تتسابق المقاهي لاجتذابهم.. تعرف صالات الجمانيزيوم الطريق إلي نفخ عضلاتهم ببيع المنشطات وغرس الحقن في سواعدهم.. فيلقي بعضهم حتفه أو يعيش وتؤثر في رجولته.. إنهم الشباب وقود الأمة.. فتش عن مراكز الشباب أو الأندية.. الأرض الوحيدة الصالحة لتفريغ الطاقات الإيجابية والحيوية وملء الرئتين بهواء الثقة النقي والسلوك القويم.. وكما كان ل مراكز الشباب الفضل في احتضان المواهب ورعايتها من المخلصين محليا حتي الوصول إلي البطولات العالمية وتتويج اسم المحروسة عاليا علي رءوس الأشهاد في الأوليمبياد.. كان علي الجانب الآخر..هناك بعض المناطق المخصصة لأهلنا وناسنا المفتقرة لأبسط الأنشطة الرياضية أو حتي القراءة البسيطة داخل هذه المراكز.. إما للعوز المادي أو للقرصنة عليها من ضعفاء النفوس للاستفادة بها في أنشطة أخري, غير ما خصصت له.. خلافا لكل نداءات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي المتكررة ب الاهتمام بالمواهب الشابة في ربوع محافظات الجمهورية.. الأهرام المسائي تطرق باب أهم المشكلات بحثا عن مدخل إلي تنمية الفرد والمجتمع- وهي المشكلة- التي بسببها تحول عزوف الشباب عن ممارسة الأنشطة الرياضية وإرواء جسده بالحماسة الإيجابية والوطنية.. إلي فريسة سهلة للجلوس علي المقاهي والكافيهات وغرف الإنترنت المظلمة والاستماع إلي أصحاب الفكر المتشدد حتي يتحول إلي بيئة غير صالحة بعيدا عن رقابة الأسر والمسئولين.. «العواجيز » يديرون مراكز الإسكندرية ويخنقون حماس الشباب لاشك أن ربوع مصر من مدن وقري ونجوع بها المئات من المواهب الرياضية او الفنية تبحث عن نافذة تساعدها علي الظهور وتثقلها بالخبرة.. نافذة توفر للموهبة عوامل النجاح من أجل التألق وتحقيق الذات وهذا لن يتحقق إلا في وجود راع للمواهب خاصة الرياضية.. هذا الراعي يتمثل عادة في الأندية الرياضية الكبري.. هنا يطرح تساؤل هام.. ماذا عن المواهب التي تعجز عن الالتحاق بالأندية الكبري؟ بالقطع الحل بل طوق النجاة لآلاف من الموهبين البسطاء هي مراكز الشباب المنتشرة في أنحاء الجمهورية.. تلك المراكز التي تعد نافذة رائعة لاستيعاب ورعاية مواهب الشباب ليس فقط الرياضية بل والفنية والثقافية وغيرها فتتحول إلي مفرخة للأبطال في كافة المجالات ليس هذا فحسب بل إن هذه المراكز تعد حائط صد لدعوات التطرف والإرهاب والأفكار الهدامة التي تستهدف فئة الشباب وفي ظل الظروف التي تمر بها البلاد أصبحت مراكز الشباب هي مظلة الحماية للشباب من الانسياق وراء الدعوات المرفوضة.. ومن هنا نؤكد أن تراجع دورها يعني توجيه الشباب لتفريغ طاقاتهم في أفعال سلبية. الأهرام المسائي قامت بجولة بين مراكز الشباب بمحافظة الإسكندرية والتي تكشفت خلالها العديد من المفاجآت بل والتناقضات أيضا حيث أكد الواقع أن هناك مراكز جاذبة لطاقات ومواهب الشباب وأخري طاردة بلا دور ولكنها مراكز شباب علي الورق فقط.. منها ذات المساحات المحدودة والتي تعجز عن تقديم دورها المنوط بها ومنها عبارة عن مبني فقط.. أما المفاجأة أن نجد مركز شباب عبارة عن شقة بالدور الأرضي غارقة في مياه الصرف. مركز يرتقي لمستوي الأندية الكبري بداية جولتنا مع أحد المراكز التي ترتقي لمستوي الأندية الرياضية الكبري وهو مركز شباب سموحة الذي يعد بالفعل مفرخة للأبطال الرياضيين والذي يبلغ عدد أعضائه نحو(50) ألف عضو من مختلف الأعمار... وعنه يقول الكابتن عبد العظيم شعراوي عضو الاتحاد المصري للكاراتيه, رئيس مجلس الإدارة: إن المركز يرتقي لمستوي الأندية فهو يضم العديد من الأنشطة الرياضية مثل كرة القدم والسلة والطائرة ولعبة التايكندو والكاراتية وأيضا الجمباز والكونغ فو وكرة السرعة.. إلي جانب الموسيقي والرسم.. وفي عام2004 تم اختيار المركز ليكون صاحب الترتيب الأول بين مراكز شباب الجمهورية للتميز في الأنشطة والمشاركة الفعالة للهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية وبناء عليه تم اختياره لتنفيذ بروتوكول التعاون مع حكومة كوريا الجنوبية... ومن أجل تقديم رعاية أفضل للاعبين قمنا عام2005 بتطوير ملعب كرة السلة وصالة الموسيقي والرسم وهذا يوضح أن المركز لا يقوم علي الإطلاق بعملية تأجير ملاعب لتدريب أبنائه من اللاعبين لأن بالمركز ملعب كرة قدم قانونيا علي مساحة(4500) متر مربع نجيل صناعي. وعن مشاركات المركز في المسابقات المحلية والدولية أشار بقوله.. لقد شارك مركز شباب سموحة في في المسابقات التي نظمها المجلس الأعلي للشباب والرياضة وعلي مدار عدة سنوات حصل علي المركز الأول.. كما شارك في بطولة إفريقيا التي أقيمت في مصر عام..2006 وقد حصل فريق تنس الطاولة علي كافة البطولات سواء التي أقيمت بالإسكندرية أو علي مستوي الجمهورية وكذلك فريق الكرة الطائرة حصل علي بطولة الجمهورية التي أقيمت في طنطا.. أما عن فريق كرة القدم فقد حصل علي كافة بطولات القطاعات ومسابقات مديرية الشباب والرياضة... ومن المشاركات الهامة للمركز اشتراك فريق كرة السلة بدوري الدرجة الأولي ووصوله للنهائيات علي مستوي الجمهورية وقد تم اختيار(5) لاعبين في منتخب مصر للكاراتيه كما حصل لاعب المركز عمرو فرج علي برونزية العالم في الكاراتيه بقبرص عام.2007 ويضيف شعراوي: لقد شارك لاعبي التايكندو في بطولات محلية ودولية أهمها بطولة قطر الدولية وأيضا بطولة الأردن الدولية وبطولة الأقصر والبطولة العربية.. كما تم اختيار فريق الفن التعبيري لتمثيل مصر في افتتاح كل البطولات الدولية والمحلية ومن أهمها بطولة البحر المتوسط عام..2012 افتتاح بطولة العالم للشباب لكرة السلة عام.2013 ويقدم المركز الخدمات للمجتمع السكندرية.. حيث تم اتخاذ مركز شباب سموحة مقرا لشئون الرؤية ويخدم أكثر من(500) أسرة بالإضافة إلي اتخاذه مقرا لأعمال تكنولوجيا البطاقة التموينية الذكية والذي يستفيد منه أكثر من(100) ألف مواطن.. وفيما يتعلق بالخدمات الرياضية تم اختيار المركز ليكون مركزا للفنون التشكيلية والموسيقي والكورال لتمثيل المحافظة في مسابقة الاتحاد العام لمراكز شباب المدن بمدينة الأقصر وشرم الشيخ.. كما تم اتخاذ المركز مقرا لمكتب الأوليمبياد المصري. ويختتم حديثه قائل... يعتبر مركز شباب سموحة الوحيد علي مستوي الجمهورية الذي يملك مصيفا لأعضائه بمحافظة مرسي مطروح تم افتتاحه عام2008 وهو مكون من(16) شاليه بالإضافة إلي مطعم وكافيتريا. أكاديمية رياضية بالشلالات روح الشباب تملأ المكان.. إحساس يجتاحك عندما تطأ قدمك بوابة مركز شباب الشلالات.. بهذه الكلمات بدأ محمد أبو الروح رئيس مجلس إدارة مركز شباب الشلالات حديثه بقوله... هناك العديد من الأنشطة الرياضية والاجتماعية والترفيهية وأيضا الكشافة والمرشدات تقدم للأعضاء البالغ عددهم(2700) عضو ويعتبر النشاط الرياضي السمة الغالبة علي كافة الأنشطة والذي يشمل كرة قدم.. كرة سلة.. كرة طائرة.. تنس.. جودو.. تايكندو.. كونغ فو... جمباز.. وفن تعبيري.. ومن تشجيع اللاعبين وضرورة انتمائهم للمركز أنشأنا أكاديمية لكرة القدم وأخري للتنس والتي تعد مفرخة للأبطال حيث نقوم بتعلم اللاعبين أصول اللعبة وأساسياتها ونكثف من التدريبات لثقل المواهب ثم تأتي الخطوة التالية بأن نعزز الفريق الأول من أبناء الأكاديمية. ويشير بقوله.. يقوم المركز بالاشتراك في المسابقات المختلفة حيث شارك في مسابقة دوري مراكز شباب المدن وحصل علي المركز الأول في الفن التعبيري.. كما شارك الفريق في افتتاح ستاد الإسكندرية بعد تطويره ومكتبة الإسكندرية في عيد الإسكندرية القومي.. ونظرا لوجود فرق رياضية بالمركز تتميز بالمشاركة الفعالة في المسابقات والبطولات أصبح مركز شباب الشلالات مشتركا في الاتحاد المصري لكرة السلة والطائرة وألعاب القوي والكاراتيه التقليدي والعادي والجودو. وعن توافر ملاعب بالمركز من عدمه قال: إن المركز يضم عددا من الملاعب منها ملعب لكرة الطائرة.. كرة السلة.. التنس الأرضي وهناك ملعب متعدد الأغراض وأيضا لدي المركز ملعب خماسي... وعلي الجانب الآخر جار العمل الآن في إعداد صالة لألعاب القوي والتايكندو والجمباز والكاراتيه.. موضحا أن النشاط الصيفي يتضمن مدارس كرة قدم التي تنظم دورات ومسابقات ورحلات مصيفية للشباب وكبار الس.. بالإضافة إلي رحلات اليوم الواحد للأسر من أعضاء المركز.. كما ينظم المركز ندوات دينية واجتماعية يحاضر فيها شخصيات سكندرية. ويضيف أبو الروح قائلا.. يضم المركز بين جنباته أحد أهم النوادي علي الإطلاق وهو نادي المستقبل وهو خاص بالمعوقين وهم شباب من الجنسين يمارسون كافة الأنشطة الرياضية والاجتماعية ومن بينهم بطل رياضي حاصل علي أول ميدالية أوليمبية في تنس الطاولة في تاريخ مصر للأصحاء والمعوقين وهذا العام حصل علي المركز الرابع في البرازيل. كانت تلك نماذج لمراكز شباب تؤدي دورها في رعاية الشباب وتجذبهم إليها لتنمية مواهبهم ولكن يوجد أيضا مراكز شباب طاردة للشباب أو غير مستغلة الاستغلال الأمثل. انعدام الخبرة والكفاءة في عزبة الصيد يوجد مركز شباب نادي الصيد وعنه يقول عبد الفتاح إبراهيم: إن المركز يتميز بمساحته الهائلة فهو يقع علي ثلاثة أفدنة ولكن للأسف لا تمارس فيه أي أنواع من الأنشطة علي الإطلاق ومعظم الأوقات مغلقة أبوابه علي الرغم أنه يقع في منطقة شعبية ومن المفترض أن يكون ملجأ لشباب العزبة ولكن للأسف لا تقترب منه رغم أن به ملعب كرة قدم قانونيا ولكن لا نستطيع اللعب فيه لأن أعضاء مجلس الإدارة يقومون بتأجيره لمن يرغبون وأعتقد أن سبب فشل المركز هو أن كبار السن هم المسيطرون عليه بدءا من رئيس مجلس الإدارة وحتي الأعضاء الذين عادة ما يجهلون الرؤية الصحيحة للمركز والرسالة التي يجب أن يقدمها لشباب المنطقة ورغم ذلك نجدهم مستمرين في مناصبهم لسنوات طويلة وكأنها إرث لهم ولا يفرطون فيه. قلة الإمكانات السبب ويختلف الوضع في قري ريف الإسكندرية بخلاف قرية أبيس8 فإن جميع القري لا تعرف لمركز الشباب طريقا ولا يمارس الشباب أي أنواع من الرياضات. ويؤكد أيمن السلاموني بقوله.. أنا لا أعرف معني لمركز شباب لأن بمنطقة المندرة التي أسكن فيها توجد شقة يطلق عليها مركز شباب وهي عادة لا تكفي السادة المسئولين لذلك فهي مغلقة دائما وفي كثير من الأحيان تجتاحها مياه الصرف الصحي لذلك لا يمارس أي أنواع من الرياضات إلا في الشوارع نقوم بممارسة لعبة كرة القدم إذا سمحت لنا الظروف...ويتساءل بقوله.. هل قلة إمكانات وزارة الشباب والرياضة السبب في إنشاء مركز للشباب في الشقق السكنية وحرمنا من ممارسة الأنشطة سواء الرياضية او الفنية؟ ونحن الشباب ماذا نفعل خلال فترة الصيف خاصة أننا عاجزون علي التردد علي الأندية الكبيرة.. الشارع والمقاهي الملجأ لنا نحن الشباب. دورة رمضانية فقط أما نبيل سمير فيقول.. هناك مركز شباب بالمنطقة اسمه مركز شباب قرية البرنس ولكن لا نمارس فيه أي أنشطة رغم أننا نعلم بأن هناك ميزانية مخصصة للأنشطة التي تقتصر علي تنظيم دورة رمضانية في كرة القدم فقط ويغلق أبوابه طيلة السنة بالضبة والمفتاح.