نشأ أحمد وسط أسرة بسيطة لها عاداتها وتقاليدها الحميدة وعندما اشتد عوده ظل يحلم بالثراء السريع وأن تكون لديه عقارات وسيارات وحسابات في البنوك وحاول جاهدا بشتي الطرق أن يحقق ما يصبو إليه من طموح إلا أنه فشل بعد أن تنقل من عمل لآخر ولم يستقر في حرفة بعينها ووسط الظروف المعاكسة التي عاشها. تعرف علي مجموعة من أصدقاء السوء الذين يعقدون جلسات لتعاطي المخدرات والحديث عن علاقاتهم النسائية واندمج معهم وأخبروه بقدرته علي الكسب السريع عبر ترويج البرشام المخدر وبدون تفكير في العواقب الوخيمة التي قد تحل به رحب بنصيحتهم وشرحوا له كيفية التعامل مع المصادر السرية الموجودة علي مقربة من الموانئ البحرية تترقب وصول الشاحنات المهرب بداخلها البرشام الوارد من الصين والهند للحصول علي احتياجاته من هذا المخدر, تمهيدا لطرحه في الأسواق ونجح في الهدف الذي رسمه رفاقه له وأصبح في فترة قصيرة من المشهورين في بيع الحبوب المخدرة ويتردد عليه زبائنه من مناطق يقصدونه دون غيره لشراء هذا الصنف من المخدرات وسقط في قبضة الأجهزة الأمنية متهما في قضايا مخدرات وعندما خرج من السجن قبل عدة أشهر رفض إعلان توبته وأصر علي المضي في تجارة الكيف التي اعتبرها الوسيلة الوحيدة لإنعاش أحواله المادية ونظرا لخطورته الشديدة في ترويج الحبوب المخدرة والشكاوي المتعددة ضده وضعته مصلحة الأمن العام علي قائمة المطلوب استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من إلقاء القبض عليه متلبسا وبحوزته كميات من البرشام وسلاح أبيض وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق معه. كان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر إجرامية ثابتة ومتحركة يتردد عليها تجار الكيف لشراء ما يلزم من أصناف المخدرات الهيروين والحشيش والبانجو والبرشام تمهيدا لترويجها للشباب المدمن من الجنسين لتحقيق أرباح مادية. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميدين محمود فاروق رئيس مباحث الإسماعيلية وإبراهيم صدقي مأمور مركز الضواحي ضم المقدم محمود رحيل رئيس المباحث النقباء محمد فتحي ومحمد أسامة وأحمد الطحاوي ومحمد جبر ومحمد الشافعي ودلت التحريات أن المدعو أحمد27 سنة عاطل- مقيم في أبو عطوة سبق اتهامه في مشاجرة وقتل ومخدرات وخرج من السجن قبل عام ونصف العام ولم يجد العمل المناسب الذي يساعده لسداد الديون المتراكمة عليه أثناء فترة وجوده في محبسه وعاد من جديد يروج المواد المخدرة وتخصص في البرشام لسهولة الحصول عليه وكثرة زبائنه عن الأصناف الأخري التي يصعب جلبها وتسويقها. وأضافت التحريات أن المتهم يتمتع بغلظة القلب ويهدد من يحاول إفشاء سره بالإيذاء البدني إذا أقدم علي الإبلاغ عنه وعاش وسط جيرانه يأمر وينهي ويبيع الحبوب المخدرة لعملائه الذين يتوافدون عليه علي مدي النهار والليل بالحصول علي متطلباتهم من البرشام بأسعار مخفضة وبالكميات التي يريدونها. وأشارت التحريات أن تاجر البرشام شديد الحيطة والحذر في تعاملاته ويستخدم هاتفه المحمول في التواصل مع زبائنه لدعوتهم لمقابلته ومنحهم ما يلزم من البضاعة التي اعتاد علي بيعها لهم وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في المناطق التي يتواجد بها تاجر الكيف وتمت مراقبته جيدا حتي يتم استهدافه وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه متخفين في زي أولاد البلد وقاموا بمداهمته والإمساك به متلبسا وبتفتيشه عثروا معه علي كميات من البرشام المخدر ومطواة يستخدمها في إرهاب عملائه إذا حدث خلاف معهم وتم اقتياده وسط حراسة أمنية مشددة وفرحة من جيرانه لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في الحبوب المخدرة بقصد التربح من ورائها وحيازته للسلاح الأبيض للدفاع عن النفس وبعرضه علي محمد عبد الهادي وكيل النيابة العامة باشر التحقيقات معه تحت إشراف محمد أبو طه رئيس نيابة مركز الإسماعيلية الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق مع مراعاة التجديد له في الميعاد.