انتقد الفنان التشكيلي محمد عبلة اختيار الدكتور عز الدين شكري أمينا عاما للمجلس الأعلي للثقافة، وقال: أنا لم أسمع من قبل عن الأمين العام المعين، بل وأري أن تعيينه بعد كل اللقاءات التي عقدناها في الأتيليه وغيره للمطالبة بانتخاب أمين عام المجلس وليس تعيينه من قبل وزير الثقافة، يعد نوعا من ضرب مطالباتنا بعرض الحائط، بل وسوء تصرف رهيب، فالوزير أبدي تعاطفه واتفاقه مع كل ما قلناه من أهمية قيام المجلس بدوره الحقيقي، وكان لابد أن يبدي الوزير حسن نيته بالاستجابة لمطلب المثقفين بانتخاب أمين المجلس، وليس تعيينه من خارج الحياة الثقافية"، وأؤكد: نحن، وفي ظل الأحداث الجارية، بحاجة لشخصيات متفاعلة مع الوسط الثقافي، ولسنا بحاجة لتصرف وفق نفس العقليات القديمة". وهو الاتهام الذي رد عليه الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة قائلا: لم يحدث تجاهل لمطلب المثقفين، فمطلب انتخاب الأمين العام يحتاج بداية إعادة هيكلة المجلس كله، وهو ما يحتاج لعدة شهور، فتغيير وظائف جهاز ما في الدولة لابد أن يتم تقديمه للجهاز المركزي للتنظيم والإدارة ومن بعدها يحصل علي قرار جمهوري، وحتي يحدث هذا لا يمكن ترك منصب الأمين العام فارغا، والدكتور عز الدين شكري يعلم جيدا بالمناقشات التي تدور حول إعادة هيكلة المجلس وأنه يأتي في إطار لحظة تطوير، كما أن مطلب إعادة الهيكلة لا يقتصر علي المجلس الأعلي للثقافة فقط، بل إن هناك جهات أخري بحاجة لذلك، ولقد تسلمت تصورات بالفعل عن إعادة هيكلتها كالبيت الفني للمسرح والمركز القومي للسينما وهيئة قصور الثقافة". وفيما يتعلق بنفي البعض معرفتهم بالدكتور عز الدين شكري، قال وزير الثقافة: الأمين العام المختار روائي ينتمي لجيل التسعينيات وله 4 روايات وصلت إحداها لتصفيات جائزة "البوكر" ويكتب في الصحافة منذ سنوات وأكاديمي بجانب كونه دبلوماسيا، وهذا بمعني ما يعني أنه معروف، وكما أن لبعض الناس ملاحظات علي اختياره فإن البعض الآخر رحب به، ولا يوجد اختيار يحقق إجماعًا". من جانبها أكدت القاصة سلوي بكر أنها لا تملك معلومات عن شخصية الدكتور عز الدين شكري سوي أنه روائي، وفي الوقت نفسه أشارت إلي أهمية منحه فرصة لنتعرف علي ما سيفعله حتي لا نتخذ موقفا منه أو نستبق الأحداث بدون وجه حق، وفيما يتعلق بقيام وزير الثقافة بتعيينه، رغم مطالبات عدد من المثقفين بانتخاب منصب أمين عام المجلس، قالت سلوي بكر: قبل أن نتحدث عن انتخاب أمين المجلس علي المثقفين أن يعقدوا مؤتمرا موسعا يحددون فيه أهدافهم وماذا يريدون من الثقافة وما يقدمونه لها في المرحلة المقبلة، لأنه لو لم يحدث ذلك، فعلي أي أساس ننتخب أمين عام المجلس؟، كما أنه كيف يمكننا انتخابه ولا يوجد أي تحديد لمواصفات وشروط المنتمي للجان المجلس أو حتي توصيف لطبيعة عمل اللجان، ومنذ زمن جابر عصفور وأعضاء اللجان ورؤساؤها يتم تعيينهم عن طريق العلاقات الشخصية والمصالح أحيانا". والأمر نفسه أكده الشاعر شعبان يوسف قائلا: عز الدين شكري ليس معروفا للمثقفين رواد المقاهي ومن لا يقرأون الصحف والمجلات، وليس شرطا أن يكون الأمين منغمسًا انغماسا كليا في الحياة الثقافية، وإذا لم يقم بواجبه الملقي علي عاتقه سيحدث تمرد عليه من قبل المثقفين داخل وخارج المجلس، وبشكل عام مقالاته تنم عن روح وطنية، مع احترامي لكل الأسماء التي كانت مطروحة لتولي مهمة الأمين العام". وفيما يتعلق بتعيينه أو انتخابه، قال يوسف: أنا لست مستوعبًا لفكرة الانتخاب، وفي ظل هذه الفترة الانتقالية الحرجة، لا يسمح الوقت بفكرة الانتخاب، خاصة أن المثقفين عموما لا يستقرون علي اسم واحد من الأسماء، فضلا عن أن فكرة الانتخاب ستثير إشكاليات أخري، فمن أي جهة سننتخب أمين عام المجلس، هل من لجانه التي تبلغ 26 لجنة، أم من الأعضاء الدائمين أم من خارج المجلس من المثقفين المستقلين"؟