هذا السؤال طرحه قبل فترة واحد من رسامي الكاريكاتير في صحيفة عربية مع ثلاث صور للقذافي وصالح والأسد, وحتي الآن يبدو السباق علي أشده دون أن تلوح علامة النهاية باستثناء آخر تصريح لوزيرة الخارجية الأمريكية امس بأن أيام النظام الليبي باتت معدودة. منذ شهور والمشهد يثير الحزن والأسي والأسف حقا, كل انواع الأسلحة يجري استخدامها, الدبابات والمدفعية والأسلحة الثقيلة ضد المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرات سلمية للمطالبة بالحرية والديمقراطية والكرامة, وعندما لم يستمع الزعيم الليبي لنداء شعبه بدأ الانشقاق داخل الكتائب المسلحة فانزلقت الأوضاع إلي هذا النحو الذي نراه, وقد أدي في النهاية إلي التدخل الدولي بقرار من مجلس الأمن, وتولي الناتو ولا يزال عملية قصف مستمرة لكل القدرات العسكرية الليبية والتي استغرق بناؤها العشرات من السنين والمليارات من اموال النفط. وإذا صدقت هيلاري كلينتون فإن بلادها وبقية الدول الغربية ستقوم بإعادة اعمار ليبيا من جديد وبتكلفة هائلة ستنعش دون شك الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من ازمات حادة, كما ستضمن الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية امدادات النفط الليبي بشكل منتظم وهادئ. المسئولية هنا يتحملها القذافي قبل غيره لأنه ادخل بلاده نفس النفق الذي اختاره صدام حسين بالحسابات الخاطئة والأفق الضيق الذي لم يستجب لصوت العقل ويكتفي بعقود من الزمن وهو الحاكم المطلق. سوريا هي الأخري تسير علي الدرب وتقترب من ذات النفق وان كانت لا تمتلك النفط ولكنه بحكم الموقع الجغرافي والدور السياسي لها أهميتها القصوي في اعادة موازين القوي بالمنطقة وبخاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية. أما اليمن فهي قاعدة الجزيرة العربية ونقطة ارتكازها, وعلي ارضها يبدأ التاريخ الجديد دوما فاما انتصار الحرية في جميع أرجاء الجزيرة العربية والخليج أو أن يبقي الحال علي ما هو عليه.. ولكن النقطة الفاصلة دوما فيما يحدث في البلدان الثلاثة هي تورط جيوش تلك الدول مع الحكام ضد شعوبها.. وهنا لابد لنا من التوقف طويلا أمام ما سيكتبه التاريخ عن الموقف البطولي والحاسم للجيش المصري العظيم الذي اعلن في بيانه الأول وبكل وضوح انه مع المطالب الشعبية المشروعة وان القوات المسلحة لن تطلق رصاصة واحدة ضد المتظاهرين, وقد كان واثبتت الأحداث ان المؤسسة العسكرية المصرية قد تحملت ولاتزال الكثير في سبيل اداء الامانة والمسئولية علي اكمل وجه مما نال اعجاب العالم اجمع الذي يقارن بين ما يحدث علي أرض مصر وما يجري حولها. يحق للمصريين ان يشعروا بالفخر والاعتزاز بخير اجناد الأرض وان يطمئنوا علي حاضرهم ومستقبلهم طالما بقيت قواتنا المسلحة هي الحصن الحصين والدرع القوية التي تصون الوطن في الداخل والخارج. وندعو لبقية الاشقاء في البلدان الثلاثة وغيرها للخروج من النفق المظلم قبل اكتمال رقم المليون.