أحسنت أسرة إبراهيم الشهير بلقب الدكتور تربيته عندما كان صغيرا وقضي مراحل تعليمه المختلفة حتي تخرج من الجامعة وبدأ يمارس حياته الطبيعية يبحث عن عمل لكي يكسب منه الرزق والتحق بإحدي شركات التوريدات الطبية ونال رضا أصحابها الذين اعتمدوا عليه في بيع المستلزمات الخاصة بالعيادات والأدوية وحقق نجاحات لا بأس بها في وظيفته التي أنعشت أحواله المادية وفجأة لعب الشيطان في رأسه عندما همس أحد أصدقائه في أذنه وطلب منه توفير البرشام المخدر خارج الحصص المقررة التي يقوم بتوزيعها بالمستندات علي الصيدليات ووجد في البداية حرجا ورهبة لاسيما وأن هناك تعليمات مشددة ألا يتصرف في العهدة الموجودة لديه دون تسليمها لمستحقيها وتخلي عن حرصه الزائد في العمل ووافق علي تدبير الكميات اللازمة من حبوب الترامادول تمهيدا لترويجها مقابل مبالغ مالية مضاعفة عن سعرها الحقيقي ووجد رواجا في توزيع البرشام بين تجار الكيف الذين عقدوا معه الصفقات الكبيرة لدرجة دفعته للتواصل مع عصابات التهريب الدولية لجلب الحبوب المخدرة المنتجة في الصين والهند تمهيدا لطرحها في الأسواق ونظرا لخطورته وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب استهدافهم ونجح رجال مباحث الإسماعيلية في استهدافه والقبض عليه متلبسا ومعه كميات كبيرة من البرشام المخدر قبل طرحه بالجملة لعملائه وتحرر المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيق. كان اللواء أحمد عمر مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات قد عقد اجتماعا تنسيقيا مع وكيليه اللواءين أحمد عبد الكريم ومحمد ثروت في حضور اللواء حسن عبد الرسول مساعدهم لمنطقة القناة وسيناء لفحص المعلومات الواردة إليهم بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يزاول من خلالها بيع المواد المخدرة ويتردد عليها تجار الكيف الراغبين في شراء أصنافها المختلفة من الهيروين والحشيش والأفيون والبانجو والبرشام تمهيدا لطرحها في الأسواق للشباب وكيفية وضع الخطط المناسبة لاستهدافهم وضبطهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة للقصاص منهم. وعلي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد سلامة رئيس منطقة الإسماعيلية لمكافحة المخدرات ووكيليه العقيد عصام جبر والعقيد مفيد فوزي والرائدين إسلام حافظ وعلي عبد النبي والنقيب أحمد المحمدي مفتشو المنطقة ودلت تحرياتهم أن إبراهيم الشهير بلقب الدكتور 44 سنة يعمل بإحدي شركات التوريدات الطبية- ليس له قضايا تبديد تحول منذ سنوات للاتجار في الحبوب المخدرة علي نطاق واسع في الصيدليات سيئة السمعة التي يلجأ أصحابها لترويج الحبوب المخدرة في الخفاء وأضافت التحريات أن المتهم يجلب كميات كبيرة من البرشام عن طريق الموانئ البحرية والمنافذ الحدودية وإعادة بيعه لزبائنه الذين يتوافدون عليه من أماكن متعددة للحصول علي احتياجاتهم من البرشام بالجملة والقطاعي وأشارت التحريات إلي أن الدكتور شديد الحيطة والحذر ولا يتعامل مع أي فرد لا يعرفه مسبقا لكي لا يقع في قبضة الأجهزة الأمنية التي حاولت جاهدة في أكثر من مرة القبض عليه لكنه يهرب منها بحيله المتعددة ويستمر في ترويجه للحبوب مستغلا استقلاله السيارات الحديثة ومظهره الحسن وادعاءه بأنه خريج بإحدي كليات الطب لاكتساب ثقة زبائنه وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد مفتشو مكتب مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء أكمنة ثابتة ومتحركة في المناطق التي يتردد عليها وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا نحوه متخفين في ملابسهم المدنية وعند منطقة القومسيون الطبي بحي الشيخ زايد قاموا باستيقافه وبتفتيشه عثروا معه علي كميات كبيرة من الحبوب المخدرة المعدة للبيع وأصيب وقتها بالدهشة والذهول وتذكر ضياع مستقبله وتلويث سمعة عائلته الكبيرة وتم اقتيادة وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في البرشام المخدر بقصد التربح من ورائه وبعرضه علي مجدي عبد الشافي وكيل النيابة العامة باشر معه التحقيقات بأمانة سر أحمد أبو المجد وبإحالته إلي محمد النحاس رئيس نيابة ثان وثالث أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.