حفل عام2016 بالأحداث المسرحية المهمة والتي أعاد بعضها مصر للساحة العربية والعالمية, كما شهد العديد من النجاحات والإخفاقات علي مستوي العروض المسرحية وجهات الإنتاج أو علي مستوي الفعاليات والمهرجانات المسرحية التي يزداد عددها عاما بعد عام في القاهرة والمحافظات. مثلت عودة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي بعد غياب أكثر من خمس سنوات عودة قوية للتفاعل المصري مع الساحة المسرحية العربية والدولية, فعلي الرغم من عودته بدون تسابق لأول مرة أسوة بالمهرجانات الكبري مثل أفينيون وإدنبرة إلا أنه استطاع اجتذاب عدد من المشاركات المتميزة, وأشاد الحضور ببعض العروض مثل بانكر من تشيلي وموليير من بولندا وتحول إلي منصة لتصدير هذه العروض لدول عربية أخري حيث قام رؤساء ومديرو مهرجانات باستغلال فرصة حضورهم التجريبي لاختيار عروض لمهرجاناتهم في دول عربية أخري مثل الأردن وتونس. وشهد المهرجان أيضا حدثين مهمين سيحققان فائدة كبيرة للحركة المسرحية المصرية والعربية إذا تم تفعيلهما بشكل حقيقي; الأول هو إصدار إعلان القاهرة كخطوة أولي لتشكيل أول شبكة للمهرجانات العربية والعالمية تهدف إلي توطيد سبل التعاون وتبادل الخبرات بين المهرجانات المسرحية المختلفة, ويدعم هذه الخطوة الحدث الثاني وهو توقيع بروتوكول تعاون مع الهيئة الدولية للمسرحITI والذي أكد د.سامح مهران رئيس المهرجان أنه لا يمكن تفعيله وتنفيذ بنوده إلا في حالة توافر ميزانية مالية لدي المهرجان مساوية للميزانية التي ستقدمها الITI لأن العمل علي تفعيل البنود مشترك بين الطرفين ولا يمكن أن يتحمل أحد الطرفين العبء المالي كاملا. وفي الوقت الذي استفاد مهرجان المسرح المعاصر والتجريبي من تراكم الخبرة والاستقرار في الحركة المسرحية الذي حققه المهرجان القومي للمسرح المصري علي مدار السنوات الأخيرة, جاءت دورة هذا العام من المهرجان القومي مخيبة للآمال من ناحية العروض المسرحية المشاركة فيها والتي كان أغلبها ضعيفا جدا ومن ناحية أخري نتائج الجوائز التي خرجت بها لجنة التحكيم وكانت صادمة أكثر من ضعف العروض نفسها وكانت أكبر صدمة منح اللجنة لعرض القروش الثلاثة جائزة أفضل عرض في المهرجان بينما يري عدد من النقاد والمسرحيين أنه عرض ضعيف مقارنة بعروض أخري مشاركة. ولفت ضعف العروض المسرحية المشاركة وخروج مؤسسات مثل البيت الفني للمسرح والهيئة العامة لقصور الثقافة من المهرجان بدون جوائز تذكر, الأنظار إلي إخفاق هذه المؤسسات في إنتاج عروض مسرحية مميزة وقادرة علي المنافسة خلال العام الماضي بينما يسعي شباب المسرح الجامعي من جانب آخر للتميز دائما والمنافسة بقوة علي جوائز القومي سنويا. ويعتبر تراجع مستوي عروض البيت الفني للمسرح بالتحديد مؤشرا خطيرا لعدة أسباب أولا لأنه يمثل المؤسسة الرئيسية في مصر لإنتاج عروض مسرحية من إنتاج الدولة, وثانيا لأن هذا التراجع يأتي في الدورة التالية مباشرة للدورة الثامنة التي حصد فيها البيت الفني للمسرح عددا كبيرا من الجوائز منها8 جوائز لعرض روح فقط إنتاج فرقة الطليعة وإخراج باسم قناوي, بينما اقتصرت جوائز البيت الفني هذا العام علي4 جوائز فقط. وانتقلت رئاسة البيت الفني للمسرح في منتصف العام وأثناء انعقاد المهرجان القومي من الفنان فتوح أحمد للفنان إسماعيل مختار نظرا لبلوغ الأول سن المعاش وتمثل إنتاج البيت الفني خلال عام2016 في عرضين فقط لفرقة المسرح القومي أقرب لأمسيات مسرحية وهما من القلب للقلب إخراج رشدي الشامي وبطولة أحمد كمال وأحمد حداد في فبراير2016, والأمسية الدينية في مديح المحبة بطولة سوسن بدر, وخالد الذهبي, وبهاء ثروت وإخراج محمد الخولي في يونيو.2016 وأعادت الفرقة تقديم ليلة من ألف ليلة بطولة يحيي الفخراني, ولطفي لبيب, وإخراج محسن حلمي باعتباره العرض الأكثر نجاحا حتي الآن ومازال يحقق أعلي الإيرادات, وانتقل إلي الإسكندرية حيث حقق إيرادات تصل إلي نصف مليون جنيه في أسبوعين فقط, ولكن من جانب آخر لم تتمكن فرقة المسرح القومي من إنتاج عرض آخر من العروض الكبيرة خلال عام2016 ويبقي عرض هولاكو مشروعا معلقا حتي بداية العام الجديد خاصة بعد انشغال مخرجه جلال الشرقاوي بعرض آخر من إنتاجه في مسرح القطاع الخاص بعنوان عازب في شهر العسل. وأثر استمرار إغلاق مسرح السلام بالقصر العيني علي عمل فرقة المسرح الحديث علي مدار العام, حيث انتقل المخرج محمد عمر بعرضه الأم شجاعة بطولة الفنانة رغدة إلي مسرح ميامي بوسط البلد وعرض في أكتوبر الماضي, بينما مازال عرض قواعد العشق أربعون معلقا لحين افتتاح مسرح السلام لأنه من المفترض أن يقدم علي خشبته في الافتتاح الذي نتمني أن يكون مع بداية العام الجديد بعد تحقيق الاشتراطات الأمنية المطلوبة وتذليل العقبات الإدارية التي كانت تعوق افتتاحه. أما فرقة المسرح الكوميدي التي تعاني أيضا من إغلاق المسرح العائم الكبير مقرها فقد قدمت عرضين فقط في بداية العام ثم توقفت عن الإنتاح أو تقديم العروض وهما عرض هزة في وسط البلد تأليف رضا حسنين, وإخراج هاني النابولسي في يناير2016 وهو عرض صغير إنتاج شعبة ساعة كوميديا التي استحدثتها الفرقة, والعرض الثاني هو حوش بديعة بطولة انتصار, وتأليف أنور عبد المغيث, وإخراج ياسر صادق في مارس.2016 وأعادت فرقة مسرح الطليعة تقديم عرض روح للمخرج باسم قناوي استغلالا للنجاح الذي حققه في العام الماضي, وأنتجت في يناير أمسية شعرية بعنوان وطن واحد.. إيد واحدة إخراج فادي فوكيه, وعرض الحلال إخراج محمد إبراهيم, وفي أبريل عرضالإنسان الطيب تأليف وإخراج سعيد سليمان, وفي يونيو أمسية علي اسم مصر عن قصيدة صلاح جاهين الشهيرة تمثيل وإخراج محمود مسعود, وسهراية إخراج أكرم مصطفي, وفي سبتمبر العطر بطولة فنانين من الصم والبكم وتأليف وإخراج محمد علام, واسمع يا عبد السميع تأليف وإخراج دنيا النشار, وأخيرا في ديسمبر واحد تاني بطولة أحمد صيام وتأليف مصطفي سعد, وإخراج شادي سرور. وأنتجت فرقة مسرح الغد4 عروض وهي جميلة في فبراير كتابة وإخراج مروة رضوان, وان بوكس في أبريل تأليف د.سامح مهران, إخراج جلال عثمان, وكراكيب السحارة في مايو تأليف ياسر علام, ورؤية وإخراج هشام علي, وقمر العميان في ديسمبر تأليف وأشعار علي أبو سالم, وإخراج محمد سليم. وأعادت فرقة الشباب في يناير تقديم عرضي الفنار إخراج ماهر محمود, وقضية ظل الحمار سينوغرافيا وإخراج محمد جبر, وأنتجت في مارس تمثال ورق, إخراج د. مصطفي عز, وفي مايو ورد وياسمين أوبريت غنائي بمشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم والمعاقين ذهنيا وحركيا والمكفوفين وكذلك الأقزام إخراج شريف فتحي, واللعبة إخراج مروان عزب, وفي يوليو نعناع الجنينة تأليف وإخراج شاذلي فرح. وقدمت في يونيو الفنان فتحي عبد الوهاب في عرض بس أنت مش شامم إخراج عبير لطفي والذي توقف بعد ثلاثة أيام عرض فقط في رمضان ثم أعيد عرضه في ديسمبر علي مسرح ميامي, بينما قدمت فرقة الإسكندرية عرضي رحلة نور إخراج جمال ياقوت, والفانوس بقي صيني إخراج إسلام عبد الشفيع, وأعاد مسرح ملك تقديم رجالة وستات إخراج إسلام إمام, وأنتج شنطة سفر إخراج نهاد كمال, وفي انتظار جودة إخراج أحمد رجب. ومن جانب آخر أثبت مركز الهناجر للفنون وجوده علي الساحة المسرحية خلال عام2016 ب3 عروض فقط وهي الزومبي والخطايا العشر للمخرج طارق الدويري الذي حاز عنه في المهرجان القومي جائزة أفضل دراماتورج وشارك في المهرجان التجريبي والرمادي للمخرج عبير علي الحائز علي جائزة أفضل عرض ثان والخلطة السحرية للسعادة للمخرج شادي الدالي الذي من المقرر أن يمثل مصر في المنافسة علي جائزة أفضل عرض عربي في الجزائر يناير المقبل. كما عاد مسرح القطاع الخاص للساحة بأكثر من عرض خلال هذا العام, حيث قدم المخرج الكبير خالد جلال مع الفنان محمد رمضان والمؤلف وليد يوسف عرض أهلا رمضان علي مسرح الهرم الزعيم سابقا وأعاد للمسرح لافتة كامل العدد في أيام العرض الأولي, بينما قدم المنتج محيي زايد عرضين علي مسرح ليسيه الحرية خلال العام وهما حارة العوالم للمخرج محسن رزق والعيال كسبت للمخرج عادل عبده الذي افتتحه منذ أيام قليلة في نفس التوقيت الذي افتتح فيه جلال الشرقاوي عرضه عازب في شهر العسل.