سقوط العنتبلي

تفرغ صلاح الشهير ب العنتبلي للبحث عن مصدر يوفر له الحبوب المخدرة بدلا من اهتمامه بالزراعة التي يمتلكها وتجود عليه بالخير من إنتاج المحاصيل الحقلية والفاكهة بهدف تكوين ثروة لشراء العقارات والسيارات.
وجد العنتبلي ضالته لدي إحدي عصابات التهريب الدولية التي تجلب البرشام من الصين والهند واتفق معه علي تخصيص حصة ثابتة من الحبوب المخدرة لكي يطرحها في الأسواق بنظام الجملة.
استمر علي هذا الحال في ظل حرصه الدائم علي التمويه للابتعاد عن الأعين الشرطية لكي لا تلاحقه وحقق نجاحات كبيرة وتضخمت أمواله وأودع جزءا منها في البنوك والآخر وجهه لإقامة مشاريع تنموية لتدر عليه ربحا ثابتا ووصل جبروته لدعوة البعض من أصدقائه لمساعدته في فتح أسواق جديدة لبيع الحبوب المخدرة ونظرا لخطورته الشديدة علي المجتمع المحيط به وتعدد الشكاوي ضده وضعه رجال مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء في حيز اهتمامهم لاستهدافه متلبسا أثناء طرحه للبرشام وبعد مجهودات مضنية من البحث والتحري تمكنوا من إلقاء القبض عليه وبحوزته شحنة من الحبوب المخدرة قبل تسليمها لأحد عملائه وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق.
كان اللواء أحمد عمر مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات قد عقد اجتماعا تنسيقيا مع وكيليه اللواءين أحمد عبد الكريم ومحمد ثروت في حضور اللواء حسن عبد الرسول مساعدهم لمنطقة القناة وسيناء لفحص المعلومات الواردة إليهم بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يزاول من خلالها بيع المواد المخدرة ويتردد عليها تجار الكيف الراغبون في شراء أصنافها المختلفة وكيفية وضع الخطط المناسبة لاستهدافهم وضبطهم.
تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد سلامة رئيس منطقة الإسماعيلية لمكافحة المخدرات ووكيله العقيد عصام جبر والعقيد مفيد فوزي والرائدين علي عبد النبي وإسلام حافظ والنقيب أحمد المحمدي مفتشي المنطقة ودلت تحرياتهم علي أن المدعو صلاح الشهير بلقب العنتبلي39 سنة مزارع- سيئ السمعة سبق اتهامه في قضية شيكات بدون رصيد اتجه في السنوات الأخيرة لبيع البرشام الوارد من الخارج بكميات كبيرة لزبائنه في مختلف المحافظات وأضافت التحريات أن المتهم لديه علاقات وطيدة مع أحد أفراد عصابات التهريب الدولية لحبوب المخدرة ينتمي لأصول بدوية وعقد معه اتفاقا لمنحه حصص ثابتة من البرشام الصيني والهندي الذي يفضله الشباب المدمن لقوة تأثيره علي مزاجهم الشخصي وأشارت التحريات إلي أن العنتبلي ذاق حلاوة المال الحرام بين يديه حتي أعمي بصيرته عن إعلان توبته والاكتفاء برعاية الأرض الزراعية التي يمتلكها وإنتاجها الوفير الذي يطرحه في الأسواق وصمم علي الاستمرار في بيع الحبوب المخدرة لعملائه الكبار بالجملة وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد مفتشو مكتب مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء أكمنة ثابتة ومتحركة في الأماكن التي يتردد عليها وأثناء سيره بدراجته البخارية علي مقربة من جمعية العاشر من رمضان الزراعية نصبوا له كمينا لاستيقافه وحاول الفرار منهم لكنهم حاصروه حتي استسلم لهم وبتفتيشه عثر معه علي كميات من علب الحبوب المخدرة المدرجة في جدول المخدرات فئة أ وقتها أصيب بالدهشة وتلعثم ولم يستطع النطق بكلمة واحدة وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في المخدرات بقصد التربح من ورائها وأرشد عن المصدر السري الذي يتعامل معه تمهيدا لاستهدافه وبعرضه علي عبد الرحمن عماد وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف كمال الشناوي رئيس نيابة مركز الإسماعيلية الذي أمر بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيق.