها كمنطقة حرة فإن زيادة الحصة الاستيرادية التي تنتظرها العديد من المشروعات باتت هي السبيل الوحيد لكي تستعيد المحافظة مجدها السياحي. بوصفها أحد الموانئ الرئيسية علي البحر المتوسط الذي يربطها بأهم الاسواق المصدرة للسياحة الي مصر عن أوروبا في ظل موقعها الجغرافي المتميز باعتبارها نقطة تقاطع بين الطرق التاريخية القديمة وبين الشرق والغرب علي قمة قناة السويس, واذا أضفنا الي ذلك جوها الرائع طوال العام وشواطئها الهادئة وميناءها الذي يمثل نافذة علي العالم من خلال البواخر السياحية العملاقة التي تحمل آلاف السائحين لزيارة مدينة الحرية بورسعيد ومناطقها الأثرية. فبورسعيد التي تحظي بنصيب كبير من السياحة الداخلية خلال الصيف الذي يمثل ذروة الموسم السياحي تجمع بين السياحة الشاطئية وسياحة التسوق في آن واحد ولذلك فهي تمتلك ميزة تنافسية عالية, بالاضافة الي وجود بعض المعالم السياحية والأثرية التي يمكن للسائح الاجنبي والمحلي زيارتها. وتؤكد السيدة اميمة محمد والي مدير عام الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي ببورسعيد, أن بورسعيد مقبلة علي نقلة نوعية وكمية في مجالي السياحة والتجارة الذين تري أن كلا منهما يدعم الآخر فهناك مقاصد سياحية عديدة تعتمد أساسا علي التسوق يرتادها السائحون فقط للشراء. وبورسعيد لديها الامكانات السياحية التاريخية والشاطئية ويمكن للسائح القيام بنزهة بحرية في الميناء لمشاهدة قوافل السفن التي تعبر القناة من خلال ركوب أحد القوارب أو العبور بالمعدية الي بور فؤاد أو المطعم العائم بقنال كروز أو القيام بجولة علي شاطيء البحر عن طريق الكورنيش الجديد ومشاهدة بانوراما رائعة لشاطيء بورسعيد. وتضيف أميمة والي انه من أهم المعالم السياحية كذلك متحف بورسعيد القومي للآثار والذي يتميز بموقعه الفريد عند التقاء مياه قناة السويس بالبحر المتوسط ويعد الاول من نوعه في مصر ويضم آثارا من جميع العصور بدءا من الفرعوني عبورا بالعصر اليوناني والروماني والقبطي والاسلامي وانتهاء بالعصر الحديث. وتشير الي أن عدد القطع المعروضة بالمتحف اكثر من6 آلاف تحفة أثرية, كما يشغل الجزء الاكبر منه حديقة أثرية تعرض بها مجموعة من الآثار الضخمة التي تنتمي للعصور المختلفة ولكن المتحف منذ سنوات تم هدمه وهيئة الآثار تقوم بإعادة بنائه منذ عدة سنوات وكل مرة يقول المسئولون سوف يدخل في الميزانية المقبلة. وتطالب بضرورة الاسراع في اعادة ترميم المتحف وبناء الاجزاء المهدمة لانه يعد من أهم المعالم الاثرية في بورسعيد, كما انه يمكن السماح للقطاع الخاص بالدخول في هذا المجال وإدارة مثل هذه المناطق التي تعد مصدر الجذب الاول للسائحين. كما يوجد المتحف الحربي الذي يضم3 قاعات الاولي متخصصة في تاريخ مصر الفوعوني والاسلامي والثانية لعرض وتسجيل كفاح شعب بورسعيد ضد العدوان الثلاثي ونماذج للابطال الذين كان لهم دور بارز في مقاومة الاحتلال والثالثة لانتصار قواتنا المسلحة في حرب اكتوبر, بالاضافة الي منطقة الفرما شرق بورسعيد وهي مدينة قديمة عرفت باسم يدآمون وكانت ممرا هاما وقد استخدمته العائلة المقدسة أثناء قدومهم الي مصر. أما جزيرة تنيس جنوب بورسعيد في بحيرة المنزلة والتي تضم بعض الاثار من العصر الاسلامي فتحتاج الي مستثمر لتنميتها وتحويلها الي أحد المقاصد السياحية في مصر والعالم, كما توجد قاعدة تمثال ديليبس عند مدخل قناة السويس أما تمثال ديليبس فانه يوجد في مخزن منذ نزوله من القاعدة لاسباب سياسية في حينها ولكن تجب عودته مرة أخري الي قاعدته ليكون مزارا عالميا, وخاصة لحركة السياحة الفرنسية, حيث طلبت فرنسا اكثر من مرة إعادة التمثال الي مكانه لأن ديليسبس هو صاحب فكرة أنشاء قناة السويس ويوجد العديد من تماثيل للعلماء أصحاب الابتكارات في الافكار التي ساهمت في الحضارة ورقي البشرية فلماذا تضيع مثل هذه القيمة بسبب شعارات جوفاء لا طائل منها بل علي العكس فاننا في حالة تقديره العالم فاننا نثبت للعالم أننا شعب يقدر ويحترم كل من يساهم في خدمة المجتمع والشعب المصري. وأوضحت مدير عام هيئة تنشيط السياحة ببورسعيد أنه يوجد النصب التذكاري لشهداء بورسعيد وعدد من المساجد والكنائس التاريخية أما أماكن الشراء ففي الحي التجاري وشارعي النهضة والجمهورية, حيث جميع المنتجات العالمية والمصرية وبعد ذلك يوجد عدد من المحميات الطبيعية مثل محمية اشتوم الجميل بجزيرة تنيس وتقع غرب بورسعيد ب7 كيلو مترات وتضم بوغاز اشتوم الجميل وتنيس وهذه المحميات تحتوي علي العديد من أنواع الطيور المهاجرة والمقيمة مثل البشاروش, لعز, البط بأنواعه واشهرها صياد السمك الواليس والفطفاط السكندري, والارجواني وغيرها, بالاضافة الي اثار المدينة القديمة التي يرجع تاريخها الي القرن الثاني عشر الميلادي. وقالت أن أهم المشروعات التي تحتاج اليها بورسعيد في ظل المستجدات المقبلة هي انشاء ميناء شرق بورسعيد والمنطقة الصناعية المكملة للميناء, والتي من شأنها تغيير شكل المنطقة اقتصاديا وسياحيا وتكون بوابة مصر للدخول الي المنافسة الدولية من خلال تنشيط حركة الترانزيت وجذب الاستثمارات الاجنبية. وأوضحت أميمة والي أن بورسعيد استقبلت العام الماضي161 باخرة سياحية عملاقة تحمل231 ألفا و553 سائحا مابين زيارات ميدانية وسريعة, بالاضافة الي241 يخت علي متنها571 سائحا من ذوي الاتفاق المرتفع مشيرة الي أن الموسم السياحي في بورسعيد يبدأ عادة في شهر مايو من كل عام ولذلك فان الثورة لم تؤثر علي السياحة الوافدة الي بورسعيد وقد استقبل الميناء عدة سفن سياحية منها سفينة يوم الخميس الماضي وعلي متنها حوالي1800 سائح منهم1200 قاموا بجوالات ميدانية في بورسعيد و600 قاموا بزيارة القاهرة ومنطقة اهرامات الجيزة, كما تستضيف بورسعيد اليوم الاحد سباق اليخوت الدولي بمشاركة47 يختا من21 دولة, وقالت أن مثل هذه السباقات تعد من أهم عناصر الجذب السياحي لتوعية السائحين الاغنياء ولذلك فهي تحتاج الي اهتمام المسئولين واعادة النظر في رسوم اليخوت المرتفعة للغاية بالمقارنة بالمقاصد السياحية الاخري وعلي رأسها تونس التي تستقطب عددا كبيرا من سياحة اليخوت نظرا لانخفاض نسبة الرسوم واقامة عدد من المشروعات التي تجذب السائح للبلد وتطيل مدة اقامته في بورسعيد. ومن جانبه أكد مجدي سليم وكيل وزارة السياحة رئيس قطاع السياحة الداخلية أن بورسعيد تعد من أهم المناطق بالنسبة للسياحة الداخلية وتستقطب العديد من المواطنين خلال الموسم السياحي الصيفي وهذا العام سوف تشهد بورسعيد زحاما شديدا, حيث أن كثيرا من المواطنين غيروا وجهتهم عن الاسكندرية هذا العام بسبب الزحام الشديد نتيجة نزوح عدد كبير من الاشقاء الليبيين اليها بسبب الاحداث الدامية التي تشهدها الجماهيرية الليبية الشقيقة.