لم يحترم شلبي منصبه البارز في قطاع حكومي هام من المفترض أن تكون تعاملاته مع الآخرين تتسم بالنزاهة والأخلاق الكريمة حفاظا علي موقعه وانتماءه لعائلة ليس من بينها فرد سلك طريق الإجرام. واستغل الأحداث السياسية التي تمر بها البلاد في الثلاثة أعوام الأخيرة ولعب الشيطان في عقله بعد أن تعرف علي بعض عصابات التهريب الدولية للحبوب المخدرة وأغواه أعضائها أن يعمل معهم ويمدوه بالكميات الكبيرة لكي تغطي حاجة السوق الذي سوف يروج داخله بضاعته المحرمة ونجح في تجنيد فرارجي لمساعدته في تخزين وترويج البرشام المخدر ونظرا لعدم وجود أي سوابق لهما قاما بتوسيع نشاطهما الآثم وتخطت شهرتهما حيز محل إقامتهما وأصبحا من الأثرياء بعد أن تضخمت ثروتهما وامتلكا بسببها الأراضي والعقارات ولم يشعر المقربين لهما أنهما من كبار تجار الكيف وظلا علي هذا الحال حتي تم رصدهما من قبل رجال مباحث الإسماعيلية الذين ضبطوا الفرارجي متلبسا وبحوزته كمية كبيرة من الحبوب المخدرة ولا زال البحث جاريا عن شريكه الأكبر وتحرر محضرا بالواقعة وأحيل المتهم للنيابة العامة. وكان اللواء محمد العناني مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع نائبه اللواء عمرو حمزة في حضور العميد محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي للوقوف علي كيفية القضاء النهائي وملاحقة البؤر الإجرامية التي يروج من داخلها المواد المخدرة بمختلف أصنافها خاصة البرشام المخدر الذي يدمر عقول الشباب ويدفعهم لارتكاب أعمال العنف. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد ممدوح حامد رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد هشام طايل مفتش المباحث الجنائية والمقدم هاني حمودة رئيس مكتب مكافحة المخدرات والرائد محمود رحيل رئيس مباحث القصاصين ودلت التحريات أن المدعو شلبي45 سنة يعمل في وظيفة حكومية مرموقة ليس له سجل إجرامي ارتبط بعلاقات مع بعض من عصابات تهريب الحبوب المخدرة عن طريق المنافذ الحدودية والموانئ البحرية الذين اتفقوا معه علي منحه كميات ضخمة من علب برشام الترامادول والتامول المصنع في الصين والهند بدون مواصفات طبية وأضافت التحريات أن الموظف الحكومي اقنع محمد35 سنة فرارجي يسكن بالقصاصين المحطة لمساعدته في ترويج الحبوب المخدرة بعد وضعها في مخزن سري وتكليفه بتسليم البضاعة بالجملة لعملائهما الذين يتوافدوا عليهما من داخل المحافظة وخارجها لشراء ما يلزم بأسعار مخفضة ليس لها مثيل في أماكن أخري واتسع نشاط المتهمين وبدأ في توزيع كراتين البرشام المخدر بأعداد وفيرة حققت لهما أرباح مادية طائلة وأشارت التحريات إلي أن شلبي الموظف الحكومي المرموق ومحمد الفرارجي اعتمدا علي عدد من الناضورجية لكي يحددوا لهما أي أشخاص غريبة قد تقترب من المخزن السري الذي يمتلكونه حتي لا ينفضح أمرهما ودوما تكون اتصالاتهما بزبائنهما باستخدام الهواتف المحمولة وتوصيل الكميات التي يريدونها بطرق يتبع فيها التمويه والخداع حتي يأمنا من الملاحقات الأمنية في حالة الإرشاد عنهما وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط الجناة وأعد النقباء أحمد شاهين ومحمود علي ومحمود محفوظ ومحمد صيام ومحمود عبد اللطيف معاونو مباحث القصاصين أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط مخزن تجار الكيف وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا نحوهما بشكل مفاجئ ولم يجدوا في محل تخزين الحبوب المخدرة سوي المتهم الثاني وأمسكوا به وعثروا معه علي كمية كبيرة من علب الترامادول والتامول ومبلغ مالي واقتادوه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات واعترف بالدور الذي يلعبه مع شريكه الأول شلبي الذي هرب لجهة غير معلومة وجار ملاحقته للقبض عليه وبإحالة الفرارجي إلي محمد يحيي مدير نيابة التل الكبير أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق. رابط دائم :