تلعب بيوت الثقافة بالمنيا دورا كبيرا وهاما في مواجهة الفكر المتطرف والتكفيري خاصة أن المنيا تعد معقلا لعدد كبير من الجماعات المتطرفة ومنها خرج خالد الإسلامبولي قاتل السادات وعاصم عبد الماجد الإرهابي الهارب إلي قطر وتخرج من كلية الآداب بها صفوت عبد الغني القيادي بالجماعة الإسلامية, ومن ثم يقع علي بيوت الثقافة بالمنيا عبء كبير لمواجهة الفكر الإرهابي.. ومن أجل هذا تولي الدولة المصرية عناية كبيرة ببيوت الثقافة بالمنيا ولديها خطط طموحة للتوسع في محاربة الفكر المتطرف بالفكر التنويري وبث الأمل في نفوس شباب مصر نحو غد أفضل للدولة المصرية. أكد اللواء عصام البديوي محافظ المنيا أهمية دور الثقافة في الفترة الحالية, وأن الدولة تدعم الثقافة عامة وفي المنيا خاصة نظرا لانتشار بعض الأفكار المتطرفة التي أفرزت عناصر مشوشة بأفكار تخريبية..مشيرا إلي أن إطلاق مبادرة ثقافية تجوب القري المستهدفة في المرحلة الأولي وهي11 قرية وصولا بعدد36 قرية ثم تنتشر في باقي القري التابعة للمحافظة. ويضيف البديوي أن المحافظة تسعي جاهدة لإنهاء إجراءات افتتاح قصر ثقافة المنيا الجديدة وإنهاء تجهيزه ومتابعة صيانة قصر ثقافة أبو قرقاص والانتهاء منها وأن هناك توجها كبيرا من الدولة بأهمية الثقافة في مكافحة الفكر المتطرف والإرهاب. ويضيف الدكتور شعيب خلف مدير عام فرع ثقافة المنيا أن مفهوم الثقافة في اللغة يعني البحث والتنقيب والظفر بمعاني الحق, والخير, والعدل, والسمو الخلقي, والرقي الإنساني, وكل القيم التي تصلح الوجود الإنساني علي ظهر البسيطة. موضحا أن ثقافة المنيا تقوم بدورها في مواجهة القيم السلبية التي طالت المجتمع في الفترة الأخيرة ومنها الإرهاب والتطرف ومن أجل مكافحة التطرف قامت مواقع فرع ثقافة المنيا التي تبلغ28 موقعا بين قصر ثقافة وبيت ثقافة ومكتبة ثقافية بالعديد من الأنشطة والندوات لتنمية عقول أبنائنا وبناتنا علي الفكر السليم وبث روح الوطنية القومية في نفوسهم. ومن أهم الأنشطة التي تمت مؤخرا في قصور الثقافة بالمحافظة بدأت في أبو قرقاص التابع للإدارة العامة لثقافة المنيا, جولات في عدد من القري المحيطة, وذلك في إطار مبادرة ثقافة وفنون بلا جدران, لاكتشاف المواهب في الغناء والشعر والرسم. فيما أقام قصر ثقافة ملوي يوما ثقافيا تضمن فقرات متنوعة منها: عرض فني وحلقة نقاشية بعنوان لصق الإرهاب بالدين تناولت الحلقة محاور أساسية, المحور الأول تضمن دور الجماعات المتطرفة في الإساءة للأديان حاضر فيها الشيخ عبد التواب عبد الملك, بينما المحور الثاني تناول الإسلام السياسي مصطلح غير منضبط قدمها الدكتور ياسر الباشا علي, أما المحور الثالث فناقش تداخل الفكر الاقتصادي والسياسي والديني.. لصالح الدين أم ضده؟ أداره سفيان صلاح هلال. كما استضافت ثقافة المنيا عرضا مسرحيا تحت عنوان عاشقين ترابك تأليف ياسر علام إخراج محمد الشرقاوي, بطولة نخبة من نجوم المسرح الحديث التابع للبيت الفني للمسرح.. كما أقيمت ندوة تناولت عدة محاور أساسية تدور عن مفهوم الإرهاب, وأنواعه وأسبابه, ودور مؤسسات الدولة في مكافحته, ودور المؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني في محاربة الأفكار المتطرفة. وفي قصر ثقافة أبو قرقاص, أقيمت ندوة بعنوان الخصائص التاريخية والحضارية لمصر, ضمن مبادرة المواطنة حق لكل مواطن تحت شعار وطن في قلوبنا, بحسب بيان للقصر. وعقب الندوة تم عقد ورش مسرحية وفنية, وأدبية, وذلك استكمالا لأنشطة الأسبوع الثقافي للمبادرة. وفي بيت ثقافة مغاغة أكد أحمد علي مصطفي مسئول نادي العلوم أن بيت ثقافة مغاغة برئاسة رمضان حاتم نظم العيد من الندوات لدعم الوحدة الوطنية ونشر الوعي والفكر التنويري بالمجتمع وكان لنادي القصة والأدب ببيت ثقافة مغاغة دور كبير في هذا وهو النادي الأبرز بالمنيا, كما تم تنظيم ندوات عديدة لمفكرين وأساتذة جامعات ورجال دين مسلمين وأقباط لدعم الوحدة الوطنية. وأكدت مديحة ممدوح مديرة إعلام فرع ثقافة المنيا أهمية دور الثقافة في التصدي للإرهاب حيث قدمت ثقافة المنيا عددا كبيرا من المحاضرات التوعوية في جميع قري المحافظة بنوادي الشباب والمواقع الثقافية التابعة للفرع بالاستعانة بمختصين من الأزهر وأساتذة الجامعة, كما نهتم بتنشئة الطفل والأسرة بتجربة رائدة في مسرح الشارع وفي عدد من الميادين تناولت عددا من الموضوعات التربوية كاحترام المعلم وغيرها من المضامين الهامة, هذا بالإضافة إلي إقامة العديد من الورش الفنية التي تلبي احتياجات الطفل السليم والمعاق وكيفية إدماجه بالمجتمع. وذلك بجانب إقامة ندوات تتصدي بها الثقافة للإرهاب بتأمين عقول وأفكار الشباب والأطفال من التطرف والإرهاب منذ الصغر بطرق ميسرة تصل الي عقولهم وأفكارهم وتعلمهم أصول ومبادئ الدين الحنيف. كذلك الاهتمام بمعالجة الظروف المؤدية إلي انتشار الإرهاب وعمل خطوات عملية لجميع مؤسسات الدولة لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه نهائيا.. وأن أفضل الوسائل لمواجهة مخاطر الإرهاب بالمجتمع عن طريق نشر الفكر الديني المستنير الذي يرفض الإرهاب بجميع أشكاله ويدعو لسلامة المجتمع وأمنه واستقراره وسبل مواجهته في الاهتمام بالتربية الدينية الصحيحة في المدرسة والبيت والمسجد وأهمية تجديد الخطاب الديني والقضاء علي البطالة والفقر وتمكين الشباب وتلبية احتياجاتهم للتصدي لجذور الإرهاب بالمجتمع. ويثمن وسيم جاد الله مدرس إنجليزي بالمنيا الدور الكبير لقصور الثقافة بالمنيا وأنه من رواد بيوت الثقافة منذ الصغر مؤكدا أنه يحرص علي الاطلاع علي الكتب النادرة ببيوت الثقافة والتي تعتبر من كنوز التراث والأدب والتاريخ كما أنه يشاهد جميع الندوات والمؤتمرات التي تعقد لأنها غذاء للفكر وتوعية لجيل الشباب. بينما تري إيمان أحمد السيد أن بيوت الثقافة منارات فكرية كبيرة ويجب دعمها والعناية بها وإعادة تشغيل المتوقف منها ومده بالكتب والإمكانات المالية حتي تتصدي للفكر الظلامي الذي يحاول الإرهابيون تغذية عقول الشباب به.