هل يستجيب الابن المدلل لواشنطن لمحاولات التهدئة؟ سؤال طرحه الكثير من المحللين محاولين التوصل لنتيجة لما تفعله تل أبيب في القدسالمحتلة من ممارسات وانتهاكات شنيعة, وبالتزامن مع وصول جيسون جرينبلات, مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلي الشرق الأوسط, تعمدت وضع المزيد من الممرات والحواجز الحديدية أمام المسجد الأقصي من جهة باب الأسباط. كما اقتحم عشرات المستوطنين, عبر مجموعات صغيرة ومتتالية, المسجد الأقصي المبارك, من باب المغاربة, بحراسات مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي الخاصة, ونفذوا جولات في أرجائه بحرية تامة. وقالت مصادر محلية: إن قرابة38 مستوطنا اقتحموا الأقصي وإن مستوطنات قمن بطقوس دينية أمام حائط البراق.. مشيرين إلي أن المستوطنين تجولوا في باحات الأقصي التي كانت خالية تماما من المصلين الممنوعين من دخول مسجدهم, عبر البوابات الإلكترونية التي وضعتها قوات الاحتلال. وشرع ضباط شرطة الاحتلال في إجراء قياسات هندسية لباب المجلس دون معرفة الأهداف من وراء ذلك. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية(وفا) أن الممرات الجديدة تضاف إلي الجسر الحديدي الذي يحمل كاميرات مراقبة ذكية. وحسب الوكالة, عاد التوتر إلي المنطقة بفعل هذا الإجراء الذي يضاف إلي إجراءات قمعية بحق المعتصمين في منطقتي باب الناظر المجلس والأسباط. وأعلن مسئول أمريكي أن جرينبلات سيسعي لتهدئة التوتر الذي أدي إلي مواجهات دامية في القدس في الأيام الأخيرة, وتابع المسئول الذي رفض الكشف عن هويته أن جرينبلات غادر إلي إسرائيل لدعم الجهود من أجل الحد من التوتر في المنطقة. وأضاف المسئول أن الرئيس ترامب وإدارته يتابعان عن كثب الأحداث الجارية في المنطقة. والولايات المتحدة تدين تماما أعمال العنف الإرهابية التي وقعت في الآونة الأخيرة. وينشد الكثير من المتابعين أن تنجح واشنطن بالضغط علي الجانب الإسرائيلي للتخلي عن البوابات الإلكترونية التي يرفضها الفلسطينيون ومثلت السبب المركزي للتوترات الراهنة. لكن البعض يقول إنه في حال تراجعت إسرائيل عن هذا الإجراء فإنها لم تتنازل دون طرح ضغوط جديدة علي الفلسطينيين بطرحها إجراءات بديلة قد لا تجد التأييد من الجانب الفلسطيني. قالت إسرائيل إنها لن ترفع بوابات الكشف عن المعادن التي أطلق تركيبها خارج الحرم القدسي شرارة أسوأ مصادمات مع الفلسطينيين منذ سنوات لكنها قد تقلل استخدامها في نهاية الأمر. وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني المصغر. وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل لحين عدولها عن قرار وضع البوابات الإلكترونية علي مداخل الأقصي والذي اتخذ بعد مقتل شرطيين إسرائيليين بالرصاص في14 يوليو. وقال تساحي هنجبي وزير التنمية الإقليمية الإسرائيلي لراديو جيش الاحتلال: إن البوابات الإلكترونية باقية.. لن يملي علينا القتلة كيف نفتش القتلة. وأضاف: إذا كانوا لا يريدون دخول المسجد فدعهم لا يدخلونه. بدأت موجة العنف الجمعة عندما أطلقت قوات الأمن الإسرائيلية النار علي المتظاهرين وقال رجال الإسعاف: إن ثلاثة متظاهرين فلسطينيين قتلوا. وقالت الشرطة: إنها تحقق في الأمر.