ظلت قضية تجديد الخطاب الديني تشغل الكثيرين من الساسة وعلماء الدين لأهميتها في تشكيل وعي وثقافة افراد المجتمع حيث كان الرئيس عبدالفتاح السيسي اول من نادي بتجديد الخطاب الديني باعتبارها قضية امن قومي لمواجهة موجة الارهاب التي يشهدها العالم بدعوي الدفاع عن الدين وليتواكب مع متغيرات العصر وما استحدث من قضايا تهم المسلمين في مشارق الارض ومغاربها باسلوب مبسط خال من التعقيدات حتي يستطيع العامة فهمها بسهولة ويسر..وحول أبعاد هذه القضية يحاور الاهرام المسائي الدكتور مبروك عطية عميد كلية الدراسات الاسلامية بسوهاج. ما هو مفهوم الخطاب الديني؟ الخطاب الديني معناه مخاطبة العقلاء لكي ينفذوا ما امرهم به الله ورسوله صلي الله عليه وسلم فهو كلمة الله عز وجل في علاه وكلمة رسوله صلي الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوي للعباد المكلفين بان يرتقوا الي مستوي الانسانية الذي عليه تكون الحياة لقول الله تعالي في آية الانفال ياأيها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واقول كلمة الله وكلمة رسوله لانه لا دخل لاي انسان في الخطاب الديني الا بسند وسنده في المقام الاول كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكلمة رسوله صلي الله عليه وسلم المكلف به بقوله تعالي من يطع الرسول فقد أطاع الله وأين دور علماء الدين في هذه القضية؟ علي العلماء ورجال الدين دور كبير في تبيان كلام الله تبارك وتعالي وتبيان كلام رسوله الكريم بالاسس والقواعد العلمية التي يكون عليها هذا التبيان وهو ما يسمي بالاسلوب وهو طريقة التعبير التي يتم من خلالها نقل المعاني العليا من الكتاب والسنة الي مستوي الناس عامة كي يفهموا ما انزل اليهم من ربهم وما جاءهم من هدي نبيهم صلي الله عليه وسلم وكما قلت الغاية من الخطاب الديني الارتقاء بهذا الانسان المكلف لان غير المكلف كالمجنون مثلا والصبي لا دين عليه ولا يكلفان ومن ثم يكلف البالغ العاقل الراشد الي آخره من الصفات التي تعتبر شروطا لأداء شعائر الله تبارك وتعالي ويجب علي العلماء الشرح والتبسيط حتي يستطيع الناس فهم لغة الخطاب ومعانيها والغاية منها. ما هي المحاور الأساسية التي يعتمد عليها تطوير الخطاب الديني؟ اري ان الذين يريدون ان يستفيدوا من هذا الخطاب الديني او ان يطوروه او يجددوه اقول لذلك محاور اساسية ينبغي ان يتوقفوا عندها وان يعالجوها وان يقدموها, اهم هذه المحاور هي الالمام التام بمراد الله في كتابه ومراد النبي صلي الله عليه وسلم في سنته وقد وضع السيوطي ومن سبقه كالزركشي في كتاب البرهان في علوم القرآن انه ينبغي الالمام التام بخمسة عشر علما ومن هذه العلوم النحو والصرف واللغة والبيان والبلاغة واسباب النزول ومعرفة المطلق والمقيد وغيرها. والأمر الثاني فحوي الخطاب الديني في الكتاب الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ومن هدي رسوله صلي الله عليه وسلم, أما المحور الثالث فهو بناء الانسان علي عزم الامور وينبغي لمن يتعرض للخطاب الديني ان يدرك ان من مقاصده ان يبتعد الانسان عما نهي الله تعالي عنه إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما والبناء علي عزم الامور معناه ان تقدم عزائم الامور كما جاء في آية لقمان أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر علي ما أصابك إن ذلك من عزم الامور لكن ان تملأ عقول الناس بقصص ورقائق وتفسير احلام وحكايات الدجل وكلمات في الصبر وغيرها من الموضوعات فهذا ليس خطابا دينيا, الخطاب الديني ان تشد ازر انسان يريد ان يكون انسانا بأن تعلمه وتنير له عقله وتبين له حقيقة هذا الدين هل هناك أمور دخيلة علي الخطاب الديني غيرت من مقاصده؟ ادي قيام غير المختصين باعتلاء المنابر الي ان الناس حفظوا في الدين ما لا ينبغي عليهم حفظه واراهم كما قال ابن عربي في كتابه الفقه هذه الموسوعة التي جاءت في مجلد واحد إن اشد ما يعانيه الاسلام ان ينسخ وان يوضع دين جديد يظنه الناس وحيا وهو ليس بوحي خاصة الموضوعات المتعلقة بزيارة المقابر يوم العيد وبتفسير الاحلام وربطها بمتغيرات في أعضاء جسم الانسان وأعمال السحر والشعوذة كل هذا الدين محشو به عقل المكلف الذي يخاطبه ربه بقوله في الآية الثانية من سورة فاطر وهي قوله تبارك وتعالي ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها والتعبير بلا ممسك لها تعبير جاء بلا النافية للجنس اي لا يملك منع رحمة الله عن الانسان ملك كريم او نبي مرسل او ولي من اولياء الله الصالحين او جن ولا يملك امساكه ساحر ولا مشعوذ ولا دجال ولا اي انسان كائنا من كان وينبغي علي رجال الدين ان يوضحوا ذلك للناس حتي لا يلتبس عليهم الامر حتي يمكنهم التمييز بين ما ينفعهم وبين الخرافات التي تحشي بها عقولهم من ادعياء لا يعرفون من امور الدين الا القليل. وما شروط لغة الخطاب الديني؟ يجب ان يكون الاسلوب سهلا وهذا يختلف من زمان الي زمان حيث كان الناس في الصدر الاول من هذا الدين يعرفون اللغة العربية بالنظرة فعلي سبيل المثال لا يستنكرون كلمة ضيزي وهي موجودة في سورة النجم بمعني ظالمة ولا احد يعترض واليوم قليل من الناس من يعرف معناها كلمة ضيزي الا من كان حافظا للقرآن او استاذا في التفسير ولكن لا تقدر علي ان تستبدلها لانه قرآن وانما تبين للناس معناها بلغتهم حتي يستطيعوا فهم ما نزل اليهم من ربهم وهذا من رحمة الله تعالي لو بينا للانسان ان الدين ليس مجرد ركوع وسجود وصيام وعمرة في رمضان وعمره في رجب وتناصر حول صلاة التراويح لأنتجنا بذلك فردا بناء يبني ولا يهدم يعمر ولا يخرب.