الحكومة أهدرت 100 مليون جنيه في المشروع... استمرار إلقاء مياه الصرف في النيل

تبخرت أحلام أهالي أسوان بعدم إلقاء مياه الصرف الصحي المعالج في نهر النيل پوالذي يزيد علي 100 الف متر مكعب يوميا وذلك عقب اصرار وزارة الاسكان علي إلقاء هذه المياه في النيل عقب معالجتها بالنظام الثنائي حاليا في محطتي كيما 1و2 ثم معالجتها مستقبلا بالنظام الثلاثي مع نهاية العام الحالي.
الاهالي كانوا ينتظرون بفارغ الصبر تنفيذ وعود المسئولين بعدم نزول أي قطرة من مياه الصرف الصحي المعالج في نهر النيل تماما في نهاية مارس ونقلها الي منطقة العلاقي شرق اسوان للاستفادة منها في زراعة الغابات الشجرية وذلك عقب الانتهاء من احلال وتجديد محطتي كيما 1و2 پولكن وزارة الاسكان كان لها رأي آخر وقررت استمرار إلقاء مياه الصرف الصحي المعالج في النيل لأنها لا تري وجود أي مشكلة من جراء إعادة استخدام هذه النوعية من المياه عقب معالجتها.
وقال الاهالي ان وزارة الاسكان اختارت الحل الاسهل بالقاء مياه الصرف الصحي المعالج في النيل بدلا من استخدامها في زراعة الغابات الشجرية في العلاقي جنوب شرق مدينة اسوان كما كان مخططا لذلك من قبل.
يقول ضياء الحاج من أهالي قرية ابوالريش باسوان ان الدولة قامت بتنفيذ منظومة كاملة منذ سنوات لمنع القاء مياه الصرف الصحي المعالج في النيل والاستفادة منها في زراعة الغابات الشجرية في العلاقي ضمن مشروع يسمي ¢ الحل العاجل¢ و الذي تم تنفيذه في عام 2012 بتكلفة تزيد عن 100 مليون جنيه علي الاقل ويضم هذا المشروع حوضي تجميع بطاقة 28 ألف متر مكعب لكل حوض يتم رفعها من خلال خطين طرد وبطول 8 كمپلتنتهي في حوض الموازنة كبير جدا لاستيعاب مياه الصرف الصحي التي ترفع إليه .
وتساءل: لماذا تم تنفيذ مشروع الحل العاجل في العلاقي بملايين الجنيهات مادامت وزارة الاسكان سوف تعيد القاء مياه الصرف الصحي في النيل عقب معالجتها ثنائيا او ثلاثيا . ولما لا نستفيد من هذه الكميات الكبيرة من مياه الصرف الصحي المعالج في زراعة الغابات الشجرية بالعلاقي وتوفير موارد كبيرة للدولة من خلال زراعة الغابات الشجرية واستخدامها في صناعة الاثاث بدلا من استيراد هذه الاخشاب من الخارج بالعملة الصعبة؟
واشار الي ان مياه الصرف الصحي المعالجة بالنظام الثنائي لا تصلح الا لزراعة الغابات الشجرية ويجب الا يتم استخدامها في زراعة الخضراواتپأو أي محاصيل يتناولها الانسان أو الحيوان. ويري ايضا انه يجب عدم القاء مياه للصرف الصحي سواء تم معالجتها ثنائيا أو ثلاثيا لأن النيل هو شريان الحياة في مصر ويجب ان نحافظ عليه بكل قوة من أي مخاطر للتلوث.
واضاف ابراهيم محمد احمد مدير عام بالتعليم بالمعاش ان المسئولين وعدونا لاكثر من مرة بانه لن يتم القاء أي قطرة من مياه الصرف الصحي المعالج في نهر النيل بعد نهاية شهر مارس الحالي ولكن للاسف الشديد فوجئنا بتصريحات وزير الاسكان في زيارته الاخيرة لاسوان والتي يقول فيها بان مياه الصرف الصحي المعالجة بالنظام الثنائي سوف تلقي في نهر النيل عقب تنقيتها في محطتي كيما 1و2 . وسوف يتحول نظام معالجة الصرف الصحي الي النظام الثلاثي في نهاية العام ثم يلقي في النيل ايضا علي أن يستخدم الفائض في زراعة الغابات الشجرية في العلاقي.
موضحا ان المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي بالفعل تعيد المياه الي طبيعتها كما كانت في نهر النيل والكثير من الدول الاوروبية تستخدم مياه الصرف المعالج ثلاثيا ويستخدمونه في اغراض الشرب وخلافه ولكننا مع ذلك نتطلع الي عدم القاء مياه الصرف نهائيا في النيل وان يتم استخدامها في زراعة الغابات الشجرية التي تم انشاؤها ضمن مشروع ضخم كبد ميزانية الدولة مبالغ كبيرة للغاية .
واضاف هلال الدندراوي عضو مجلس شعب سابق ورئيس اتحاد عمال اسوان انه لا يشعر بأي تغيير عقب الانتهاء من عمليات الاحلال والتجديد بمحطتي كيما 1و2 بمدينة اسوان وبدء التشغيل التجريبي لها پ. لان مياه الصرف الصحي لا تزال تلقي في مصرف السيل الذي يصب في نهر النيل كما كان يحدث منذ سنوات قبل تهالك المحطتين وتعطلها خضوعهما للاحلال والتجديد پ.
واضاف ان استمرار القاء مياه الصرف الصحي المعالج في مصرف السيل يوحي بأن الحكومة فشلت في حل هذه المشكلة .ويعطي ايضا توجس لدي المواطنين بان هذه المياه ملوثة حتي ولو تمت معالجتها ثنائيا او ثلاثيا نظرا لمرورها عدة كيلومترات في مصرف السيل المكشوف . لذا يجب وضع حل جذري لهذه المشكلة عن طريق منع القاء هذه المياه في نهر النيل نهائيا ونقلها للعلاقي لزراعة الغابات الشجرية پ.
پمشيرا الي ان اهالي قريتين أبوالريش قبلي وبحري اكثر المتضررين من القاء مياه الصرف الصحي المعالج خلال السنوات الماضية لانه يقع بجوار قريتهم . وهو الامر الذي ادي الي انتشار العديد من الامراض بينهم لدرجة ان القافلة الطبية لفيروس سي والتي نظمتها مديرية الصحة منذ ثلاثة ايام اكتشفت پوجود100 حالة مصابة بهذا الفيروس بقرية ابوالريش . علاوة علي ان الكثير من اهالي القرية يعانون من امراض الفشل الكلوي والكبدي .
كان د. مصطفي مدبولي وزير الاسكان قد شهد مؤخرا عملية التشغيل التجريبي لمحطة كيما 2 بمدينة اسوان وذلك قبل اسبوع من الموعد الذي تم تحديده للانتهاء من تنفيذ هذه المحطة في 31 مارس الحالي.
وقال وزير الاسكان في تصريحات صحفية خلال الزيارة انه سيتم البدء في تنفيذ محطة كيما 3 بطاقة 35 الف متر مكعب لاستيعاب التوسعات المستقبلية . بالاضافة الي البدء في تحويل المحطتين للعمل بنظام المعالجة الثلاثية لتصبح جاهزة للعمل هذا النظام في نهايةپالعام الحالي من اجل تحقيق النقاء الكامل لمياه الصرف الصحي مؤكدا ان مياه محطتي كيما 1و2 اصبحت حاليا معالجة بشكل كامل وفقا للكود المصري وللاكواد العالمية ولا توجد لدينا مشكلة في هذه النوعية من المياه والتي سوف يتم استخدام جزء منها في زراعة الغابات الشجرية في العلاقي.