استنكر خبراء الاقتصاد ما قام به عمال شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة, بالتوقف عن العمل وتعطيل عجلة الانتاج من اجل بعض المطالب الفئوية, علي الرغم من انها تعد شركة من ضمن شركات قطاع الاعمال العام, وان باقي الشركات لم تحدث بها مثل هذه الأمور, ويسير العمل بها بشكل منتظم, لافتين الي انه كان من الممكن ان يطالب العمال بمطالبهم من خلال ممثليهم باللجنة النقابية لتوصيل هذه المطالب الي رؤسائهم دون تعطيل لحركة الانتاج, ودون إضرار بالاقتصاد القومي, خاصة ان الشركة بلغ حجم خسائرها اكثر من نصف مليار جنيه حتي الآن, وعلي الرغم من ذلك فإن هؤلاء العاملين يحصلون علي ارباح كل عام!. فقد أكد الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي رئيس المنتدي المصري للشئون الاقتصادية والسياسية أن تعطيل عمال شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة العمل ووقف الإنتاج أزمة كبيرة ترتب عليها وقف التصدير ووقوع خسائر كبيرة علي الشركة والاقتصاد القومي, مشددا علي أن وقف عمال المحلة الإنتاج يعد تخريبا للاقتصاد المصري. وقال عبده إن غزل المحلة تعد الشركة الوحيدة التي توجهت للتوقف عن الإنتاج رغم أنها شركة ضمن125 شركة لم يتظاهر عمالها, مشيرا إلي أن هدف المحرضين علي التوقف عن الإنتاج ليس صرف علاوة كما يتحدثون ولكن تدمير وتخريب الاقتصاد والإساءة إلي شركتهم, بوصفها إحدي قلاع الصناعة في مصر. وأوضح أن العمال لديهم نقابة لا بد أن يرجعوا لها للتفاوض, بينما يعيدون الإنتاج وتشغيل الماكينات المتوقفة فورا وان تتم محاسبة المتسببين عن هذا الإضراب, مشيرا إلي أن مطالب العمال مبالغ فيها لأن الشركة التي يعملون فيها تخسر سنويا ولم تصرف لهم7 أشهر أرباحا سنوية بجانب الرواتب والمكافآت والحوافز في نفس الوقت الذي عطلوا فيه الإنتاج من جانبه قال الدكتور فرج عبد الفتاح, استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة, ان ما يحدث من عمال شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة وتعطيلهم العمل ووقف الإنتاج ليس له ما يبرره, موضحا ان مطالب هؤلاء العمال لا تستدعي وقف عجلة الانتاج من اجل تحقيقها. وأضاف انه كان من الاولي ان يطالب العمال بمطالبهم دون وقف عجلة الانتاج, خاصة ان الشركة بلغ حجم خسائرها اكثر من نصف مليار جنيه, من ثم فإن اي توقفات للإنتاج تمثل زيادة في حجم خسائر الشركة. واوضح انه علي الرغم من هذه الخسائر فإن الشركة تبصرف ارباحا سنوية لهؤلاء العمال, فضلا عن البدلات الشهرية التي يحصلون عليها, ومن ثم فلم يكن هناك داع لوقف عجلة الانتاج, خاصة وان شركات قطاع الاعمال الاخري لم تقم بمثل هذه الأمور, وعجلة الانتاج تسير بها بشكل طبيعي. من جانبه, قال الدكتور أسامة عبد الخالق الخبير الاقتصادي, إن توقف العمل بشركة الغزل والنسيج يعد كارثة تحتاج الي التدخل الفوري لان شركة الغزل والنسيج تعد رمزا للإنتاج والعمل والمحلة طول عمرها مشهورة بمصانع الغزل والنسيج منذ أيام جمال عبد الناصر ومن ثم فهي قبل ان تكون قلعة من قلاع إنتاج الغزل والنسيج فهي رمز من رموز الإنتاج من قبل ثورة23 يوليو ومن ثم فهي علامة مميزة في مصر ولهذا فجميع الحكومات التي تتولي الحكم في مصر تحرص دائما علي الاهتمام بها كقلعة من قلوع الإنتاج.