لم يقتنع أحمد بالرزق الذي يأتي إليه من محل الحلوي وراح يفكر في تحقيق مكسب مالي سريع لسداد الديون المتراكمة عليه ونصحه أصدقاء السوء قبل عامين أن يستغل الانفلات الأمني ويروج الحبوب المخدرة التي يقبل عليها الشباب من الجنسين وأرشدوه عن مصادر جلبها ونجح في وقت قصير أن يفتتح سوقا يطرح من خلاله أصناف الحبوب المخدرة المختلفة من ترامادول وتامول وبرامول المهرب عبر الحدود البرية والموانئ البحرية للبلاد والوارد من الصين والهند وتوافد عليه المدمنون لشراء احتياجاتهم اللازمة من البرشام وانتعشت جيوبه بالمال الحرام واستقطع منه جزءا أنهي به السلف المادية التي حصل عليها من أقاربه وزملائه في مهنة التجارة وخص الباقي لاقتناء الأجهزة المنزلية والكهربائية وظل علي هذا الحال حتي سقط متلبسا في قبضة رجال مباحث الإسماعيلية وبصحبته السائق الذي يتعامل معه لنقله مابين محل إقامته ومصادره السرية وعثر بحوزته علي كمية كبيرة من الحبوب المخدرة, وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء محمد عيد مدير أمن الإسماعيلية عقد اجتماعا مع نائبه اللواء محمد عناني والعميد هشام الشافعي مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة محاصرة أوكار تداول البرشام المخدر للقضاء عليها نظرا لخطورتها البالغة علي الشباب صحيا وأمنيا. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميدين ممدوح حامد رئيس مباحث الإسماعيلية ومصطفي صلاح مأمور مركز القصاصين ضم العقيد طارق الطحاوي وكيل إدارة البحث والرائدين محمود رحيل رئيس مباحث القصاصين وفهمي عبد الصمد رئيس مباحث التل الكبير ودلت التحريات أن المدعو أحمد31 سنة يمتلك محلا لبيع الحلوي بأبو عطوة وفجأة تبدلت أحواله من التجارة الحلال لترويج الحبوب المخدرة من داخل متجره الذي يتوافد عليه المدمنون بمختلف الأعمار للحصول علي احتياجاتهم من البرشام وأضافت التحريات أن المتهم شديد الحيطة والحذر ويستعين بناضورجية لمراقبة الوافدين عليه لكي يبقي في مأمن من نشاطه المأثوم وأشارت التحريات إلي أن أحمد استعان بصديق يدعي محمد43 سنة سائق- يسكن في ذات المكان لمساعدته في جلب البضاعة من مصادر سرية علي حدود محافظتي الإسماعيلية والشرقية ويخفيها داخل سيارته ويتقاضي مبلغ لا بأس به عن كل عملية ينفذها وأشارت التحريات إلي أن تاجر الحبوب المخدرة حدث صديقه السائق عن مشوار عاجل يقومون خلاله بإحضار برشام عائلة الترامادول ولم يمانع في تلبية مطلبه واتفق علي الموعد المحدد واتجه صوب أحد تجار الجملة الشهير بتسليم الحبوب المخدرة للراغبين في بيعها بنظام القطاعي وحصل منه علي مجموعة لابأس بها من البرشام المخدر قدرت بالآلاف وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهمين وأعد النقيبان خالد شعلان وسليمان عيسي معاونا مباحث التل أكمنة ثابتة ومتحركة بمركز ومدينة القصاصين بمساعدة رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر نجحا في الإمساك بالجناة وبحوزتهما الحبوب المخدرة وباقتيادها إلي غرفة التحقيقات اعترف تفصيليا كل عن الآخر بالاتجار في الحبوب المخدرة وأمر أحمد سعفان وكيل النيابة العامة بإشراف المستشار محمد يحيي مدير نيابة التل حبس المتهمين أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهما في الميعاد ومصادرة المضبوطات.