أجمل ما في أحمد كشري نجم الأهلي السابق والمدير الفني الحالي لفريق النصر للتعدين الأول لكرة القدم شخصية ابن البلد ورغم نجوميته لم يتخل عنها يوما ما ولايزال يرتدي جلبابها حتي الآن.. فمن بيوت الدرب الأحمر المنطقة الشعبية القاهرية الكبيرة خرج كشري متأثرا بجدعنة وشهامة ولاد البلد الذين لا يزالون يتمسكون بعادات وتقاليد الشهر الكريم. كشري فتح قلبه ل الأهرام المسائي ليروي ذكرياته مع رمضان منذ أن كان طفلا صغيرا حريفا في الدورات الرمضانية مرورا بتجربته مع المقاولون العرب وانتقاله إلي الشرقية للدخان ثم استقراره في القلعة الحمراء.. ولم يخل الحديث من المواقف الطريفة التي صادفته في شهر رمضان كلاعب مع المنتخب الوطني أو كمدير فني لمنتخب جيبوتي وأيضا أحلامه وآماله التي يتمني أن تتحقق في هذا الشهر الكريم. ماذا يمثل شهر رمضان بالنسبة لأحمد كشري ؟ رمضان هو شهر الذكريات الجميلة والمواقف التي لا تنسي.. رمضان بالنسبة لي هو مشهد اللمة والعيلة والإفطار علي مائدة واحدة تجمع الأسرة ويتصدرها كبير العيلة وهو والدي رحمه الله, في رمضان مازلت أتذكر أبي وهو يأخذني خلفه علي الفيسبا قبل الإفطار لشراء الحلويات ومستلزمات السحور والفوانيس, وحتي الآن ما تعلمته منه أفعله مع أولادي يوسف وهادي ومحمد حيث نحرص علي التجمع في بيت العيلة لنفطر اليوم الأول مع أمي وإخوتي, وبالمناسبة والدي كان أهلاويا كبيرا وعاشقا للكرة وكان لا يتركني في الدورات الرمضانية والكرة الخماسية التي أعشقها لدرجة مشاركتي في5 دورات علي الأقل وبفرق مختلفة, وللعلم هذه الدورات هي التي صقلت موهبتي في الكرة وكانت سببا في التحاقي بقطاع الناشئين بالمقاولون العرب قبل انتقالي للشرقية للدخان والأهلي بعد ذلك. وماذا عن ذكرياتك الطريفة مع والدك أيضا؟ بابتسامة قال كشري: أتذكر موقفا لا أنساه في إحدي الدورات الرمضانية وتحديدا في مباراة نهائية وكانت النتيجة التعادل حتي آخر دقيقة وسجلت هدف الفوز, لينزل نحو3 آلاف متفرج تقريبا ارتموا علي, ووالدي في المدرجات يصرخ خوفا علي من الموت حتي أقسم بالطلاق ما ألعب تاني وبعد المحايلة والتوسلات صام أبي3 أيام ولعبت من تاني, والطريف أيضا أن والدي كان حريصا علي مرافقتي في كل مباراة طرفها المقاولون العرب وكان رحمة الله عليه وشه حلو وفي كل مرة أسجل ونفوز وقبل كل مباراة يسألوني في الفرقة أبوك جه ولا لأ. وماذا عن المواقف التي لاتنساها في رمضان ؟ كثيرة... فمع منتخب مصر مثلا كنا في جنوب إفريقيا في بطولة الأمم الإفريقية1996 في شهر رمضان ولم نشعر بطقوس الشهر ونحن خارج مصر وكنت في غرفة واحدة مع هادي خشبة وكان دائما ما يقول نفسي أحس إني في رمضان حتي فوجيء بطبق خشاف بلح باللبن قمت بتجهيزه وقلت له أهو ياعم مش حارمك من حاجة وعيش بقي اللحظة علشان تركز في المباريات وضحكنا, الموقف الثاني في نفس البطولة شاركني فيه محمد كمونة نجم الزمالك وإبراهيم المصري نجم المصري, كنت خارج التشكيل في مباراة الكاميرون وجالسا بالمدرجات بجوار راجل هندي مسلم بيحب منتخب مصر ولما عرف إني لاعب بالمنتخب عزمني علي الفطار وأصر علي ذلك وبعد الفوز بهدف أحمد الكأس استأذنت رود كرول المدير الفني الهولندي ووافق كرول وذهبت أنا وكمونة والمصري في سيارة الرجل في مشوار استغرق ساعات وفي كل مرة نسأل السائق قربنا يقول هانت, وفي النهاية وصلنا إلي فيلا رائعة وجلسنا ننتظر الإفطار اللي بدأ بشوربة بالشطة وسمبوكس بالشطة وأرز وبطاطس بالشطة وكله شطة في شطة ولم نتحمل طبعا, ووقت تقديم الحلويات خفنا تكون بالشطة برضه واعتذرنا للرجل وجلسنا ننظر لبعضنا البعض ولم نفطر, وفي طريق العودة للفندق بجوهانسبرج تعرضت لوصلة تقطيع وتوبيخ وهزار من كمونة والمصري قائلين طبعا الراجل عارف إن أنت كشري ولازم تكون بالشطة فاتوصي بينا وحتي الآن عندما نلتقي معا يذكرانني بقصة الراجل الهندي. وفي المقاولون العرب؟ أتذكر أني كنت ناشئا تحت17 سنة وقرر الكابتن أنوس ضمي للفريق الأول وكان معانا الكابتن مجدي مصطفي مديرا للكرة, والنتائج كانت سيئة جدا في هذه الفترة, وقبل مباراة مهمة مع الإسماعيلي في نهار رمضان صدرت التعليمات بالإفطار وإلا سيتم استبعاد غير الملتزم بهذه التعليمات, وعلي مائدة الغداء كان يجلس بجواري الثلاثي المرحوم ناصر محمد علي ومحمد سعد وأحمد سعيد, ومع إصراري علي الصيام طلبوا مني وضع إيدي في الخضار لإثبات إني فاطر وأخرجوا مناديل وضعوها تحت الترابيزة وكنت أرمي فيها قطع اللحم وقلت بعدها بصوت عالي الحمد لله ولعبت المباراة وأنا صائم وخسرنا بهدف في الدقيقة الأخيرة وقلت لهم علشان تبقوا تفطروا تاني ياكباتن!