اي عالم هيستيري هذا الذي نعيش فيه واي تلوث سمعي نعاني منه علي الرغم من أن قوانين عدم الإزعاج تقع ضمن التشريعات البيئية التي يقرها القانون المصري والدستور, إلا أن هناك تجاهلا كاملا لها, فاذا كنت من غير سكان الكومباوند فحولك مالايقل عن خمس زوايا اي عشرة ميكروفونات وباصوات تؤذن وكانها تعلن الحرب و حتي في الجوامع الرسمية التابعة لوزارة الاوقاف اصابها نفس المرض واصبحوا يعلقون ليس اقل من8 ميكروفونات علي جسم الجامع الواحد اي علي ارتفاع عشرة امتار وليس عاليا علي المآذن كما كان من قبل فالنتيجة صدي وضجيج عال ناتج عن ارتداد الصوت بالمنازل المحيطة وابسط مثال لذلك جامع النصر الكبير القريب من منزل العائلة في مدينتي الهادئة سابقا مدينة المنصورة لدرجة ان لي جارا طبيبا مسيحيا شكا لي ان ابنه طفل صغير يتفزز من شدة ارتفاع صوت الاذان في الفجر والذي لايبعد عن غرفة نومه سوي عدة امتار فقلت له لماذا لا تتوجه الي الجامع وتشكو اليهم فكان رده انت عايزهم يقتلوني..!!! ناهيك عن ميكروفونات الباعة الجائلين وآلات تنبيه وسماعات التكاتك والتروسيكلات و الموتوسيكلات وكأن الشارع المصري أصبح لقيطا ليس له دولة تحميه وتنظم العلاقة فيه بين الناس وتحمي المجتمع من عبث العابثين. يقول د.فيلي بوتولو, أستاذ علم النفس بجامعة ميونيخ إن الضجيج يخرب السمع خلال زمن, يقصر أو يطول, لأن الصوت الشديد يخرب النهايات العصبية و إذا خربت واحدة من هذه النهايات العصبية, فقدت إلي الأبد. وتقول الأبحاث الطبية إن الضوضاء تؤدي الي ارتفاع ضغط الدم والكولسترول ويضطرب نظام القلب ويزداد إفراز هرمون الإدرينالين, لذلك تزداد نسبة الوفيات بالسكتات القلبية, في أماكن الضجيج العالي والضوضاء من أهم أسباب انتشار الأمراض النفسية العصبية, وتسبب التوتر والعصبية وسرعة الغضب والسلوك العدواني, والصداع, والشعور بالتعب وقصور الكفاءة في العمل. وكذلك بعض التأثيرات السلبية علي نمو الجنين في رحم الأم والتوتر العضلي, وللضوضاء ايضا تأثير سيئ علي رجولة الرجل وأنوثة المرأة. ووحدة قياس الصوت وهي الديسيبل.Decibel ولفهم معني شدة الصوت يكفي أن نعرف أنشدة صوت الهمس30 ديسيبيل وشدة المحادثة العادية من50 إلي60 ديسيبيل وشدة صوت آلة التنبيه بالسيارات من90 إلي100 ديسيبيل ومكبرات الصوت من100 إلي1400 ديسيبيل وهو ما يمثل الضوضاء الخطرة, ومن هنا لا بد من التساؤل عن حدود الضجيج المسموح به والذي لا يؤثر علي بنية الجسم فنجد انه ابتداء من80 ديسيبل ويصبح خطر حقيقي ومستوي الصوت المفروض عدم تخطيه يختلف حسب حالة الشخص وطبيعة المكان مثلا المرضي في المستشفيات يجب ألا يتخطي الصوت15 ديسيبل. وفي غرف النوم لا يتخطي20 ديسيبل. وفي داخل المنازل.30 في المدارس.40 وفي الشارع.65 في المعامل والمطارات والساحات العامة80 ديسيبل. وتعاليم الإسلام الحنيف التي جاءت لسعادة البشر في دنياهم جاءت لبناء مجتمع هادئ لا يعرف الضوضاء, قال تعالي:( وعباد الرحمن الذين يمشون علي الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) سورة الفرقان ومن منبر الاهرام المسائي اناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي ما احوجنا لحنوك علينا اقسم بالله( اعصابنا تلفت ياريس) و اناشد دولة رئيس الوزراء و السادة وزراء الداخلية و البيئة و الاوقاف و الصحة انقذونا نريد حملات تجوب المحافظات تحدد مستوي الصوت للجوامع الرسمية وتضع معايير لوجود الميكروفونات بالزوايا و الرجاء عودة الهدوء للشارع المصري حملات لمصادرة السماعات.. والاعلام عليه دور و جمعيات حقوق الانسان يجب ان تنشط في هذا المجال الحيوي.. فلم نعد نحتمل هذا العالم الهيستيري الذي نعيش فيه.