تولي الفنان اسماعيل مختار, إدارة البيت الفني للمسرح, في وقت صعب حيث كان عدد من المسارح التابعة له مغلقة وتخضع لتجديدات لتنفيذ اشتراطات الدفاع المدني, بالاضافة إلي أن مستوي العروض في العام الماضي تراجع بدرجة مقلقة وكان من نتائج ذلك خروج البيت الفني من الدورة التاسعة للمهرجان القومي للمسرح بعدد قليل جدا من الجوائز علي غير العادة, وفي هذا الحوار يحدثنا رئيس البيت عن خطته الجديدة والعروض المسرحية التي شهدها الموسم الأخير وأعادت الجمهور للمسارح مرة اخري وتنافس علي جوائز المهرجان في الدورة العاشرة المقامة حاليا. علي الرغم من أنه المؤسسة المسرحية المحترفة الأولي في مصر إلا أن البيت الفني للمسرح خرج من دورة المهرجان القومي العام الماضي بعدد قليل جدا من الجوائز فما الخطوات التي اتخذتها حتي لا يتكرر ذلك مرة أخري؟ لم نحصل في دورة العام الماضي إلا علي ثلاث جوائز فقط, وغابت عن البيت الفني للمسرح جائزة أفضل عرض, لأن الموسم المسرحي الذي سبق المهرجان وسبق قيامي بتولي إدارة البيت الفني كان التركيز فيه علي عروض النجوم ولم يكن هناك توازن بينها وبين العروض المميزة بالإضافة إلي أن غلق المسارح لفترة طويلة أثر علي الإنتاج, وعندما توليت إدارة البيت الفني اجتمعت مع المديرين واتفقنا علي اعتماد معيار للجودة في اختياراتنا حتي نقدم عروضا تستحق أن نضع أسماءنا عليها, وبالفعل تم تقديم عدد من العروض المتميزة جدا في الفترة الماضية, وواجهنا مشكلة في الاختيار من بينها العروض التي تمثل البيت الفني في المهرجان خاصة بعد تقلص عدد العروض مرة أخري, حيث كانت في البداية8 عروض ثم تقلصت لخمسة وفي هذه الدورة أصبحت4 عروض فقط في المسابقة الرسمية, علي مدار العمل قد تسقط منا بعض الأشياء ولكني أستطيع أن أقول إنني راض بنسبة كبيرة عما تم تقديمه من أعمال خلال الفترة الماضية خاصة العروض التي تمثلنا في المهرجان, لأنها متنوعة وتقدم أشكالا مختلفة من المسرح علي سبيل المثال الجلسة: شغل عفاريت لمناضل عنتر لأول مرة البيت الفني يقدم مسرحا راقصا, ويوم أن قتلوا الغناء عرض متكامل العناصر علي مستوي البناء والتمثيل والغناء والاستعراض والسينوغرافيا, وقواعد العشق4 عرض حقق إيرادات وجماهيرية عالية جدا وفيه مقولة راقية بالإضافة إلي تميزه علي مستوي الإخراج والنص المسرحي الذي كتبته رشا عبد المنعم مع يسري الفخراني وياسمين إمام, واحترنا في العرض الرابع ولكن وقع اختيارنا في النهاية علي عرض واحدة حلوة لأكرم مصطفي وهو عرض مونودراما وأعتقد أن المنافسة ستكون شرسة. وهل تتوقع أن تحصد عروض البيت الفني الجوائز في هذه الدورة؟ الجوائز تعبر عن رأي لجنة التحكيم, وهي مكونة من9 أفراد وكلهم قامات كبيرة ولهم مطلق الحرية في رأيهم, وبالنسبة لي نعم أتوقع أن نحصل علي جوائز في كل العناصر. ما خطة البيت الفني للمسرح في الفترة المقبلة؟ خطط المسارح والعروض تسير في أكثر من اتجاه في الوقت الحالي, ونبحث عن الجودة الفنية العالية, ونستعد لتقديم عروض لكبار المخرجين ومنهم جلال الشرقاوي وعصام السيد وسمير العصفوري, والمستعد منهم سيبدأ بروفاته والعرض فورا علي خشبة المسرح القومي الذي من المقرر أن يقدم مجموعة من العروض المهمة, وكذلك مسرح الطليعة, ونسعي لإطلاق مبادرة تحت عنوان اعرف جيشك خلال شهر أكتوبر المقبل, وتضم مجموعة من العروض التي تتحدث عن الجيش المصري منذ إنشائه وحتي يومنا هذا, بعيدا عن السياسة أو أي جدل يدور في المجتمع, والنصوص جاهزة بالفعل وبعض المخرجين بدأوا في مناقشة النصوص وإعدادها ومنهم من بدأ بروفات استعدادا للعرض في أكتوبر, ونرغب أيضا في إطلاق مبادرة للمسرح التعليمي تقدم عروضها في المسارح صباحا وقد بدأ العمل علي أربعة أو خمسة عروض منها حيث تضم نصا للكاتب محمد بهجت وآخر لمحمد أبو العلا السلاموني, نعتمد عليهما في الوقت الحالي إلي تكتمل باقي النصوص, بحيث تكون لدينا فرصة في الموسم الدراسي لفتح المسارح صباحا لاستقبال الأطفال وطلبة المدارس, ولدي توجه جديد للتجوال المسرحي وننشئ فرقة للتجوال المسرحي نستفيد فيها من التجربة السابقة للمخرج محمد الشرقاوي الذي قدم عروضا في جميع أنحاء مصر وسيكون مسئولا عن هذه الفرقة وستشارك فيها مجموعة من المخرجين المتميزين ومنهم محمد مرسي وإسلام سعيد وقد بدأوا بروفاتهم حاليا. هل حصلت علي موافقة وزير الثقافة علي إنشاء الفرقة؟ نحن حاليا في انتظار موافقة وزير الثقافة علي إنشائها, وأماكن العرض موجودة حيث نسعي إلي التوجه للعشوائيات في القاهرة والإسكندرية أو خارج القاهرة في المحافظات المختلفة بالوجه البحري والوجه القبلي, والوزير متحمس جدا للمشروع ونحن حاليا بصدد دراسة الإجراءات القانونية لإنشائها, بالإضافة للاستمرار في مشروع عروض ذوي الاحتياجات الخاصة الذي بدأناه من فترة. ما مصير مشروع عروض ذوي الاحتياجات الخاصة؟ قدمنا عرض ورد وياسمين ومن بعده عرض العطر لمحمد علام لذلك قررت أن يصبح توجها عاما بحيث تكون لدينا ثلاثة أشكال مسرحية, أولا الشكل العادي والطبيعي جدا فيكون لدينا عرض عادي ويترجم للغة الإشارة, وعروض أخري يشارك فيها مزيج من الفنانين الطبيعين وذوي الاحتياجات الخاصة, والشكل الثالث أن يقدم ذوي الاحتياجات الخاصة عروضهم بأنفسهم, سواء كانت من إنتاج البيت الفني للمسرح أو يستضيفها علي مسارحه, ومن المفترض أن تتولي الفرقة التي اسعي لإنشائها تقديم هذه الأشكال المسرحية. ما موقف ميزانيات الإنتاج التي يواجه البيت الفني للمسرح أزمتها سنويا؟ لا أنكر أن لدي مشكلة في انتظام الموسم المسرحي, ولا أقول إن السبب فيه هو تقصير من الآخرين فقط, لأن لدينا مشاكلنا الداخلية, لكن التقصير الأكبر من الداخل فهناك ندرة في الأعمال الجيدة وحالة من التسرع للعرض في أقرب وقت, علي سبيل المثال إذا تقدم احدهم بعرض في الوقت الحالي وتمت الموافقة عليه فمن الطبيعي ألا يفتتح إلا في يناير المقبل, لكن مع الأسف الكل يسعي للعرض في أسرع وقت وبعض المديرين يعقدون بروفات3 عروض مسرحية مختلفة في وقت واحد, الأمر يحتاج لنوع من الهدوء والتنظيم حتي نقدم موسما مسرحيا جيدا, البيت الفني للمسرح كان يعاني في الفترة الماضية بأن لديه6 دور عرض مغلقة وأربع فرق متوقفة, فوجدت نفسي في بداية تولي إدارة البيت الفني أغرق في تفاصيل لها علاقة بالبناء والطوب والأسمنت لكي أفتح المسارح في أقرب وقت, وكنت أنا وزملائي مديرو الفرق في حالة غيظ شديدة جدا, نتيجة لإغلاق المسارح وما زلنا حتي الآن في هذه الحالة لأن المسرح العائم لا يزال مغلقا ونسعي بشتي الطرق لافتتاحه في القريب العاجل, ولكن الواقع هو أن العمل في البيت الفني للمسرح بدأ ينتظم خلال الشهرين الماضيين, وأنفقنا جزءا كبيرا من ميزانية الباب السادس الخاص بميزانيات الإنتاج ونعتبر أكبر جهة في وزارة الثقافة أنفقت علي الإنتاج حتي الآن لهذا حصلنا علي اعتماد مالي أعلي من الاعتماد المالي المعتاد, وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولي لمشروع مسرح مصر خلال ال6 شهور, ولدي أمل أنه بحلول شهر أكتوبر يكون لدي موسم مسرحي واضح المعالم حتي نهاية شهر يونيو من العام المقبل. أيعني هذا أنه من الممكن أن نحصل علي خطة كاملة بعروض البيت الفني في أكتوبر؟ نعم في أكتوبر المقبل سيعلن البيت الفني للمسرح عن تفاصيل الموسم الخاص به كاملا, ومعنا مجموعة كبيرة من النجوم المتحمسين للعمل في المسرح من بينهم أحمد بدير وسامح حسين وأحمد رزق, ومتفائل جدا بالحالة الحالية; حيث أري أن المسرح بدأ يستعيد ثقة الجمهور فيه, تخيلت أن النجاح الذي حققته العروض المسرحية في العيد سيتوقف عند هذا الحد لكن هذا لم يحدث واستمر النجاح والإقبال علي العروض بعد انتهاء العيد علي عروض العسل عسل ويوم أن قتلوا الغناء والجلسة, وهذا الموسم قدم للمسرحيين درس العمر فعرض قواعد العشق40 حقق نجاحا غير مسبوق رغم أن أبطاله ليسوا من نجوم الصف الأول, وكذلك العرض الراقص الجلسة الذي يشهد إقبالا كبيرا يضطرنا أحيانا لإعادته, ومثلهم يوم أن قتلوا الغناء وسنووايت عرض الأطفال الذي استعاد جمهور مسرح الطفل وحقق نجاحا كبيرا. ما رسالتك الأخيرة للمسرحيين؟ أقول لهم: إحنا مفتوحين علي الناس جميعا ومفتوحين علي كل تجربة جيدة ولا يعنينا الا مستوي الجودة دون النظر لأي شيء آخر, نقبل بالجميع وكل التجارب المميزة أبوابنا مفتوحة لها.