بنلاقي ترابيزة نتسحر عليها بالعافية من كتر الناس اللي بتيجي.. بشيء من الفخر أشار أحمد وليد- أحد قاطني مصر الجديدة- بإصبعه إلي السيارات اللي راكنة صف تاني وتالت والعدد الهائل من البشر يأتون للسحور استعدادا للصوم. ويشهد ميدان الكوربة بمصر الجديدة حالة رمضانية ذات طابع فريد, فزينته المعلقة, ومطاعمه المدججة بالضيوف, وأنواره المضيئة بلا توقف, وسهر الميدان بكل ما سبق حتي مطلع الفجر, فالثانية والنصف فجرا تبدو وكأنها وقت ذروة بسوق جاذب. لازم أجي أتسحر هنا كل رمضان.. بابتسامة واسعة عبرت فرح منير عن سعادتها بالأجواء المحيطة بها في الكوربة, مشيرة إلي أنها لا تري هذه الحالة في أي مكان سوي لمة الكوربة الجميلة. وأضافت ذات الملامح العشرينية أن هذا الزحام الشديد هو محبب لديها عن الهدوء القاتل الذي تراه في مسكنها بالتجمع الخامس, فهنا في حس ولمة وناس كتير, مستشهدة في وصف الزحام بالمثل الشهير رب ضارة نافعة. وبمقت واضح عبر محمد حاتم أحد سكان الكوربة عن استيائه من هذه التجمعات الصاخبة, واصفا إياها بالتي لمت ناس من كل حتة منهم بلطجية ومتسولون, وطالب محمد برقابة المرور علي السيارات اللي بتركن صف تاني. بنت المعز القاهرة.. حتي الصباح ساهرة.. استشهد محمد حسام الدين بهذه الأبيات في وصف الحالة التي ترتديها المنطقة في هذا الوقت المتأخر, فالمكان بيفضل مليان ناس لحد الصبح. وبكل رحابة عبر خالد صادق عن عشقه لهذه الحالة الرمضانية التي قلما يجدها, فالمكان هنا فيه ريحة رمضان, مشيرا إلي أن هذه الحشود الضخمة أصبحت جزءا من طبيعة الكوربة في رمضان منذ ما يزيد علي10 أعوام. وأكمل أحمد وليد سرده للحالة الخاصة التي تشهدها المنطقة, فالناس بتيجي من آخر الدنيا عشان تتسحر هنا في الكوربة, وهي التي أصبحت ملاذا لكل الباحثين عن سحور في مكان راق ومكتظ بالناس, وبنظرة إلي أحد الفوانيس المعلقة قال الشاب العشريني: إنه محظوظ بالكنز الذي يحويه ميدان الكوربة.