ينتمي أبو الحمد لأسرة متوسطة الحال لم يتخيل والداه أن يكون نجلهما عنصرا إجراميا خطيرا بعد أن وفرا له حياة كريمة والتحق عقب تخرجه بإحدي الوظائف الحكومية بمحل إقامته ببورسعيد وراح يرتكب وقائع جنائية متعددة في مجال السرقات العامة وتجارة المخدرات وما يلبث الخروج من قضية الا ويدخل في الأخري حتي تم فصله من عمله وتفرغ بعدها للاتجار في الحبوب المخدرة, وتوسع في نشاطه وأصبح من كبار مروجي البرشام بأنواعه في المحافظات يتوافد عليه زبائنه ويطلبون شراء كميات منه. ونظرا لخطورته وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب استهدافهم من أفعاله وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من إلقاء القبض عليه متلبسا في أحد المنازل الريفية بقرية الشروق وعثر بحوزته علي كميات كبيرة من الأقراص المخدرة. كان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة ومناقشة المعلومات الواردة لهما عن وجود بؤر يتردد عليها المدمنون من الجنسين للحصول علي المواد المخدرة. تم تشكيل فريق بحث تحت إشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدم أحمد محيي رئيس العمليات والرائد محمود علي رئيس مباحث القصاصين ومعاونيه النقباء محمود عبد اللطيف وهاني الغندور ومصطفي جبر ومحمد سعد ودلت تحرياتهم أن المدعو أبو الحمد59 سنة موظف مفصول من أبناء بورسعيد مسجل شقي خطر فئة أ له74 قضية مخدرات وسرقات عامة هرب من محل إقامته قبل أربعة أشهر لكي يسكن في عزبة النجع بقرية الشروق واستأجر منزلا واصطحب أولاده معه وبدأ يستقبل زبائنه الذين يتوافدون عليه من أماكن متفرقة لشراء الحبوب المخدرة. وأضافت التحريات أن جيران المتهم لم يتخيلوا أن يكون من كبار تجار الكيف واعتقدوا أنه يعمل في مجال سمسرة الأراضي بعد مشاهدتهم للسيارات الوافدة إليه في أوقات مختلفة من النهار والليل وأشارت التحريات إلي أن أبو الحمد شديد الحيطة والحذر في تعاملاته ويعتمد علي هاتفه المحمول للتواصل مع عملائه لكي يلتقيهم بمنزله الجديد الأكثر أمنا عن محل إقامته السابق في بلده بورسعيد. أعد ضباط المباحث بالاشتراك مع رجال الشرطة السريين أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط منطقة سكن المتهم وعندما حانت ساعة الصفر توجهوا إليه بملابسهم المدنية وتم ضبطه متلبسا وبحوزته كميات كبيرة من البرشام قبل بيعها لزبائنه وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات والذهول والحسرة تكسو وجهه. وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات اعترف تفصيليا بالاتجار في البرشام الذي يعد مصدره الوحيد للثراء السريع وبعرضه علي كمال الشناوي رئيس نيابة التل الكبير أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.