ربما تذكرك مسيرة الموسيقار المتفرد عمر خورشيد بمسيرة أحد لاعبي الكرة المشاهير, موهوب بشكل منقطع النظير, لكن يرتبط ببحر من المشكلات وعلامات الاستفهام مما يجعل الحديث عن موهبته يضيع وسط الحديث عن ألغازه. مبكرا عرف خورشيد المولود عام1954 طريقه إلي النجومية, وبمجرد انتهاء دراسته للفلسفة ثم التحاقه بالمعهد اليوناني للموسيقي, وقف خلف أم كلثوم شخصيا عازفا للجيتار, وهو في العشرين من عمره منتصف الستينيات, في أول ظهور للجيتار الكهربائي بمصاحبة الست. وبرغم أن خورشيد كان من الذين امتلكوا سر الجيتار, فإن وسامته رشحته ليمتد عمله إلي السينما, فيظهر في فيلم ابنتي العزيزة مع رشدي اباظة ونجاة الصغيرة( إخراج حلمي رفلة1971). وتصل شهرته إلي أوسع مدي قبل أن يكمل العقود الثلاثة. ثم يبدأ اسمه يتردد في عالم النميمة, بشكل لايمنح لموهبته فرصة الاكتمال, فعمر هو نجل المصور أحمد خورشيد, الذي تزوج اعتماد خورشيد الشهيرة, التي يتردد اسمها من حين لآخر بأحاديث عن الانحرافات وما إلي ذلك, اعتماد خورشيد شاهدة علي انحرافات صلاح نصر.. انحرافات صفوت الشريف, وهلم جرا. ويختلط الأمر بالمهتمين فيتحدثون عن عمر باعتباره نجلها, وهو غير صحيح, وإن كان شقيقا لأولادها من ناحية الأب. ثم يظهر اسم عمر مرتبطا بالفنانة ميرفت أمين كزوج لها, ثم بملكة جمال الكون جورجينا رزق التي تتسبب في طلاقه من ميرفت أمين, قبل أن يتزوج الفنانة مها أبوعوف. أما شقيقه أحمد خورشيد فيتزوج الفنانة علا رامي, التي تنجب منه ابنها عمر خورشيد الصغير, مما يجعلها تخفي أخبار زواجها بعد طلاقها من أحمد حتي زواجها الأخير من بالمطرب أبوالليف! ثم يظهر اسم عمر في تلك الرحلة المشئومة للرئيس السادات إلي إسرائيل1977 التي جلبت النحس للكثير من أعضائها لم يكن خورشيد مصاحبا للرئيس الراحل فحسب بل عزف هناك مقطوعات موسيقية من تأليفه. كل هذا حدث قبل أن تظهر الفنانة المحبوبة شيريهان, وبرغم شعبيتها الكبييرة إلا أن ظهورها كان مرتبطا بخورشيد الذي عرفها للجمهور باعتبارها شقيقته من الوالدة, وهو الأمر الذي شكك فيه الكثيرون ربما لأن اسم خورشيد اقترن دائما بعلامات الاستفهام. وعندما وصل عمر إلي سن السادسة والثلاثين وفي29 مايو1981 كان رصيده وقتها عددا من الأعمال الفنية موزعا ما بين التأليف الموسيقي والعزف والتمثيل في السينما والتليفزيون, يتعرض لحادث سيارة مأسأوي في نهاية شارع الهرم ينتقل علي اثره لمستشفي العجوزة ليفارق الحياة فورا. قيل وقتها إن الحادث مدبر لأسباب شخصية, وقيل إنه اغتيال سياسي شبيه باغتيال الكاتب يوسف السباعي عقابا له علي رحلة إسرائيل, قيل كلام كثير, لكن الحكم كما يقولون هو عنوان الحقيقة, والحكم كان بأنه مجرد حادث سير نتيجة قيادة طائشة وربنا يرحم الجميع.