قال الرئيس الأمريكي »أوباما« إن الضربات التي توجهها قوات حلف الاطلنطي ضد ليبيا حققت تقدما كبيرا بإنقاذها كثيرا من الارواح. واضاف أوباما محذرا : »علي القذافي ونظامه ان يفهما انه لا سبيل الي تخفيف الضغط عليه، لأنه ليس من المعقول استمرار الزعيم الليبي في السلطة ليواصل ذبح شعبه«. رئيس الحكومة البريطانية - »ديفيد كاميرون« - كان أشد نقدا، وأكثر عزما علي تصعيد الضربات ضد ليبيا للاسراع بإسقاط القذافي ونظامه، وهو نفس الهدف الذي يبشر به الرئيس الفرنسي - »نيكولا ساركوزي« - واتفاقهما: البريطاني، والفرنسي علي استخدام المروحيات القاذفة لقصف اهدافها في ليبيا بدقة أكثر وخطأ أقل. وما قاله »الحلفاء الثلاثة« وكثفوا تكراره أمس واليوم - بمناسبة اجتماع قمة »مجموعة الثماني« في مدينة »دوفيل« الفرنسية - 62 و72 مايو - ووجهوا إنذارا مشابها الي الزعيم اليمني »علي صالح« يحثه أيضا علي سرعة التخلّي والتنحّي لوقف وانهاء مذابح اليمنيين المتظاهرين المصممين علي اسقاطه وتغيير نظامه. وكان من الطبيعي أن يمر الحلفاء الثلاثة »مرور الكرام« علي سوريا الجريحة، بإعلان تأييدهم للعقوبات الاقتصادية المتواضعة التي فرضوها علي النظام السوري لعل وعسي يقلل من عنفه المفرط ضد شعبه المطالب بالتغيير والحرية. ومرة أخري.. جدد كثيرون اظهار دهشتهم من تفرقة أمريكا وبريطانيا وفرنسا بين الحسم والحزم والقوة في التعامل مع مذابح القذافي، وبين اللين والمهادنة والمخادعة في التعامل مع مذابح »صالح« و»الأسد«. الجديد في مبررات هذه التفرقة قرأته أمس للكاتب الصحفي: »موسي نعيم« رافضا مقولة ان استخدام القوة ضد القذافي يهدف الي الحفاظ علي البترول وليس فقط لحماية الليبيين، لأن الابقاء علي نظام القذافي هو الضمان الأكيد لابقاء البترول الليبي تحت الهيمنة الغربية وليس العكس.. في حالة اسقاط هذا النظام. اما لماذا يهادن حلف الاطلنطي النظام السوري فلأسباب عديدة حددها »موسي نعيم« منها: - »سوريا أقوي بكثير عسكريا من ليبيا. والجيش السوري جيد التسلح والعتاد التقليدي وغير التقليدي، فهو يملك أسلحة كيماوية وبيولوجية، ويعتبر واحدا من 31 دولة الأكثر أهمية وفعالية في العالم »..« بعكس الجيش الليبي المحروم من كل هذه المزايا«. - »جيران ليبيا: مصر وتونس، مفجرتا الربيع العربي، يختلفان عن جيران سوريا - لبنان، إسرائيل، العراق، الأردن، وتركيا - وهو ما يعني الكثير »..«. - حلفاء معمر القذافي وحلفاء بشار الأسد. الأول: لا يحظي بأصدقاء ولا حلفاء بالقرب منه أو البعيدين عنه. حتي الجامعة العربية سارعت بالموافقة علي التدخل العسكري ضده، وهناك دولة عربية - قطر - تشارك عسكريا ضمن قوات حلف الأطلنطي. اما عن حلفاء الثاني: بشار الأسد داخل أو خارج المنطقة فحدث ولا حرج، بداية بإيران مرورا علي حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية. وحتي إسرائيل - إذا سألناها - سنفاجأ بأنها لا تعارض في الابقاء علي النظام السوري - أبا وابنا - لم يطلق رصاصة واحدة ضد الاحتلال الإسرائيلي للجولان منذ حرب 7691 وحتي لحظة كتابة هذه السطور »..«. مبررات التفرقة في المعاملة بين ليبيا من جهة، وبين سوريا من جهة أخري.. قرأتها بالأمس واقتنعت ببعضها اليوم.