رغم حالة الارتياح التي سادت الوسط الثقافي عقب قرار د. عز الدين شكري فشير, أمين عام المجلس الأعلي للثقافة, حل لجان المجلس خلال شهر يونيو المقبل, استعدادا لإعادة هيكلته, فإن تساؤلات عدة صدرت بخصوص التصور الممكن لهيكلته الجديدة, خاصة فيما يختص بتمثيل الشباب في لجان المجلس. وقال الروائي طارق إمام لابد من وضع تصور واضح لشكل عمل اللجان, لأن الفكرة لا تكون في عددها لكن في الخطوات التي يمكن اتخاذها لتفعيل انشطتها إلي الأفضل, لافتا إلي أهمية تمثيل المبدعين الشباب في المجلس مع الأخذ في الاعتبار أن هذا التمثيل لا يؤخذ به كنظام الكوتة. وأكد طارق ضرورة وجود الشباب في كل اللجان بعيدا عن الاختيار بالسن, لأنه موجود باللجنة بإبداعه, وأن تكون الأسماء المقترحة تمثل كل التيارات الفكرية, موضحا أن اختيار الشباب لابد ان يتم بانتقائية حتي تضم اللجان كل الذائقات الفنية الجديدة. وأضاف: منذ تولي د. عز الدين شكري رئاسة المجلس وأنا لا أري امامي سوي بالونات اختبار لكن لا نري شيئا ملموسا, لذا ارجو انه مع إعادة النظر في طبيعة عمل اللجان ان يكون هناك قرار بالخروج بأنشطتها للشارع, مشيرا إلي أن انشطة المجلس كلها تتم في الغرف المغلقة, حتي الكتب التي تصدر عن المجلس لا توجد في مكتبات أخري غير مكتبته, لذا من الضروري ان تنتقل هذه الأنشطة خارج مربع ارض الجزيرة, لأنه من الخسارة ان تنتشر الثقافة السلفية ونحن معزولون في مجموعة من الغرف المغلقة مما يؤدي لإلغاء وجودنا مع الوقت. وقالت الكاتبة د. بسمة عبدالعزيز لا افهم طبيعة عمل لجان المجلس حتي اهتم بالالتحاق بها, لأنه في فترة قررت الالتحاق بلجنة علم النفس وكان هناك ترحيب من مقرر اللجنة د. فيصل يونس بوجودي, وعندما سألت عن طبيعة عمله اكتشفت انه تنظيم مجموعة من الندوات والمحاضرات, فتراجعت عن قراري, لأن ما أعتقده ان يكون للجنة نشاط اكبر من هذا من خلال إصدار نشرات باسمها, أو استطلاعات, موضحه ان هناك كثيرا من الأماكن تقوم بتنظيم ندوات ومحاضرات فلا يجب ان يقتصر دور اللجان علي هذا. وأعربت بسمة عن اعتقادها بأنه من الضروري ان تكون إعادة الهيكلة لخطة عمل اللجان وليس للأشخاص فقط وأن يعاد النظر في البرامج التي تقدمها واختصاصاتها, حتي يتحمس لها الشباب وغيرهم من المبدعين. فيما أكد القاص محمد عبدالنبي أن مجرد حل لجان المجلس هو شئ مبشر, لأنها وفقا لقوله كانت تضم اسماء ما انزل الله بها من سلطان, لافتا لأهمية ان تضم لجان المجلس بعد هيكلتها كل الأعمار والإتجاهات المختلفة, وان تبتعد عن منطق الإقصاء والاستبعاد للرؤي التي لا ترضي عنها مؤسسات النظام وكذلك ضرورة تمثيل المحافظات أيضا حتي نبتعد عن المركزية ولا نكرر اخطاء الماضي. وأضاف عبدالنبي لا أفهم معني ان تكون هناك لجنة للشباب فقط بالمجلس, هل معني هذا انها سيكون لها دور داخل باقي اللجان أم أنها لجنة خاصة ومنفصلة مسئولة عن علاقة الشباب بالثقافة, لكن كل ما اعرفه ان الثقافة أو الإبداع لا تحدد الفئة العمرية. فيما رفض الكاتب هدرا جرجس فكرة تحديد سن لمن تتضمنهم اللجان, وأن تضم شخصيات تجاوز عمرها الثمانين عاما مع الاحترام لتاريخهم, موضحا انه في خطة تطوير وهيكلة اللجان يجب ان تبتعد عن منطق الكوتة, لأن هذه اللجان المتخصصة تحتاج من هم أصحاب تاريخ قيم, من هم أصحاب أسماء مهمة في مجالاتهم وفاعلة, وأن يكون مشوارهم الإبداعي بالقيمة وليس بالكم, لأن معيار القيمة هو ما اثبت صحته دائما حتي لو تم اختيار اللجان كلها من الشباب فما الإنجاز الذي حققناه, المهم هو ان يكون التمثيل من مبدعين اثبتوا انفسهم كل في مجاله, ولديهم ما قدمه من فكر وما يمكن تقديمه في المستقبل ايضا من مشروعات. وقال الشاعر محمود خير الله لا يجب ان نعطي وزارة الثقافة أكبر من حجمها بالتالي الطريقة أو النمط التي تسير عليه غير مناسب هي أو ممثلها الرئيسي المجلس الأعلي للثقافة, إذ لابد ان يقتصر دورها كما هو موجود في الدول المتقدمة علي تمويل المشروعات وإعطاء المنح, من خلال لجان فحص موثوق بها, وأن يكون المجلس جهة لدفع المشاريع الثقافية يتبناها افراد أو قطاعات خاصة, وبالتالي سيصبح له جمهور, وأيضا لن يكون للجان المجلس مكان كي توجد لأنها كانت تحارب المبدعين الصغار, فلجان المجلس, وفقا لتعبيرات خير الله, لعبت دورا منحطا في الثقافة المصرية, إذ منحت من لا يستحق ومنعت عن من يستحق وكان قرار د. عز الدين شكري باعادة هيكلة اللجان جاء خلال ورشة العمل التي اقامها المجلس الثلاثاء الماضي بعنوان هوية مغايرة للمجلس الأعلي للثقافة السياسات الهيكلة الفاعليات وكان قد جدد شكري دعوته للمثقفين للمشاركة في تلك الحلقة النقاشية والتقدم بمقترحاتهم, وأطروحاتهم حول مستقبل المجلس. وأشار الخطاب الذي وجه لدعوة المثقفين إلي ان الورشة تأتي استكمالا للمناقشات التي بدأها المجلس حول مستقبل دوره في الحياة الثقافية. جدير بالذكر ان شكري اجتمع مع ممثلين من تيارات ثقافية عدة, شملت جلسة نقاش عامة بمقر المجلس تم خلالها الاتفاق علي تنظيم هذه الورشة, شارك فيها عدد من المثقفين من بينهم د. شريف حتاتة والروائية سلوي بكر والناقد سمير فريد, كما انشأ صفحة علي فيسبوك لمناقشة الأمر ذاته.