قفزة جديدة بجميع الأعيرة.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة وعيار 21 الآن بالمصنعية    «نقل الكهرباء» توقع عقدًا جديدًا لإنشاء خط هوائي مزدوج الدائرة    التشكيل الرسمي لقمة الإنتر ضد ريفر بليت فى كأس العالم للأندية    حماس تدعو السلطة الوطنية الفلسطينية للإفراج الفوري عن كافة المقاومين والمعتقلين السياسيين    لحظة حنية.. «ترامب» يتعاطف مع صحفية أوكرانية يقاتل زوجها في الحرب ضد روسيا    ثنائي هجومي في تشكيل الإنتر لمواجهة ريفر بليت    بعد إعلان رحيله.. ماذا قدم المثلوثي في 153 مباراة بقميص الزمالك؟    مؤتمر إنزاجي: سنحاول استغلال الفرص أمام باتشوكا.. وهذا موقف ميتروفيتش    يورو تحت 21 عاما - من أجل اللقب الرابع.. ألمانيا تضرب موعدا مع إنجلترا في النهائي    شديد الحرارة وتصل 41 درجة.. تحذير بشأن حالة الطقس اليوم الخميس    إليسا تهنئ نادر عبدالله بعد تكريمه من «ساسيم»: «مبروك من نص قلبي»    بمناسبة العام الهجري الجديد.. دروس وعبر من الهجرة النبوية    تمريض حاضر وطبيب غائب.. رئيس الوحدة المحلية لنجع حمادي يفاجئ وحدة الحلفاية الصحية بزيارة ليلية (صور)    قافلة طبية لعلاج المواطنين بقرية السمطا في قنا.. وندوات إرشاية لتحذير المواطنين من خطر الإدمان    مينا مسعود يزور مستشفى 57357 لدعم الأطفال مرضى السرطان (صور)    إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تُلزم بإضافة تحذير عن خطر نادر للقلب بسبب لقاحات كورونا    صحة مطروح تنظم احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالدم    صوت بلغاريا مع أنطاكية.. البطريرك دانيال يندد بالعنف ويدعو إلى حماية المسيحيين    الزمالك يستقر على قائمته الأولى قبل إرسالها لاتحاد الكرة    وزير الشباب يهنئ أبطال السلاح بعد حصد 6 ميداليات في اليوم الأول لبطولة أفريقيا    «كوتش جوه الملعب».. ميدو يتغنى بصفقة الأهلي الجديدة    «الشؤون العربية والخارجية» بنقابة الصحفيين تعقد أول اجتماعاتها وتضع خطة عمل للفترة المقبلة    رئيس البرلمان الإيراني: الوكالة الدولية للطاقة الذرية سربت معلومات عن المراكز النووية الإيرانية لإسرائيل    تامر عاشور ل جمهور حفله: «اعذروني.. مش قادر أقف» (فيديو)    الدفاعات الإيرانية تسقط طائرة مسيّرة مجهولة قرب الحدود مع العراق    مع إشراقات العام الهجري الجديد.. تعرف على أجمل الأدعية وأفضلها    ضياء رشوان: ترامب أدرك عجز إسرائيل عن الحسم مع إيران وحوّل الأزمة لفرصة دبلوماسية    الكرملين: كوبا ومنغوليا والإمارات وأوزبكستان يشاركون في قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي    محافظ قنا يتفقد مشروع تطوير ميدان المحطة.. ويؤكد: نسعى لمدينة خضراء صديقة للبيئة    رئيس شركه البحيرة يتفقد عدد من الفروع التابعة لقطاع الساحل الشمالي    3 أيام متتالية.. موعد إجازة ثورة 30 يونيو 2025 للقطاع العام والخاص بعد ترحيلها رسميًا    مصطفى نجم: الزمالك يسير بخطى ثابتة نحو استقرار كروي شامل    رئيس هيئة الدواء المصرية: نحرص على شراكات إفريقية تعزز الاكتفاء الدوائي    حادث تصادم..وفاة وإصابة 5 أشخاص من أسرة واحدة بالمنيا    عاجل- هل حررت مها الصغير محضرًا رسميًا ضد طليقها أحمد السقا؟ (تفاصيل)    إصابة 10 أشخاص إثر تصادم سيارتين فى الإسماعيلية    إصابة 11 شخص من كلب ضال فى الغربية    خبير ذكاء اصطناعي: التكنولوجيا تحولت لسلاح رقمي لنشر الفوضى واستهداف الدول العربية    ابنة وزير شؤون مجلس الشورى الأسبق تكشف تفاصيل مشكلة بشأن ميراث والدها.. ومحامية تعلق    أخبار كفر الشيخ اليوم.. المؤبد لطالب أنهى حياة آخر    ضياء رشوان: إيران وأمريكا لم تعودا خصمين    محمد رمضان: رفضت عرضًا ب 4 ملايين دولار في الدراما علشان فيلم «أسد» (فيديو)    بلاغ رسمي ضد أحمد السقا.. طليقته تتهمه بالاعتداء عليها وسبّها أمام السكان    جمال الكشكي: سياسة مصر تدعم الاستقرار وتدعو دائما لاحترام سيادة الدول    ممر شرفي من المعتمرين استعدادا لدخول كسوة الكعبة الجديدة (فيديو)    بعد الانفصال... وليد سامي يستعد لطرح أغنية "أحلام بسيطة"    براد بيت يكشف الكواليس: لماذا تنحى تارانتينو عن الإخراج وتولى ديفيد فينشر مهمة "مغامرات كليف بوث"؟    رسميًا بعد الهبوط الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 26 يونيو 2025    مروة عبد الجواد: الإنسان يتحرك داخل قفص تاريخه الرقمي في زمن الذكاء الاصطناعي    مع حلول العام الهجري الجديد 1447ه.. متى يبدأ رمضان 2026 فلكيًا؟    دار الإفتاء تعلن اليوم الخميس هو أول أيام شهر المحرّم وبداية العام الهجري الجديد 1447    دعاء العام الهجري الجديد 1447ه مستجاب.. ردده الآن لزيادة الرزق وتحقيق الأمنيات    لجنة إعداد الانتخابات بتحالف الأحزاب المصرية في حالة انعقاد مستمر    30 مليون يورو قرض أوروبي لمؤسسة ألمانية تغذي صناعة السيارات    محافظ الإسماعيلية يشهد الاحتفال بالعام الهجري الجديد بمسجد الروضة الشريفة    شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والأمتين الإسلامية والعربية بالعام الهجري الجديد    مجمع إعلام شمال سيناء يحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو "إرادة شعب.. حماية وطن ".. اعرف التفاصيل (صور)    النيابة العامة بالمنيا تقرر تشريح جثة مدير المخلفات الصلبة بالمحافظة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملف النهايات المأساوية لأهل الفن
نشر في الفجر يوم 12 - 04 - 2011

عدة "طعنات" وصرخات مكتومة وفاعل قيد الحبس انضم بها مصمم الأزياء محمد داغر إلى قائمة مشاهير الفن أصحاب النهايات المأساوية المفجعة والألغاز المثيرة التي لم يتم التوصل إلى فك طلاسمها حتى الآن رغم تعاقب الشهور ومرور السنوات..
ومع كل حكاية مواقف وتفاصيل شتى تأرجحت بين وهج بداية رائعة تعد بالسعادة ونهاية مأساوية مغلفة بالغموض والإثارة تلتحم بقصص إنسانية اعتادتها البشرية منذ الأزل أو ما يعرف ب"الحقيقة الغائبة"..
وبات السؤال: لماذا يحيا المشاهير بذلك الزخم من المتابعة الجماهيرية لحركاتهم وسكناتهم ثم تحمل نهايتهم تلك الخاتمة المأساوية؟، ولماذا تكون الحياة لديهم أضواء وفلاشات مصورين، ومعجبين، وأيادي تصفق، وأبواباً مفتوحة في كل مكان أما النهاية فهي ليست سوداوية فحسب ولكنها قد تأتي أيضاً بعد معاناة وشقاء..؟
ومازال التحقيق مستمراً

بين الفن وتصميم الأزياء عاش محمد داغر حياة صاخبة في بؤرة الأضواء والشهرة ليأتي سيناريو النهاية على نفس القدر من الصخب والضجيج بعد أن عثر عليه جثة هامدة غارقاً في الدماء داخل شقته مصاباً بعدة طعنات في جسده، ولا يمر سوى 48 ساعة على اكتشاف الجريمة لتقوم الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على القاتل ويدلي باعترافات تفصيلية حول أسلوب وطريقة ارتكابه للجريمة إلا أنه مع استمرار التحقيقات مازال الغموض يكتنف مجريات القضية حول الدوافع والأسباب الحقيقية للجريمة بين السرقة والدفاع عن النفس والشذوذ الجنسي..

سوزان والمصير القاتل
لم تكن سوزان تميم سوى واحدة من المطربات العربيات اللواتي يقبعن تحت أضواء الشهرة والنجومية المتوهجة لكن بين عشية وضحاها تحولت حدوتة ست الحسن والجمال إلى سيناريو حزين مؤلم يحبس الأنفاس بعد أن لقيت مصرعها في ظروف غامضة وبأسلوب وحشي حيث اقتحم عليها القاتل شقتها في دبي وصوب إليها طعنات نافذة بواسطة السكين في وجهها ومناطق متفرقة في جسدها حتى انفصل رأسها عن جسدها في مشهد ميلودرامي يعيد إلى الأذهان النهايات المفجعة التي مازال الغموض يكتنف مكنونات الغالبية العظمى منها باعتبار أن سيناريو القضية مازال مفتوحاً في انتظار اسدال كلمة النهاية من جانب القضاء المصري لكل من محسن السكري ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفى بعد حكم سابق عليهما بالإعدام ثم تخفيفه إلى الحبس 15 عاماً وفي انتظار حكم النقض النهائي..
الفاعل مجهول
تكرر نفس سيناريو النهاية المؤلمة المغلفة بالغموض والإثارة مع المخرج نيازي مصطفى أحد رواد وعمالقة فن الإخراج في مصر وصاحب الرصيد الوافر من كلاسيكيات السينما المصرية التي تربو على155 فيلماً فقد تم العثور عليه مقتولاً داخل شقته في حادثة كانت مثار حديث الرأي العام لعدة سنوات من فرط بشاعتها إذ راح المخرج السينمائي الشهير ضحية جريمة غامضة مازالت حتى الآن تمثل لغزاً صعباً لم تنفك طلاسمه بعد حياة حافلة صاخبة وحكايات غرامية أشبه بحكايات ألف ليلة وليلة مع فاتنات الوسط الفني..
المثير أن نيازي مصطفى الذي اعتاد توجيه أبطال أفلامه من وراء الكاميرات لم يكن يتوقع أن يكون هو بطل المشهد الأخير في حياته وليس المخرج مثلما تعود بعد أن عثر عليه جثة هامدة بجوار سرير غرفة نومه وسط بحر من الدماء حيث تبين إصابته بالعديد من الطعنات الغائرة في منطقة الصدر والبطن بينما يداه مقيدتين من الخلف بقطعة قماش وفوطة السفرة ملفوفة حول عنقه..
وبعد عدة أشهر من البحث والتحقيقات المتواصلة أصدر النائب العام قراره بحفظ التحقيق في القضية وقيدها ضد مجهول بعد أن عجزت الشرطة عن كشف ملابسات الحادث المأساوي لعدم التوصل إلى أي دليل او قرينة ضد أي شخص..
ومازالت حادثة مصرع المطربة المغربية سميرة مليان إثر قيام مجهول بإلقاءها من شرفة منزل الموسيقار الراحل "بليغ حمدي" عارية تماماً بعد سهرة ساخنة كان فيها عدد كبير من الشخصيات العربية حاضرة في الأذهان كأحد الأمثلة على النهايات المفجعة عند أهل الفن، وقد توجهت أصابع الإتهام للملحن الراحل الذي أقسم بأغلظ الايمان بأنه لم يكن يعرف شيئاً وترك الحفل الذي أقيم بمنزله للخلود للنوم ولم يكن يعلم أن الحسناء المغربية ذهب الخمر بعقلها وجعلها تتجه إلى شرفة المنزل بعد مشاجرة مع صديقها الثرى العربي لتقذف بنفسها بعد أن خلعت ملابسها تماماً لكن إزاء ضغوطات الصحافة وغضب الرأي العام اضطر إلى الهروب إلى إنجلترا ثم فرنسا خوفاً من السجن ليستقر هناك طيلة خمس أعوام حتى سقط عنه الإتهام ويحظى بحكم البراءة قبل سنوات قليلة من رحيله عن عالمنا وتم قيد الحادثة على أنها انتحار نتيجة تناول المسكرات..
وكانت الدلائل آنذاك تشير إلى وجود علاقة زواج عرفي بين بليغ وسميرة عقب انفصاله عن المطربة وردة الجزائرية بينما رمى البعض الآخر أنه كان مجرد وسيط بينها وثري عربي قتلها لخلاف معها، وأياً ما تكن الحقيقة فقد دفنت مع سميرة وبليغ إلى الأبد..
مذبحة الزمالك
كان كل شيء يبدو هادئاً في شارع محمد مظهر الذي يعتبر واحداً من أرقى الشوارع في حي الزمالك الهاديء، ولم يكن هناك من يتوقع أن يحدث شيء غير عادي يكسر هذا الروتين اليومي، إلى أن توقفت سيارة بيضاء مرسيدس في فجر يوم الجمعة الموافق 28 نوفمبر 2003 ونزل صاحبها ودخل إلى إحدى العمارات ولم تمض دقائق حتى ملأت أصوات طلقات نارية سريعة متتالية خرجت من بندقية كلاشينكوف وتلاها بعد فترة صمت قصيرة صوت طلقة طبنجة مكتومة، وكان حصاد الطلقات أربعة قتلى هم المطربة التونسية ذكرى، وزوجها رجل الأعمال أيمن السويد، ومدير أعماله عمرو الخولي، وزوجته خديجة فيما عرف ب"مذبحة الزمالك" التي ارتكبها أيمن السويدي قبل أن ينتحر بإطلاق النار من طبنجة وضعها داخل فمه..
ومع رحيل أيمن السويدي مرتكب الحادث فقد رحل معه السر الرهيب الذي دفعه لإرتكاب جريمته المروعة وكذلك الأسباب الخفية التي يصعب التعرف بدقة على صحتها إلا أن غالبية الأدلة التي أسفرت عنها تحريات هيئات التحقيق كانت تشير إلى أن الفنانة ذكرى قد راحت ضحية الغيرة العمياء بعد أن تم الإستقرار على استبعاد وجود أي شبهة جنائية في الحادث أو احتمال وجود أصابع خفية لعبت دور البطولة في الحادثة..
وكانت مشادة كلامية قد وقعت بين ذكرى وزوجها رجل الأعمال المصري قد انتهت باطلاق أيمن السويدي80 رصاصة على الموجودين كان نصيب ذكرى منها 26 طلقة نارية اخترقت جسدها لتلقى مصرعها في الحال في نهاية تراجيدية لواحدة من أهم مطربات الوطن العربي..
مع سبق الإصرار
وفي مطلع عام 1994 استيقظ الوسط الفني على حادث مقتل أشهر خادمة في السينما المصرية وداد حمديعن عمر يناهز 70 عاماً على يد الريجيسير "غالي متى باسليوس" الذي قتلها بدافع السرقة إثر مروره بضائقة مالية لكنه لم يعثر في الشقة على أكثر من‏ 400 جنيه وجهاز كاسيت..
وفي اعترافات القاتل أمام جهات التحقيق أقر بأنه توجه إلى شقة الفنانة وداد حمدي التي تقيم بمفردها وكان قد اتصل بها تليفونياً وأخبرها أنه مكلف بالإتفاق معها لتسجيل مقابلة تليفزيونية، وبعد أن فتحت له الباب واستقبلته في صالون "الشقة" طلب منها أن تسمح له باستخدام الحمام فاستأذنته لحظة حتي تقوم بتجهيزه وما إن وصلت إلي باب الحمام حتي فوجئت به خلفها ولمحت الشر يتطاير بين عينيه ورأته يرتدي جوانتي في يديه وفهمت أنه يريد أن يسرق بعض الأموال فعرضت عليه أن يخرج ويأخذ كل ما لديها ويتركها لتعيش ولكنه شعر أنها ستخدعه فأطبق عليها وهي تستدير إلي الخلف لتجري وطعنها بالسكين في ظهرهاثم سدد إليها 35 طعنة نافذة في العنق والصدر والبطن حتي خرجت أحشاءها ولم يتركها إلا جثة هامدةبعد لحظات من المقاومة أمسكت خلالها وداد حمدي في إصرار غريب بقاتلها ولم تفلته إلا بعد أن انتزعت من رأسه خصلة شعر بإحدي يديها وباليد الأخري انتزعت الساعة من معصمه وهو ما أدى إلى تحديد هوية الجاني بسهولة..
وفي بدايات العام الماضي لقيت المطربة فاتن فريد مصرعها عن عمر يناهز 62 سنة داخل شقتها بالهرم علي يد عامل في محطة وقود يمتلكها زوجها لرفضها مساعدته والتوسط لدى زوجها من أجل إعادته إلى عمله مرة أخرى بعد أن تم طرده حيث أجهز عليها وانهال طعناً بالسكين إثر مشاجرة كلامية بينهما سقطت على أثرها غارقة في دمائها قبل أن تلفظ أنفاسها فور وصولها إلى المستشفى..
وعلاوة على النهايات المفجعة المرتبطة بالقتل تبدو حوادث الإنتحار بين أهل الفن أشد قسوة ومأساوية إذ تتجلى قمة الميلودراما الإنسانية عندما تفقد الحياة كل مذاق، وتصبح عبئاً لا يمكن الإستمرار فيه، وأن أولئك الذين نعتقد أن حياتهم سلسلة متصلة من السعادة والنجاح قد يكونون أتعس الناس وأشدهم بؤساً وأكثرهم كآبة..
"الحياة أصبحت لا تطاق سامحوني" .. عبارة بسيطة في رسالة بخط يدها قررت بعدها الفنانة المصرية إيطالية الأصل داليدا وضع نهاية دراماتيكية لآلامها وتحرير القلب من عذابات الحياة عقب سلسلة من الإخفاقات العاطفية، فجاء الشبح المخيف يهمس في أذنيها أن تتناول كمية كبيرة من الأقراص المنومة لتنتهي أسطورة الفنانة الساحرة الفاتنة بجمالها وشهرتها التي ذاع صيتها في جميع أنحاء العالم بعد أن ظلت على مدار عشرين عاماً تتربع على عرش الغناء بالعديد من اللغات وحصدت الكثير من الجوائز والأوسمة العالمية..
لكن الحقيقة الأكيدة أن انتحار المطربة داليدا بنت شبرا التي عاشت فيها سنوات طفولتها وصباها كان وما يزال أحد الألغاز باهظة الغموض التي لم يستطع أحد فك طلاسمها حتى يومنا هذا، ففي الوقت الذي راح العالم شرقاً وغرباً يعرب عن ولعه اللامعقول بالنجمة الساطعة في سماء الشهرة والنجومية بينما لم تكن تتجرع قبل الرحيل المفجع سوى كأس الأسى والألم فقد نجحت داليدا كلياً في حياتها الفنية بينما فشلت كامرأة..
انتحرت داليدا في سنة 1987 ولم يفهم الناس لماذا أقدمت النجمة اللامعة على الإنتحار وهى في أوج مجدها..؟!
البعض قال أنها انتحرت خوفاً من الشيخوخة فهي لم تكن ترغب أن ترى نفسها عجوزا كبيرة السن ولهذا قررت وضع حد لحياتها، وبعضهم قال أنها أرادت اللحاق بحبيبها الذي انتحر والذي سبقه في ذلك حبيبين آخرين في حياة داليدا، وبعضهم قال قتلتها الوحدة وذلك رغم شهرتها الفنية وتعدد الأصدقاء حولها لكن الشيء المؤكد أنها ضاقت بالحياة، وسئمت الأضواء، واستسلمت لليأس، وأرادت النهاية..
وفي يوم وليلة رحلت سندريللا الشاشة العربية سعاد حسني بعد حياة حافلة بالأضواء والأمجاد والبطولات الفنية، النهاية لم تكن سعيدة شأن نهايات معظم أفلامها ذات الطابع الرومانسي، بل كانت تراجيدية جداً، فلقد توفيت إثر سقوطها من الطابق السادس حيث كانت تقيم في مبني "ستيوارت تاور" في عاصمة الضباب لندن، وبذلك أسدل الستار على حياتها بعد رحلة طويلة من الغربة والمرض والآلام والشائعات التي لم ترحمها، لكن موتها حمل علامات استفهام عدة: هل انتحرت أم قتلت أم أنها سقطت نتيجة فقدانها توازنها إثر تعاطيها كمية من المهدئات وأدوية الإكتئاب..؟
لقد فضلت سعاد حسني أن تكون الأسطورة في حياتها وبعد مماتها، تتناقلها الأجيال‏,‏ وينسج الزمن من موتها حكايات وحكايات لن تنتهي مهما طالت السنين‏..
وبطريقة أو بأخرى كان رحيل الفنانة أسمهان هو أحد الألغاز المستمرة منذ أكثر من نصف قرن، فقدقررت صاحبة الصوت الملائكي والوجه الحزين في الرابع عشر من يوليو 1944 أن تترك خلفها لغزاًكبيراً بعد أن ظل الغموض مواكباً لحياتها القصيرة والعاصفة فقد عاشت حياة صاخبة، ومغامرات عاطفية،كانت مادة دسمة لصحافة الأربعينيات حيث كانت تستقل سيارتها الخاصة متجهة من القاهرة إلى مصيفرأس البر وكانت بصحبتها صديقتها ماري قلادة، وعندما مرت السيارة بإحدى الطرق الوعرة انحرفت نحوترعة الساحل وانقلبت السيارة في النيل وغرقت أسمهان وصديقتها‏‏ ونجا السائق‏ بعد أن أسرع بالقفز منالسيارة ليتجمع الأهالي ويخرجوا جثة الفنانة وصديقتها من داخل السيارة الغارقة، ومنذ ذلك الوقتوعشرات الشائعات تروى عن حقيقة وفاتها، والغريب أن وفاة أسمهان وقعت في نفس يوم ميلادها لتموتوهي في ريعان الشباب عن عمر يناهز الثانية والثلاثين عاماً..
ومع رحيلها المفاجئ أثيرت العديد من التكهنات والأقاويل وانطلقت الشائعات حول سر الوفاة الغامضة والمفاجئة، فالبعض قال إنه كان اغتيالاً لدوافع سياسية وبتدبير أحد أجهزة المخابرات الأجنبية التي كانت تتعامل معها‏ لاسيما أنها كانت على علاقة بطرفي النزاع أثناء الحرب العالمية الثانية الألمان والإنجليز,‏والبعض الآخر قال إن أجهزة الأمن المصرية وراء الحادث‏ لنفس السبب، وذهبت روايات أخرى إلى الصراع بينها وبين الملكة ''نازلي'' والدة الملك فاروق بعد أن اكتشفت نازلي أن ثمة علاقة كانت تربط بينأسمهان وأحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي الذي كانت تغار عليه كثيراً وهو ما عرض أسمهان للطردمن مصر لكن صديقها الوفي محمد التابعي أنقذها من تنفيذ هذا القرار,‏ ورجح البعض رواية أن تكون أمكلثوم كانت وراء حادث مصرعها لأنها كانت تشكل منافساً شرساً يهدد عرشها لكن الثابت أن أسمهان قدنجت بالفعل قبل مصرعها بأيام من محاولة قتل على يد زوجها المخرج أحمد سالم بعد أن تشاجر معها لشكه في أنها علي علاقة مع أحمد حسنين باشا‏, رئيس الديوان الملكي, وتطورت المشاجرة إلى تهديدها بالقتل‏,‏وبالفعل أشهر مسدسه في وجهها، وانتهزت اسمهان فرصة دخول أحمد سالم الحمام‏,‏ واستنجدت بأحمد حسنين‏,‏ الذي أرسل لها رئيس البوليس السياسي‏..
ولم يكن مصرع الفنانة كاميليا التي ارتبطت بعلاقة غرامية حميمة مع الملك فاروق حتى أضحت الملقبة ب "عشيقة الملك" سوى حلقة مثيرة في مسلسل السيناريوهات المؤلمة والغامضة لذاك الكوكتيل الجهنمي المسمى ب"كوكتيل الجنس والسلطة" فقد استطاعت الفراشة المتوهجة قبل أن تحترق إلى الأبد أن تحظى بالشهرة والمجد واقتحمت مملكة الرجال حيث المال والسياسة والسلطة والأضواء الفاضحة بالرغم من عمرها الفني القصير للغاية وشاء القدر أن تظل الأضواء مسلطة عليها حتى لحظة الرحيل المؤلم عن هذا العالم..
ففي صبيحة أحد أيام عام 1950 استقلت الشقراء النارية الطائرة متجهة إلى سويسرا للعرض على أحد الأطباء هناك في رحلة بلا عودة إذ سقطت الطائرة بعد إقلاعها بدقائق معدودة من مطار القاهرة وسط الحقول في مدينة الدلنجات بمحافظة البحيرة واحترقت، ولم يعثر إلا على فردة حذاء الساتان الأخضر بلون فستان كانت ترتديه كاميليا وعمرها لا يتجاوز الواحدة والثلاثين..
وبعيداً عن تعبيرات "القضاء والقدر" فقد تأرجحت الروايات وتعددت الدوافع والتكهنات والإجتهادات بين أن الحادث مدبر بواسطة أجهزة المخابرات المصرية بعد علمها أنها جاسوسة يهودية وقيامها بتسريب أخبار الملك والسرايا إلى الموساد أثناء حرب فلسطين‏,‏ والبعض أكد أن الملك فاروق هو الذي أمر بإسقاط الطائرة بعد تأكده إنها هي التي سربت أخبار علاقتهما إلي الصحافة‏,‏ أما أغرب ما قيل فهو أن وراء الحادث المخابرات الصهيونية بعد أن استنفدت أغراضها منها‏..‏

وربما يأتي مصرع الفنان عمر خورشيد عام 1980 على نفس الدرجة من الغموض ويثير الكثير من الشكوك والتساؤلات لم ينجح أحد في فك رموزها حتى الآن بعد أن شاء القدر أن يلقى حتفه في حادث مروع على طريق مصر _ الإسكندرية الصحراوي إثر مطاردة سيارة مجهولة له لكن الأمر لم يخلو من توجيه أصابع الإتهام إلى مسئول سياسي كبير جداً في هذا الوقت بالضلوع في تدبير الحادث بعدما أشيع ارتباط ابنته بعلاقة عاطفية حميمة مع عازف الجيتار الشهير، وكذلك تناثرت شكوك أخرى حول وجود بعض جماعات ترفض التطبيع مع اسرائيل وراء مقتله بعد حضوره حفل توقيع اتفاقية كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية..
ومازاد الأمور تعقيداً وغموضاً هو أقوال الشهود ومن بينهم زوجته خبيرة التجميل اللبنانية "دينا" التي كانت ترافقه وتجلس إلى جواره في السيارة بأن سيارة مجهولة كانت تترصد تحركاتهما منذ خروجهما من أحد الفنادق في شارع الهرم ودأبت على مطاردتهما مما أدى إلى ارتطام سيارة عمر خورشيد بالرصيف واصطدامها بأحد أعمدة الإنارة، وتم نقل عمر خورشيد وزوجته إلى مستشفى العجوزة ليلفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بجراحه..
وبعد تحقيقات مكثفة تم حفظ القضية بعد أن تأكدت جهات التحقيق أن السبب المباشر لوقوع الحادث هو السرعة الجنونية التي كان يقود بها عمر خورشيد سيارته وبالتالي فهو المتهم من الناحية الجنائية ومن ثم انقضت القضية لوفاته..
ومن بين أبرز أصحاب النهايات المؤلمة جراء تعاطي المخدرات الفنان أنور إسماعيل الذي تم العثور على جثته في حالة تعفن كامل في احدى الشقق المفروشة بحي السيدة زينب بعد أن ظلت لعدة أيام، وتم تحديد سبب الوفاة على أنه هبوط حاد في الدورة الدموية إثر تناول جرعات زائدة من الهيروين والحبوب المنشطة بعد قضائه ليلة ساخنة مع احدى فتيات الليل..
المشهد نفسه تكرر مع المطرب عماد عبدالحليم الذي لقى مصرعه في مشهد مأساوي وهو في منتصف العقد الرابع من عمره عندما كان عائداً من إحدى السهرات بأحد الفنادق الكبرى حيث وجدت جثته ملقاة علي الرصيف بشارع البحر الأعظم بالجيزة في حالة يرثي لها بجوار سيارته بعد أن ظلت على هذا الوضع لبضع ساعات دون أن يتنبه أحد إلى شخصية المتوفي حتى حضر شقيقه وتعرف على الجثة، وكشف الطب الشرعي أن سبب الوفاة يرجع إلي تناوله جرعة زائدة من مخدر "الماكس" لفظ على إثرها أنفاسه الاخيرة أثناء هبوطه من السيارة كما عثر إلى جوار الجثة على حقنة ملوثة ببقايا المخدر..
وقد أثيرت وقتها شائعات عديدة حول وجود شبهة جنائية وراء وفاته بزعم أن هناك أعداء كثيرون يتربصون به الا انه لم يثبت حقيقة أي شيء من هذا..
وممن رحلوا في ظروف غامضة ومؤلمة أيضاً الفنان مجدي وهبة الذي يرجح الكثيرون وفاته إلى جرعات من المخدرات التي عرف انه ادمنها لفترات طويلة..
وقد سبق القبض عليه اكثر من مرة بتهمة تعاطي المواد المخدرة والإتجار فيها أبزها تلك المعروفة ب"قضية الفنانين" التي تم خلالها القبض على عدد من الفنانين داخل أحد أوكار تعاطي المخدرات..
وفي أيامه الأخيرة ظهر في حالة نفسية سيئة وبدا فاقداً الرغبة في الحياة وهرب من القاهرة إلى سواحل البحر الاحمر حيث لقي حتفه في قرية المشربية السياحية بالغردقة في صمت وغموض اثر هبوط حاد بالقلب وترددت اشاعات عن انه تناول قطعة كبيرة من المخدرات تسببت في حدوث هبوط حاد فى الدورة الدموية..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.