تعد البعثة اليونانية الأثرية إحدي البعثات الموجودة بالاسكندرية منذ عشر سنوات حيث تقوم بعمليات الحفائر بمنطقة الشلالات بوسط الإسكندرية لتكشف لنا عن أمجاد الإسكندرية الأثرية المهمة.. ومن أجل الوقوف علي أهم الاكتشافات الأثرية كان الحوار مع الدكتورة كاليبو بابا كوستا مدير معهد البحوث الهليني لحضارة الاسكندرية باليونان والتي أوضحت مدي أهمية مدينة الإسكندرية تاريحيا وأثريا, وكشفت عن احتمال وجود قبر للإسكندر الأكبر بموقع الشلالات, وكذلك العثور علي تمثال نادر شبه كامل له بالمنطقة.. وإلي نص الحوار.. لماذا تم اختيار مدينة الإسكندرية تحديدا للقيام بعمليات الحفائر؟ الإسكندرية مرتبطة بالحضارة اليونانية خاصة وأن الذي أسسها الإسكندر الأكبر ومن الطبيعي الثراء العلمي في هذه المدينة, حيث يوجد المتحف اليوناني الروماني والاثار اليونانية.... وبداية وجود البعثة عام1996 وكانت تتكون من فريق مشترك من الأثريين بمصر واليونان ومازالنا الي الان نواصل عمليات الحفائر في منطقة الشلالات بوسط الإسكندرية, حيث كانت الهدف من بداية البحث والتنقيب لأن الشلالات تعتبر جزءا من حدائق القصور الملكية البطلمية واعتقد ان الحفر في هذا المكان تحديدا ذو اهمية خاصة نظرا للمعلومات التي نعرفها جميعا عن خريطة الإسكندرية. ماهي نتائج الحفر داخل الشلالات منذ عام1996 وحتي الآن؟ تم تنفيذ(16) عملية حفر في خمس مواقع.. ثلاث منها بمنطقة الشلالات واثنتان في مقبرة اللاتيني بوسط الإسكندرية.. وفي عام2002 عثرنا علي كشف أثري هام ونادر وهو عبارة عن تمثال من الرخام شبه كامل للاسكندر الأكبر طبقا لدراسات علمية وهو الآن معروض بالمتحف القومي بالاسكندرية.. ولم يعثر علي مثل هذا الأثر منذ مائة عام وفقا اما تداولته وسائل الاعلام العالمية والمحلية..وفي عام2016 عثرنا علي جزء من يد تمثال الإسكندر الأكبر يمسك بحربة وما يؤكد انه تمثال الإسكندر الأكبر وجود الحربة, حيث تعد من مميزات تماثيل الإسكندر الأكبر طبقا للمصادر القديمة. ماهي قيمة اكتشافات البعثة اليونانية علي مدي عشرين عاما؟ في عام2015 تم عمل خندق بعمق(15) مترا تحت الأرض ويعتبر هذا العمق كبير نظرا لضخامة كميات الأتربة والمخلفات بالمنطقة إلي جانب غزارة المياه الجوفية المندفعة من اعماق الارض وبعد جهد تم الوصول إلي طبقة العصر البلطمي تحت الأرض وتم العثور علي مبني بطلمي ضخم بالغ الأهمية...ترجع أهميته إلي وجوده في الحي الملكي لهذا لابد أن يكون احد المباني المشهورة في الحي القديم ولكن للأسف لم تستطيع البعثة استكمال اكتشافه. ولماذا؟ بسرعة تجيب.....هناك بعض الصعوبات حالت دون إتمام عملية الحفر منها المياه الجوفية التي تشكل صعوبة بالغة....فعلي مدي شهرين كاملين نقوم بضخ كميات هائلة وضخمة من المياه تحت الأرض القائها في مصبات الصرف الصحي من اجل الحفاظ علي عمليات الحفائر والوصول الي المبني البلطلمي المكتشف راسيا علي الرغم من انها مياه عذبة يمكن الاستفادة منها في اعادة الحياة الي البحيرة الموجودة داخل حدائق الشلالات مرة اخري بالاضافة الي امكانية استخدامها في ري الحدائق بالكامل.. اما المفاجاة الكبري بان هذه المياه صالحة للشرب والاستخدام.. لذلك اتساءل لماذا لم يتم الاستفادة من هذه الكميات من المياه حتي الان والسكوت علي اهدارها يوميا بالقائها في مصبات الصرف الصحي. وهناك مشكلة أخري تعوق استكمال عمليات الحفائر وتشكل لنا صعوبة بالغة والمتمثلة في ان المبني المكتشف عند الاتجاه الجنوبي من الحدائق وهنا يعترضنا وجود حجرتان مجاورتان للموقع تابعتين لمركز شباب الشلالات وبالرغم من الحصول علي موافقة اللجنة الدائمة للأثار ومحافظة الإسكندرية بإزالة هاتين الحجرتين واستمرار العمل بالحفائر إلا أن الإجراءات الروتينية تعوق تنفيذ تلك الموافقات. هل هناك اهتمام من جهات أخري بحدائق الشلالات غير البعثة اليونانية؟ بلا تردد تقول: بالفعل هناك اهتمام عالمي وليس محليا فقط لموقع حدائق الشلالات ففي خلال الفترة القادمة ستصل للإسكندرية الجمعية الوطنية الجغرافية الأمريكية من أجل المساعدة في تنفيذ مشروع الحفائر بحدائق الشلالات وعمل خطة أثرية للمنطقة بهدف عمل فيلم دعائي للإسكندرية وتمويل الأبحاث الأثرية بحدائق الشلالات.....وهناك ايضا مؤسسة عالمية تولي الحفائر في منطقة الشلالات اهتماما كبيرا وتعمل علي توطيد العلاقات بين مصر واليونان من الناحية الثقافية والتاريخية. من المسئول عن تمويل مشروع الحفائر للبعثة اليونانية داخل حدائق الشلالات؟ لم أتلق أي تمويل ولادعم مادي لهذا المشروع سواء من الحكومة اليونانية أو المصرية.. أنا أتحمل تكاليف مشروع الحفائر فقد انفقت نصف ثروتي علي هذا المشروع. هل تتوقعين وجود مقبرة الإسكندر الأكبر في هذا الموقع؟ نعم يوجد احتمال كبير في وجود قبر الإسكندر الأكبر في هذه المنطقة طبقا للمصادر العلمية القديمة.