ما بين وعد الحكومة الذي لم ينفذ.. حتي الآن.. وغضب أهالي مركز أسوان المتضررين من مصرف السيل القاتل, لا تزال أعمال محطتي الصرف الصحي كيما2,1 محلك سر وسط حالة من الصمت الشديد من المسئولين عن مشروع إحلال وتجديد المحطتين اللتان تعهد وزير الإسكان بالانتهاء من إحلالهما وتجديهما في نهاية مارس الماضي. وفيما طالب المواطنون بالكشف عن الأسباب التي أدت إلي تأخر افتتاح هذه الأعمال بعد العهد الذي قطعه الوزير علي نفسه أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء زيارة الرئيس المفاجئة للمحطتين في استجابة منه إلي رغبة أحد الشباب المشاركين في المؤتمر الشبابي الثاني الذي عقد في أسوان في يناير الماضي بعد أن فجر الشاب مفاجأة مدوية تتعلق بقيام المحافظة بمد مواسير مياه من نقطة مصب مصرف السيل إلي قلب النيل لإخفاء الروائح الكريهة التي تنبعث منه بالقرب من مقر استضافة المؤتمر. وطالب ضياء الدين خيري- عضو المجلس المحلي السابق لمحافظة أسوان- بمحاسبة المسئولين الذين تعهدوا بالانتهاء من مشروع تطوير محطتي المعالجة بكيما في موعد غايته نهاية شهر مارس الماضي, وقال مر شهر علي الموعد المحدد الذي تعهد به وزير الإسكان أمام الرئيس ولا يزال وضع المصرف الذي يلقي بسمومه في النيل علي ما هو عليه.. وأضاف العضو السابق قائلا: إنه باعتباره أحد أبناء قري مركز أسوان المتضررين صحيا ونفسيا من المصرف القاتل يطالب رئيس الجمهورية الذي ندعمه ونؤيده بالتدخل مجددا لإنهاء هذه الكارثة. وعلي مسئوليته, أشار خيري إلي ضرورة قيام الجهات الرقابية بمراجعة ما تم صرفه علي مشروع المحطتين بعد أن تردد أن هناك أعطالا في بعض الطلمبات والأحواض, ووافقه علي ذلك نور طاهر- بالمعاش- قائلا إنه أحد المهتمين بملف مصرف السيل باعتباره أحد أبناء مركز أسوان وأن عملية تطوير محطتي الصرف الصحي بكيما تم تعديلها أكثر من مرة.. حيث بدأت عقب ثورة يناير نتيجة لتظاهرات الأهالي وتم اعتماد نحو80 مليون جنيه لمضاعفة الطاقة الاستيعابية لهما مع توسعة أحواض التخزين بالعلاقي وضخ المياه المعالجة إلي الغابات الشجرية, وفي مرحلة أخري تدخل المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء وقتها لتعديل المحطتين, وأخيرا تم التعديل الثالث باللجوء إلي المعالجتين الثنائية والثلاثية علي أن تنتهي الأولي في نهاية مارس الماضي والثانية في نهاية العام الحالي, وأضاف بأنه ونظرا لاستمرار الوضع الخطير للمصرف القاتل وفي سابقة تحدث لأول مرة استجابت هيئة محكمة القضاء الإداري لطلب عدد من المحامين الذين قاموا برفع دعوي قضائية حول المصرف وتوجهت لمعاينته منذ أيام للوقوف علي الحقيقة من أرض الواقع. ومن الأهالي الغاضبين إلي تصريحات واجتماعات المسئولين السابقة التي لم تتمخض عن شيء حتي الآن. وفي سياق متصل كان محافظ أسوان مجدي حجازي قد عقد عدة اجتماعات تتعلق بمشروع المحطتين, حيث استعرض خلال هذه الاجتماعات الموقف التنفيذي لكافة الجهود المبذولة لحماية مصرف السيل وتطهيره من أي مخلفات أو ملوثات وعلي رأسها إلغاء وإزالة وصلات الصرف الصحي العشوائية, بالإضافة إلي مناقشة ودراسة موقف الغابات الشجرية وأعمال التشغيل التجريبي الجارية علي مراحل بمحطتي كيما1 وكيما2 لمعالجة الصرف الصحي, وكشفت الاجتماعات التي عقدت في وقت سابق عن أن هناك مساحات تصل إلي8 آلاف فدان مخصصة للغابات الشجرية بطريق وادي العلاقي لاستيعاب كميات الصرف الصحي الناتجة من محطتي المعالجة بكيما التي تقدر بنحو75 ألف متر مكعب. أما الدكتور مصطفي مدبولي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة فقد سبق وأن أعلن خلال جولته بالمحطتين في شهر مارس الماضي الانتهاء من مشروع المعالجة الثنائية لمياه الصرف الصحي تماما, مؤكدا أن مطابقة المياه للمواصفات قد وصلت إلي نسبة90% وستصل إلي نسبة100% لتتوافق مع الكود العالمي فور الانتهاء من مشروع المعالجة الثلاثية الذي بدأ فعليا وسينتهي بنهاية هذا العام, وعلي حد ما قال طمأن مدبولي أهالي مركز أسوان بأن المياه التي سيتم صرفها في النيل مطابقة للمواصفات العالمية ولا خوف منها علي الإطلاق, بل ويتم استخدامها بأمان في جميع دول العالم, لافتا إلي أن الكميات الزائدة من المياه المعالجة سوف سيتم رفعها إلي الغابة الشجرية بطريق وادي العلاقي.