قبل ساعات من بدء جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية, تعهد الرئيس الفرنسي رانسوا أولاند, أمس, بالرد علي الهجوم الإلكتروني الذي استهدف مرشح الرئاسة الوسطي إيمانويل ماكرون. وقال أولاند- في تصريح أمس علي هامش زيارته لإحد المتاحف الباريسية برفقة ملك المغرب محمد السادس- كنا نعلم بهذه المخاطر خلال الحملة الرئاسية لأن ذلك حدث في مكان آخر.. ولن يترك شيء بدون رد. وتعد هذه الانتخابات استثنائية بجميع المقاييس لأنها تجري تحت نظام الطوارئ لأول مرة ولأن رئيس فرنسا القادم لن ينتمي للحزبين الرئيسيين لليمين واليسار اللذين تناوبا علي حكم البلاد منذ نحو60 عاما, فضلا عن ان المرشح الأوفر حظا ماكرون(39 عاما), حال فوزه, سيكون أصغر رؤساء فرنسا سنا, وإذا حدث العكس فستكون لوبان(48 عاما) أول امرأة رئيسة لجمهورية فرنسا. فقبل حلول منتصف ليل الجمعة وقع ماكرون, المتقدم وفقا لاستطلاعات الرأي, ضحية هجمة قرصنة ضخمة ومنسقة. واعتبر فريقه أن نشر وثائق داخلية بينها آلاف رسائل البريد الالكتروني ووثائق مالية هي محاولة لزعزعة الاستقرار الديمقراطي. وتفيد تقارير بأن الملفات سرقت منذ أسابيع خلال واحدة من سلسلة هجمات مكثفة ومتكررة استهدفت ماكرون منذ أطلق حملته. جاء ذلك في الوقت الذي بدأت فيه كل من بريطانيا وألمانيا من الآن تعزيز أمنيهما الالكتروني تحضيرا لانتخابات رئيسية في البلدين, حتي قبل الهجمة الالكترونية التي استهدفت ماكرون بعد أشهر من وقوع هيلاري كلينتون ضحية القرصنة المعلوماتية. وعادت كلينتون مؤخرا للتأكيد علي قناعتها بأن قيام روسيا بقرصنة بريد حملتها الالكتروني تسبب جزئيا في خسارتها للانتخابات الرئاسية العام الماضي لصالح دونالد ترامب. وسعيا لتجنب ما حصل في الولاياتالمتحدةوفرنسا, تتخذ الأجهزة الاستخباراتية في بريطانيا وألمانيا إجراءات لمنع وقوع هجمات الكترونية قبيل حملات انتخابية حامية في البلدين. ويري خبير الأمن الالكتروني ايوان لوسن أن الأحزاب السياسية تشكل أهدافا سهلة كونها لا تحظي غالبا بأمن الكتروني قوي. وقال لوكالة برس أسوسييشن الإخبارية إنهم كونهم مجموعات غير ربحية ولا يملكون كثيرا من المال لصرفه علي المشكلة فيمكننا منطقيا توقع حدوث سرقة وانتهاك للمعلومات. وبعد يوم من إعلان رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي المفاجئ عن إجراء انتخابات عامة في الثامن من يونيو, أفاد مركز الأمن الالكتروني الوطني في البلاد بأنه في حالة تأهب. ويعي البريطانيون المشكلة حيث كانوا أحبطوا محاولة قراصنة روس للتدخل في انتخابات عام2015, وفقا لرئيسة المركز كياران مارتن. كما اتخذت السلطات الألمانية خطوات مشابهة قبل الانتخابات العامة التي ستجري في سبتمبر.