تنخفض 360 جنيهًا بالصاغة.. أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 24 إبريل 2024    التموين: حررنا محاضر ضد مخابز مخالفة لقرار الأسعار وتحويلهم للنيابة    بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024 (آخر تحديث)    بحث الملفات القديمة وفرصة أكبر للمخالفين.. مميزات قانون التصالح الجديد قبل تطبيقه    مياه الشرب بالجيزة: عودة المياه تدريجياً لمناطق كرداسة والهرم    استشهاد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط غزة    لا بديل ولا غنى عنه للشعب الفلسطيني.. بوريل يشيد بتقرير الأمم المتحدة حول الأونروا    الخارجية الأمريكية: التقارير عن المقابر الجماعية في غزة مثيرة للقلق    بينهم نتنياهو.. مخاوف إسرائيلية من صدور قرارات اعتقال لمسؤولين بدولة الاحتلال    «القاهرة الإخبارية»: تطور نوعي في العمليات العسكرية بالجنوب اللبناني    مواعيد أهم مباريات اليوم الأربعاء 24- 4- 2024 في جميع البطولات    تأهل 3 مصريين لنصف نهائي بطولة الجونة الدولية للإسكواش    شقيق العامري فاروق: الأهلي سيعلن قريبًا عن التمثال الخاص بالراحل    رئيس البنك الأهلي: نريد العدالة في توزيع حقوق بث المباريات    رئيس «البنك» يكشف كواليس مفاوضات الأهلي مع أبو جبل    الفرح تحول لحزن في البحيرة وكفر الشيخ.. وفاة صديقة الزوجة وإصابة العروسين أثناء «الزفة»    عاجل - درجات الحرارة ستصل ل 40..متنزلش من البيت    متشغلوش التكييفات.. تعليمات عاجلة للمواطنين في الموجة الحارقة اليوم    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    «المتحدة للخدمات الإعلامية» تطلق أكبر برنامج لاكتشاف المواهب والوجوه الجديدة    «رب ضارة نافعة»..أحمد عبد العزيز يلتقي بشاب انفعل عليه في عزاء شيرين سيف النصر    عصام زكريا: الصوت الفلسطيني حاضر في المهرجانات المصرية    قد تشكل تهديدًا للبشرية.. اكتشاف بكتيريا جديدة على متن محطة الفضاء الدولية    طريقة عمل الجبنة القديمة في المنزل.. اعرفي سر الطعم    كم مرة يمكن إعادة استخدام زجاجة المياه البلاستيكية؟.. تساعد على نمو البكتيريا    رئيس هيئة الاستعلامات: الكرة الآن في ملعب واشنطن لإيقاف اجتياح رفح    قيادي بالشعب الجمهوري: ذكرى تحرير سيناء درس قوي في مفهوم الوطنية والانتماء    الأشد حرارة خلال ربيع 2024.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024    تحذير شديد بشأن الطقس اليوم الأربعاء .. ذروة الموجة الخماسينية الساخنة (بيان مهم)    محافظ الغربية: ضبط طن رنجة غير صالحة للاستخدام الآدمي وتحرير 43 محضر صحي    تراجع سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024    تراجع جديد لأسعار الذهب العالمي    تعرف علي موعد تطبيق زيادة الأجور في القطاع الخاص 2024    الخطيب يفتح ملف صفقات الأهلي الصيفية    حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 24-4-2024 مهنيا وعاطفيا.. الماضي يطاردك    أول تعليق من نيللي كريم بعد طرح بوستر فيلم «السرب» (تفاصيل)    السياحة توضح حقيقة إلغاء حفل طليق كيم كارداشيان في الأهرامات (فيديو)    مشرفة الديكور المسرحي ل«دراما 1882»: فريق العمل كان مليء بالطاقات المبهرة    مع ارتفاع درجات الحرارة.. دعاء الحر للاستعاذة من جهنم (ردده الآن)    بعد تأهل العين.. موعد نهائي دوري أبطال آسيا 2024    أرسنال يحقق رقمًا مميزًا بعد خماسية تشيلسي في الدوري الإنجليزي    واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأمريكية بعد هجومين جديدين    الاعتماد والرقابة الصحية توقع بروتوكول تعاون مع جامعة المنوفية لمنح شهادة جهار- ايجيكاب    عاجل- هؤلاء ممنوعون من النزول..نصائح هامة لمواجهة موجة الحر الشديدة    ما أهمية بيت حانون وما دلالة استمرار عمليات جيش الاحتلال فيها؟.. فيديو    أمين الفتوى: "اللى يزوغ من الشغل" لا بركة فى ماله    اتصالات النواب: تشكيل لجان مع المحليات لتحسين كفاءة الخدمات    "بلومبرغ": الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تتعامل مع روسيا    «التعليم العالي» تغلق كيانًا وهميًا بمنطقة المهندسين في الجيزة    اللعبة الاخيرة.. مصرع طفلة سقطت من الطابق الرابع في أكتوبر    11 معلومة مهمة من التعليم للطلاب بشأن اختبار "TOFAS".. اعرف التفاصيل    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    محافظ قنا يستقبل 14 مواطنا من ذوي الهمم لتسليمهم أطراف صناعية    افتتاح الملتقى العلمي الثاني حول العلوم التطبيقية الحديثة ودورها في التنمية    رسميا .. 4 أيام إجازة للموظفين| تعرف عليها    الإفتاء: لا يحق للزوج أو الزوجة التفتيش فى الموبايل الخاص    اتحاد عمال مصر ونظيره التركي يوقعان اتفاقية لدعم العمل النقابي المشترك    دعاء في جوف الليل: اللهم اجمع على الهدى أمرنا وألّف بين قلوبنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ردا على كلينتون.. مصر: لن نتدخل عسكريا في ليبيا.. وقطر والامارات تشاركان في العمليات المشتركة
نشر في الشعب يوم 18 - 03 - 2011

قالت مصر يوم الخميس انها لن تشارك في أي تدخل عسكري في ليبيا وذلك بعد اعلان وزيرة الخارجية الامريكية، هيلاري كلينتون، عقب زيارتها للقاهرة، ان مشاورات تجري بشأن مشاركة عربية.
وقالت منحة باخوم المتحدثة باسم وزارة الخارجية المصرية لرويترز "مصر لن تكون من بين هذه الدول العربية. لن نشارك في اي تدخل عسكري".
كانت باخوم ترد على تعليقات لكلينتون التي زارت مصر قبل توجهها الى تونس حيث تحدثت عن دور عربي محتمل. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي ان اي تدخل يمكن ان يشمل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ودولة عربية أو أكثر.
معارضة تركية
كما دعت تركيا يوم الجمعة إلى وقف فوري لاطلاق النار في ليبيا وقالت انها تعارض التدخل العسكري الاجنبي في الصراع.

وذكر مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في بيان أن قرار مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة بشن عمل عسكري في ليبيا ملزم لكل الدول لكنه قال انه يجب التوصل الى حل سلمي للصراع.

وتركيا هي الدولة المسلمة الوحيدة في حلف شمال الاطلسي واعلنت مرارا رفضها التدخل العسكري الاجنبي في ليبيا.

مشاركة قطرية إماراتية
يأتى هذا، فيما أعلن دبلوماسي في الأمم المتحدة الخميس أن قطر والامارات العربية المتحدة ستشاركان في عمليات عسكرية مشتركة ضد نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا في اطار مهمة الأمم المتحدة.

وقال هذا الدبلوماسي "ستكون هناك مشاركة من قبل قطر والامارات العربية المتحدة.. لقد تأكد هذا الأمر في مجلس الأمن" الدولي.

وتبنى مجلس الأمن الدولي ليل الخميس الجمعة قرارا أجاز فيه استعمال القوة ضد قوات العقيد معمر القذافي فاتحا الطريق أمام ضربات جوبية في ليبيا.

وكان رئيس وفد الجامعة العربية في الأمم المتحدة يحيى المحمصاني قال الخميس إن قطر والامارات العربية المتحدة يمكن أن تشاركا في عمليات مشتركة ضد نظام العقيد القذافي في اطار تفويض من الامم المتحدة.

وقال المحمصاني لعدد من الصحافيين "هذا أمر ممكن لكنني لا استطيع تأكيده".

وكانت وزارة الخارجية الفرنسية ذكرت الأربعاء أن التحرك ضد النظام الليبي يجب أن يكون "بمساندة واشتراك فاعل للدول العربية".

كذلك صرح مساعد المندوب الليبي في الامم المتحدة ابراهيم دباشي الاربعاء للصحفيين أن "نحو خمس" دول عربية مستعدة للمشاركة في اقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا اذا أقر مجلس الأمن هذا القرار.

الضربات الجوية خلال ساعات
وفى السياق، أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرنسوا باروان الجمعة أن الضربات الجوية ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي ستبدأ "في غضون ساعات" وأن القوات الفرنسية "ستشارك" فيها.

وأكد المتحدث أن هذا التدخل العسكري "ليس احتلالا لأرض ليبية" بل "جهاز ذو طبيعة عسكرية من اجل حماية الشعب الليبي والسماح له بالوصول إلى نهاية مطالبته بالحرية وبالتالي سقوط نظام القذافي".

واضاف باروان متحدثا لاذاعة (ار تي ال) ان "الضربات ستجري سريعا" بدون أن يحدد في الوقت الحاضر "متى وكيف وعلى أي أهداف وبأي شكل".

واضاف إن "الفرنسيين الذين كانوا في طليعة هذا الطلب (للتدخل العسكري) سيكونون بالطبع منسجمين مع التدخل العسكري، وبالتالي سيشاركون فيه".

واضاف إن "ما حصل هذه الليلة (صدور قرار الأمم المتحدة) هو مرحلة مهمة جدا من إدارة الحرب في ليبيا والتعاطي مع المجزرة التي يرتكبها القذافي بحق شعبه، وينبغي الاقرار بالدور القوي الذي لعبه رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي وفرنسا".

واعتمد مجلس الأمن الدولي مساء الخميس بعد ثلاثة أيام من المفاوضات الشاقة قرارا يفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا ويجيز استخدام القوة ضد نظام الزعيم معمر القذافي لمنعه من شن هجمات على المدنيين.

اتفاق أمريكا وبريطانيا وفرنسا
من جانبه، أجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصالات هاتفية بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مساء الخميس لبحث ما يمكن اتخاذه من إجراءات بعد موافقة مجلس الأمن الدولي على التدخل في ليبيا.

وأفاد بيان للبيت الأبيض بأن القادة اتفقوا على "مواصلة العمل مع العرب والشركاء الدوليين الآخرين لضمان تنفيذ" القرار الجديد الذي يسمح بفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا، إلى جانب العقوبات السابقة.

ويهدف هذا الإجراء إلى حماية المعارضة المدنية في ليبيا التي تتعرض للقمع على أيدي قوات الزعيم الليبي معمر القذافي.

وكانت فرنسا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) أشارا إلى استعدادهما لاتخاذ إجراء في تنفيذ منطقة حظر الطيران فور موافقة المجلس على القرار. غير أنه لم ترد تقارير عن نشر فوري لقوات.

وذكر بيان البيت الأبيض أن "القادة اتفقوا على أنه يتعين على ليبيا أن تمتثل فورا لجميع بنود القرار ويتعين أن يتوقف العنف ضد المدنيين الليبيين".

واتفق القادة الثلاثة على أنهم سينسقون عن كثب الخطوات التالية، فيما لم يقدموا تفاصيل.

ويسمح القرار بفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا وباتخاذ جميع "السبل الضرورية" لتنفيذه.

حظر تجول على دبابات القذافي
ولاحظت تقارير امريكية ان الادارة تدرس خطوات جديدة لدعم الثوار من اموال النظام المجمدة في امريكا، وتأتي هذه الخطوات وسط تغير واضح في الموقف الامريكي، وذلك مع اقتراب تعرض مدينة بنغازي للحصار وفي ضوء تقدم القوات الموالية للقذافي نحوها بعد ان فتحت الطريق للمدينة وقد ادت هذه التطورات لتغير في لهجة الادارة الامريكية، حيث سارعت لدعم مشروع قرار للحظر الجوي.

وقالت ان الادارة التي عبرت عن تردد من الانجرار للتدخل العسكري في بلد مسلم تقوم بدعم القرار الذي سيمنح الدول عددا من الخيارات التي يمكنها اتخاذها من اجل دعم المعارضة الليبية ابعد من انشاء منطقة حظر جوي. وقالت "نيويورك تايمز" ان المسئولين الامريكيين الذين كانوا يناقشون فكرة الحظر الجوي توصلوا لنتيجة انها ستكون "قليلة ومتأخرة"، ويفسر محللون ان الحل القادم سيكون اقسى وعلى شكل "منطقة حظر تجول" مما يمنع الدبابات الليبية من التقدم نحو بنغازي.

وتضم الخطوات ايضا ارسال خبراء اجانب لنصح الثوار وتدريبهم، مع 32 مليار دولار تعود للنظام والتي قامت الخزانة الامريكية بتجميدها، حيث يمكن للثوار استخدامها لشراء السلاح والمعدات الثقيلة.

ويأخذ هذا المدخل بعين الاعتبار موقف كل من روسيا والصين والمانيا التي تعارض الحظر الجوي، ومن هنا تتجنب واشنطن طرح خيارات عسكرية قاسية. ولكن الادارة التي تخوض حربين في العراق وافغانستان تخشى من التورط في حرب ثالثة حيث قال مسئول للصحيفة ان الاداراة مشغولة ولا تريد حربا ثالثة.

ولكن التغير في الموقف الامريكي لا يعني انها ستكون وحدها المسئولة عنه فهي تواصل تأكيدها ان اي قرار يجب ان يتم عبر اجماع دولي. وترى الصحيفة ان تسارع تقدم قوات معمر القذافي وتزايد الدعوات من الدول العربية غير الموقف الامريكي التي كانت تخشى ان يؤجج تدخلها المشاعر المعادية لامريكا.

وكانت هيلاري كلينتون قد تحدثت مع راديو (بي بي سي) عن ان هناك خطوات ابعد من الحظر الجوي، وحذرت من اتخاذ قرارات احادية، وذلك ردا على تصريحات نظيرها البريطاني، ويليام هيج الذي المح الى امكانية اتخاذ خطوات حالة فشل الاتفاق على الحظر الجوي ثم عادت وكررت مديحها لموقف الجامعة العربية الداعي للتدخل في ليبيا وهي "نقطة تحول مهمة".

وعلى الرغم من التحول هذا في الموقف الا انه لا يعرف حجم الجهد الذي ستضعه امريكا في ليبيا لانها تحاول عدم التورط في صراع جديد في ليبيا والتي لا ترى فيها الادارة عاملا مهما في سياستها الخارجية او مصالحها القومية.

ويتزعم الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي الحملة من اجل التأكد من رحيل النظام، وقام بارسال رسالة لواشنطن واعضاء مجلس الامن ان القذافي بات قريبا من النصر بأيام بل بساعات.

وعبر جون كيري، رئيس لجنة الشئون الخارجية في الكونجرس عن خيبة امله من الوقت الذي قضته الادارة في مناقشة منطقة الحظر الجوي معتبرا اياه مضيعة للوقت. ومع ان ادارة اوباما ايدت المشروع والاجراءات القاسية ضد القذافي الا ان مسئولين اوروبيين عبروا عن شكهم من التحرك الامريكي حيث قالوا ان الادارة تحاول من خلال ذلك العمل على دفع روسيا والصين للفيتو.

وتجري المناقشات وسط تطورات متسارعة على الارض وصراخ الثوار "اين امريكا؟" و"اين الغرب؟" و "اين المجتمع الدولي؟"، ونقلت "واشنطن بوست" عن مقاتل، قوله "ليس لنا الا الله".

وترى "اندبندنت" في تقريرها ان الثورة الليبية بعد شهر من الامل بالتخلص من حكم اربعة عقود وخلع قيود الاسر تبدو الان في طريقها الى نهاية دموية ومأساوية. ولكن الصحيفة تقول ان الكارثة يمكن تجنبها لو تدخل الغرب، مع ان هناك حساً بالخوف من العواقب حيث بدأت العائلات تتفرق وتغادر فيما يصر من بقوا في المدينة على القتال حتى النهاية.

وتقول الصحيفة انه مع تزايد الخسائر في معسكر الثوار فهناك مرارة في صفوفهم من قسوة قلوب المسئولين الغربيين حيث يتساءلون عن سبب تلكؤ الغرب في فرض الحظر الجوي على ليبيا، مع ان سيف الاسلام تحدث قائلا انه حتى لو فرض فلن تكون له آثار. ونقلت "الجارديان" عن مسئولين مقربين من الحكومة الليبية قولهم ان العفو العام الذي اصدره القذافي يشمل كل الذين حملوا السلاح وانه دعا للحوار الوطني مع المعارضة لكنه لا يتوقع ان تقبل هذه الاخيرة العرض.

وقال المصدر المسئول في العاصمة طرابلس انه قد حان الوقت لتجنب حمام دم وحان الوقت كي تضع المعارضة اسلحتها. ولكن اخبار ملاحقة المعارضة واعتقالهم واختفائهم تجعل من المعارضة في بنغازي مترددة في قبول العرض او الاستجابة لطلبات الحوار.

الحل التركي جذاب
وترى "الجارديان" في تعليقها على التطورات ان الانتفاضات في العالم العربي تواجه خطر الاختطاف. وتناقش فكرة الوساطة التركية التي طرحها رئيس الوزراء طيب رجب اردوغان، وتقول انها بمرور الايام تبدو جذابة.

وتشير في بداية الافتتاحية الى الخط الذي اخذته الثورات منذ ان اقدم محمد بوعزيزي على حرق نفسه مشعلا ثورات اطاحت برأسين حتى الان والثالث على الطريق وهو الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، مع ان اثر الثورة التونسية تجاوب صداه في كل الدول العربية ولكن بنجاحات مختلفة.

وتحدثت عن الاحداث في ليبيا التي قالت انها كانت ستطيح بالقذافي، مما يعني ان الحكام الاتوقراطيين ردوا على التظاهرات والاحتجاجات بعنف، ويصدق الامر على النظام في البحرين. وتعتقد ان الولايات المتحدة بطريقة بطيئة بل مؤكدة تخسر موقعها في الشرق الاوسط خاصة ان خسارتها حليفها الاكبر في المنطقة حسني مبارك اصابها بحالة من العمى، فلا هي حمت حلفاءها في المنطقة ولا هي دعمت الثورات.

ونقلت عن مقال كتبه احمد داوود اوغلو يوم الاربعاء في نفس الصحيفة وتحدث فيه عن طبيعة الثورات في المنطقة والذي قال فيه انها ثورات متأخرة بسبب الافتراض الخاطئ ان الديمقراطية والامن متعارضان.

واعترف اوغلو بأهمية الحل الاقليمي، حيث تحدث تلميحا بأن تركيا يمكن ان تلعب دور الوسيط بين الثوار الذين اصبحوا الان في وضع صعب وبين النظام، خاصة ان الثوار الان في وضع اما قبول الهزيمة او طلب المساعدة من المستعمرين السابق.

وعندما تتدخل امريكا حتى تحت مظلة الامم المتحدة سيحصل القذافي على ما يريد حيث سيحول معركته ضد المعتدين. وفي الوقت الذي طلب فيه المجلس الانتقالي في بنغازي فرض حظر جوي والاعتراف به كممثل للشعب الليبي حيث سيكون بمقدوره شراء السلاح، تقول الصحيفة ان الاعتراف به هو اعتراف بالسيادة والمجلس بعيد حتى الان عن تحقيقها. وترى ان هنالك حالة من الجمود والتوقف امام بنغازي لان القذافي بحاجة الى قوات كبيرة لاخذها مما يجعل الحل التركي مع الوقت جذابا، اي التوسط. ويرى تحليل في "ديلي تلجراف" ان الرئيس الامريكي باراك اوباما يبدو غير متعجل لرؤية القذافي خارج السلطة، مبررا ان امريكا تخشى من ان تفتح الثورة الليبية الباب امام االتطرف الاسلامي. وقال الكاتب ان اوباما طالب بعد صمت في بداية الشهر الحالي برحيل القذافي، ومضى على كلامه اكثر من اسبوعين، ومعها بدأت الكفة ترجح لصالح القذافي ولكن اوباما لم يفعل شيئا، دعم الحظر الجوي، ودعم الثوار او حتى الاعتراف بهم.

وقال ان الامر يظهر بطئا في الرد الامريكي لكن امريكا ليست بطيئة لان هناك الكثير من الاعتبارات الواجب اتخاذها فيما يتعلق بالوضع الليبي، مشيرة الى مقال ويزلي كلارك في واشنطن بوست، فقد قال قائد القوات الدولية في البوسنة ان امريكا ليست لديها اهداف واضحة ولا سلطة قانونية ولا قوات كافية للتدخل العسكري، والاهم من ذلك فالسياسة في ليبيا تبدو غير واضحة النتائج.

واشارت الى استخدام عبارة 'السياسة الليبية' وليس الثورة لان تقريرا نشر قبل اسبوع واظهر ان نسبة المقاتلين الذين وصلوا للعراق من بين المقاتلين الاجانب معظمهم جاؤوا من ليبيا، كما اشار التقرير إلى نسبة 84 بالمئة من بين 88 مقاتلا في العراق جاءوا من بنغازي ودرنة. ومع ان الاحصاءات غير دقيقة فان قلة المعلومات حول الثورة الليبية وقواها ادى الى تعزيز المخاوف من صوملة ليبيا بسبب هذا العامل الاسلامي.

وعلى الرغم من سوء علاقة القذافي بالغرب فانه خلال العقود الماضية خدمه فى: التعاون في مجال "الارهاب"، عوض ضحايا لوكيربي، تخلى عن مشروعه النووي، تعاون في مجال الهجرة الشرعية واكثر من هذا يعتبر زبونا جيدا للشركات النفطية الغربية.

ويناقش المقال انه مع صحة كل هذه الاعتبارات الا ان الغرب لا يمكنه التعويل على النظام الذي لا يدوم، وان صدقت صحة المعلومات عن الانتحاريين في العراق فهذا يعني ان النظام هو سبب التطرف. وفي توقف امريكا امام هذه الاعتبارات فانها تقوم بتكرار درس العراق عام 1991 عندما سكتت على نظام صدام حسين.

وفي ختام المقال يقول الكاتب ان ليبيا تعتبر لاوباما العراق ولكن بشكل معكوس. ومع ان القتال سينتهي سريعا وينجو الديكتاتور لكن النتائج لن تكون حسنة ولا صغيرة كما ان الوضع لن يدوم.

ويعتقد الكاتب شيموس ميلين من "الجارديان" ان مصير ربيع الديمقراطية العربي الذي بدأ في تونس وأدى الى انهاء حكم حسني مبارك في مصر، سيُقرر في الحقيقة في القاهرة وليس في ليبيا وقال انه في حالة نجاح الشعب المصري بانشاء حكم ديمقراطي شعبي فان كل اطراف الدومينو في العالم العربي ستتساقط الواحد بعد الاخر.

ويرى انه مع نجاح الثورات العربية واستمرار الاحتجاجات والاحداث التي تبعت ذلك من بعض التظاهرات الطائفية في مصر، والاحتلال السعودي للبحرين واحداث اليمن فان الكثير من المعلقين في الغرب، والمسئولين باتوا يتحدثون عن ان الاخطاء التي اصابت الثورات العربية هي بسبب عدم تدخل القوى الغربية في المسألة الليبية، مشيرة الى ما نقلناه امس عن "التايمز" التي هاجمت الرئيس الامريكي باراك اوباما لانه لم يتدخل من اجل وقف العنف في ليبيا وانه كسر وعوده بدعم الديمقراطية وحقوق الانسان، خاصة ان قوات القذافي بدأت تستعيد المدينة وراء الاخرى من يد الثوار.

ويقارن بين أن التدخل السعودي في البحرين المدفوع بعوامل استراتيجية وطائفية لم يساعد السكان على تحقيق مطالبهم حيث ردت قوات الامن البحرينية على المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع.

ويقول ان التعاطف مع الثوار يجري عميقا بين ابناء العالم العربي لكن تجارب الغرب في العراق تجعل من التدخل العسكري باهظ الثمن، كما ان اي تدخل سيكون سكينا في قلب الثورة العربية التي ستحرم العرب والليبيين من امتلاك ثورتهم ونهضتهم السياسية على حد قول الكاتب المتعاطف مع القضايا العربية. وقال ان الجامعة العربية دعمت الحظر الجوي لكن من وقف وراء القرار هم حكام طغاة يرغبون مرة اخرى بجر امريكا الى مغامرة في العالم العربي، مشيرا الى ان الاردن والسعودية والامارات العربية هي من بين الدول التي تقف حاجزا امام الدمقرطة التي من المفترض ان يقوي التدخل العسكري في ليبيا قواها.

ويرى الكاتب ان دعما حقيقيا اقليميا من مصر مثلا سيكون امرا مختلفا، كما يقترح رئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان، ولكن اي حل سينتج يعني انه لا رجعة للوضع القائم في ليبيا قبل الثورة.

ويعتقد الكاتب ان الحلول التجميلية على الطريقة الاردنية لن تؤدي الا الى اشعال الثورة ومفاقمة الاوضاع. وينتهي للقول انه على الرغم من كل ما يجري في العالم العربي حيث يقول ناسه انهم طلقوا الخوف فان مستقبل الثورات سيقرر في مصر، فعلى الرغم من محاولات الحرس القديم الاحتفاظ بمميزاتهم الا أن عملية التغيير مستمرة، والانجازات تتحقق مع ان عددا من الناشطين يعبرون عن خشيتهم من ان تنتهي الثورة بوجه ديمقراطي فقط. لكن الدفع نحو التغيير مستمر لان ظهور نظام ديمقراطي قوي في مصر لن يغير شكل الحكم فيها بل سيكون له اثره الكبير على كل المنطقة.

طرابلس تغير موقفها
وفى الأثناء، أعلنت محطة (سي ان ان) الأمريكية الاخبارية ليل الخميس الجمعة أن العقيد معمر القذافي غير تكتيكه لأسباب انسانية ولم يعد ينوي مهاجمة مدينة بنغازي، معقل الثوار في شرق ليبيا.

وجاء إعلان (سي ان ان) بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي الذي اجاز اللجوء إلى القوة ضد ليبيا.

وقال مراسل (سي ان ان) في طرابلس، نيك روبرتسون: "لقد تلقيت للتو اتصالا من سيف الاسلام، أحد أبناء القذافي".

واضاف إن سيف الاسلام الذي اتصل به قبل تصويت مجلس الأمن الدولي "قال لي انهم في طور تغيير التكتيك بشأن بنغازي، وإن الجيش لن يدخل إلى المدينة. سيتمركز حولها".

وقال المراسل إن "السبب هو انهم يتوقعون نزوحا. انهم يتوقعون أن يتملك الناس الخوف مما سيحصل وقال لي (سيف الاسلام) إن الجيش سيكون موجودا لمساعدتهم على الخروج من المدينة".

وقال مراسل (سي ان ان) نقلا عن سيف الاسلام إن القوات الليبية "ستتمركز خارج (بنغازي). الحكومة سترسل فقط الشرطة وقوات خاصة لمكافحة الارهاب بهدف نزع اسلحة المتمردين"!.

وكان الزعيم الليبي معمر القذافي أعلن أن الهجوم على بنغازي الذي أصبحت قواته على أبوابها، سيبدأ منذ الليلة وان المسألة ستحسم خلال ساعات.

ولكن بعيد صدور قرار مجلس الأمن، قال الأمين المساعد لوزير الخارجية الليبية، خالد الكعيم، إن ليبيا مستعدة لوقف اطلاق نار ضد المتمردين ولكنه طلب بحث تفاصيل تطبيقه مسبقا.

واضاف "سوف نتعامل مع هذا القرار بشكل ايجابي وسنؤكد نيتنا هذه من خلال ضمان حماية للمدنيين".

وتابع "تكلمنا الليلة الماضية (الأربعاء) مع الموفد الخاص للامم المتحدة وطرحنا أسئلة مشروعة حول التطبيق والتفاصيل".

فرحة غامرة في بنغازي
من جانبهم، استقبل متظاهرون معارضون للزعيم الليبي معمر القذافي في مدينة بنغازي شرقي ليبيا قرار مجلس الأمن الذي أجاز ليل الخميس فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا بفرحة غامرة، وذلك بعد ساعات من تهديد القذافي بأن قواته ستدخل تلك المدينة ولن تظهر أي رحمة بالمقاتلين الذين يقاومونها.

وردد آلاف المتظاهرين هتافات مؤيدة للقرار وأطلقوا الأعيرة والألعاب النارية فرحا بالقرار ولوحوا بأعلام الاستقلال.

وصوت مجلس الأمن الدولي ليل الخميس الجمعة على فرض منطقة حظر طيران فوق المجال الجوي الليبي، وسمح باتخاذ عمل عسكري لتنفيذ الحظر، وهو ما يستدعي التدخل عن طريق الجو من جانب دول ومنظمات مثل حلف شمال الأطلسي (ناتو).

غير أن المجلس استبعد صراحة أي احتلال بري من جانب قوات أجنبية لليبيا.

وصوت أعضاء المجلس ال 15 لصالح القرار بوقع تأييد عشرة أعضاء فيما لم يرفضه أحد، وامتنعت خمس دول عن التصويت هي الصين والبرازيل والهند وألمانيا وروسيا.

وكان الزعيم الليبي حذر من أن أي تدخل عسكري سيؤدي إلى هجمات مضادة ويعرض حركة الملاحة البحرية والجوية في حوض البحر المتوسط للخطر.

القذافي يلوح بالارهاب
وهددت ليبيا امس الخميس باستهداف الملاحة الجوية والبحرية، المدنية والعسكرية، في منطقة حوض المتوسط ردا على اي عمل عسكري اجنبي ضدها، ولوح الزعيم الليبي بقصف مدينة بنغازي بالطائرات، فيما حذر وليام بيرنز وكيل وزارة الخارجية الأمريكية من أن الزعيم الليبي معمر القذافي قد يعود إلى الارهاب والتطرف العنيف إذا انتصر في المعركة ضد المعارضة المسلحة.

وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الليبية "ان اي عمل عسكري خارجي ضد ليبيا سيعرض جميع الملاحة الجوية والبحرية في البحر المتوسط للخطر وسيصبح كل السابلة، المدنيين والعسكريين، اهدافا للهجوم المضاد الليبي".

واضاف الناطق الذي نقلت تصريحه وكالة الانباء الرسمية اوج "ان حوض البحر المتوسط سيصبح في خطر شديد ليس على المدى القصير ولكن ايضا على المدى البعيد". وهدد القذافي امس الخميس سكان مدينة بنغازي بانه "لن يرحمهم" وانه سيهاجم المدينة، وتوعد في خطاب وجهه لسكان مدينة بنغازي عبر الاذاعة الليبية كل من يحمل السلاح في بنغازي، وقال "سيتم تفتيش كل المنازل"، مرددا تعبيره الشهير "زنقا زنقا، دار دار، شبر شبر".

واكد القذافي أن ليبيا تعيش مهزلة يجب أن تنتهي، ومنح العفو لكل من يلقي السلاح في بنغازي، نافيا روايات الثوار عن إسقاط طائرات تابعة لقواته. وجاء ذلك فيما اكدت صحيفة ليبية معارضة الخميس ان العقيد الليبي معمر القذافي وضع رئيس وزرائه وكافة اعضاء الحكومة قيد الاقامة الجبرية في مقره في طرابلس.

ونقلت صحيفة "برنيق" الصادرة في بنغازي معقل المعارضه عن "مصدر موثوق" في طرابلس قوله ان القذافي "يجبر أمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الوزراء) البغدادي المحمودي وكل أمناء اللجان الشعبية (الوزراء) على الإقامة الجبرية في باب العزيزية منذ حوالي 3 أسابيع".

وأضاف المصدر أن "اجتماعاتهم كانت تتم داخل أحد منازل القذافي داخل باب العزيزية"، موضحا أن القذافي "يحاصر المنازل المقيمين فيها بعدد كبير من العناصر الأمنية". وبحسب المصدر فان الوزراء "لم يخرجوا من باب العزيزية منذ حوالي 20 يوما وان اغلبهم لا يستطيعون أن يشاهدوا أهلهم".

واكدت الصحيفة ان القذافي "أعطى تعليمات للكتائب الأمنية بعدم خروج أي أحد منهم إلا بأمره".

من جانبها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، امس، انه يجري بحث إمكانية مشاركة دول عربية بشكل مباشر في أي عمل عسكري دولي ضد الزعيم الليبي معمر القذافي.

وبدت تصريحات كلينتون كأكثر الاشارات صراحة من جانب اي مسئول امريكي رفيع الى أن واشنطن تريد من الدول العربية لعب دور نشط في عملية عسكرية في خطوة يأمل المسئولون الامريكيون ان تجعلهم بمعزل من اي انتقادات محتملة.

واكد مبعوث الجامعة العربية لدى الامم المتحدة ان دولتين عربيتين قالتا انهما ستشاركان في فرض حظر جوي على ليبيا وربما تكونان قطر والامارات.

وعندما سئلت الوزيرة الامريكية عما اذا ما كانت دول عربية ستشارك بتقديم طيارين او بالقصف او ستشارك مباشرة بشن عمليات عسكرية ضد القذافي قالت "هذا ايضا قيد المناقشة".

وينص مشروع القرار على اتخاذ "كل التدابير الضرورية" لحماية المدنيين، ما عدا قوة احتلال، كما ذكر دبلوماسي الخميس.

ليبيا ليست خائفة من القرار
أكد سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافي الجمعة أن ليبيا "ليست خائفة" من القرار الذي أصدره ضدها مجلس الأمن الدولي بموجب الفصل السابع واجاز توجيه ضربات عسكرية ضد قوات القذافي لحماية المدنيين.

وقال سيف الاسلام متحدثا لشبكة (ايه بي سي) الأمريكية من طرابلس "نحن في بلدنا ومع شعبنا ولسنا خائفين".

وتابع "لن نخاف، ولن تساعدوا الشعب إن قصفتم ليبيا لقتل ليبيين. سوف تدمرون بلادنا. ولا أحد مسرور بذلك".

واعتمد مجلس الأمن الدولي مساء الخميس بعد ثلاثة أيام من المفاوضات الشاقة قرارا يفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا ويجيز استخدام القوة ضد نظام الزعيم معمر القذافي لمنعه من شن هجمات على المدنيين.

قصف مصراتة بالاسلحة الثقيلة
هذا، وذكرت قناة "العربية" التلفزيونية الفضائية أن قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي قصفت يوم الجمعة بلدة مصراتة في غرب ليبيا بالاسلحة الثقيلة.

وقال سعدون المصراتي وهو عضو في حركة مناهضة للقذافي للعربية ان القصف بدأ قبل نحو ساعتين أو ثلاثة وانه مستمر إلى الآن. وأضاف المصراتي أنه قصف كثيف باستخدام الدبابات والمدفعية الثقيلة التي تستهدف المدنيين.

وذكرت" العربية" أن عدد القتلى والمصابين في الهجوم غير محدد.

ومصراتة هي اخر معقل كبير للمعارضين الليبيين في غرب ليبيا وكانت المعارضة المسلحة في البلدة قد قالت في وقت سابق انها تستعد لهجوم جديد يوم الخميس ورفضت عروضا ورد أن الحكومة قدمتها لها للتفاوض مقابل استسلام المحتجين.

مصر تستعد لتدفق لاجئين من ليبيا
من ناحية أخرى، تستعد وكالات الاغاثة على الحدود المصرية مع ليبيا لتدفق لاجئين في حال نفذت قوات النظام الليبي تهديدها بالزحف على شرق البلاد.

ولم يكن عدد الليبيين الذين عبروا الحدود امس وغالبيتهم اسر متوسطة الحال من بنغازي وطبرق لديها روابط اسرية او معارف في مصر، كبيرا الا ان الوضع قابل للتغيير.

وقال عاملو اغاثة على مركز السلوم الحدودي انه في حال هاجمت القوات الموالية للنظام مدينة بنغازي التي اصبحت معقلا للثوار منذ بدء حركة الاحتجاج الشعبية قبل شهر، فان مئة الف شخص تقريبا يمكن ان يفروا من منازلهم.

وتجري الاستعدادات حاليا لاستقبالهم الا ان المنطقة الحدودية لا تزال في الوقت الحالي غير مجهزة لتدفق مثل هذا العدد. ويقع معبر السلوم وهو نقطة المرور البرية الاساسية بين ليبيا ومصر على سفح تلة صخرية تطل على بلدة مصرية تحمل الاسم نفسه.

المنظر المطل على البحر المتوسط خلاب لكن مسافة الكيلومترين الفاصلة بين البلدين جحيم للعائلات العالقة فيها. فالطريق تلفحها رياح الشتاء الباردة وتملاؤها اكياس بلاستيكية وفضلات تركتها الاف العائلات الهاربة وليس فيها ما يرحب بالمهاجرين القادمين من مختلف انحاء افريقيا.

وفي الوقت الحالي، هناك اكثر من 3100 مهاجر دون اوراق سفر عالقين في المنطقة حيث ينامون في مراكز مهدمة للجمارك او يفترشون الارض. اما المسافرون العرب والاوفر حظا، فيعبرون امامهم كل يوم على متن سياراتهم المكتظة.

واعتبرت اندريا اوس، من منظمة المساعدة الانسانية السويسرية، ان الوكالات المنتشرة في المكان وهي وزارة الصحة المصرية والامم المتحدة والصليب الاحمر وغيرها قادرة على استيعاب التدفق وتقديم المساعدات للذين يحتاجون اليها.

ومع اقتراب المعارك من شرق ليبيا، بدات الاستعدادات لنصب العديد من الخيم من اجل استيعاب اللاجئين. وقالت اوس على الحدود "ليس هناك ازمة انسانية لكن الظروف هنا صعبة بعض الشيء"، في الوقت الذي عقد فيه ناشطون اخرون اجتماعا وعاينوا الموقع قبل اعداد خطتهم.

واضافت "اذا تمت السيطرة على بنغازي، فنحن نتوقع قدوم بين اربعين ومئة الف شخص، ونحن لسنا مستعدين"، مضيفة ان الوكالات تطلب ترخيصا من السلطات المصرية لاحضار خيم الى المنطقة بين الحدود.

وعندما اندلعت المعارك قبل شهر، كان الافارقة اول اللاجئين. وعبر الاف التشاديين والصوماليين والنيجيريين والموريتانيين والسودانيين وغيرهم ممن قصدوا ليبيا بحثا عن عمل او عن منفذ الى اوروبا.

ولم ينتظر هؤلاء بعد اتهامهم من قبل الثوار بانهم مرتزقة لحساب القذافي، ان يواجهوا اعمالا انتقامية وقرروا الفرار. لكن في السلوم، ليس لديهم اوراقا للعبور الى مصر.

وتقوم المنظمة الدولية للهجرة بتنظيم شؤونهم تدريجيا من خلال تصنيفهم بحسب الجنسية ومن خلال محاولة اعادتهم الى بلادهم وهو امر صعب في بعض الحالات كالصومال التي تشهد معارك واعمال عنف.

حاليا، وضع الليبيين والمقيمين المصريين في ليبيا اسهل فالطريق من طبرق وبنغازي لا تزال مفتوحة وهم يعبرون الحدود دون صعوبات تذكر، لكن الامر يمكن ان يتغير.

ويحذر خبراء من ان القذافي قد لا يتردد في زعزعة استقرار الدول المجاورة من خلال ارغام مئات الاف على الهجرة. وفي اي حال، فان قواته قادرة على اثارة الذعر بين السكان الليبيين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.