دعا رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي رؤفين ريفلين إلي تفهم إلغاء رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو مقابلته مع وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل. وجاء إلغاء المقابلة أمس, قبل وقت قصير من انعقادها في القدسالمحتلة, علي خلفية خطط جابريل إجراء محادثات مع ممثلي منظمات حقوقية ناقدة لحكومة الاحتلال الإسرائيلية. وأكد ديوان رئاسة الوزراء التابع لحكومة الاحتلال الإسرائيلية أن إسرائيل تولي علاقاتها مع ألمانيا أهمية بالغة وتعتزم الحفاظ عليها, لكنه أضاف أن سياسة رئيس الوزراء تقضي بالامتناع عن لقاء دبلوماسيين يزورون البلاد ويجتمعون مع ممثلي منظمات تقذف وتشهر بجنود جيش الدفاع وتسعي إلي تقديمهم للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وزعم ريفيلين إن إسرائيل كدولة ديمقراطية اعتادت أن يتم انتقادها, لكن هذا النقد لابد أن يقوم علي أساس الحقيقة فجيشنا هو أكثر جيش أخلاقي في العالم. يذكر أن واحدة من المنظمات التي كان جابريل يعتزم مقابلة ممثلين لها, هي منظمة كسر الصمت التي تتناول سياسة الاستيطان الإسرائيلية من منظور نقدي, ويجري أعضاء هذه المنظمة التي أطلقها جنود مسرحون قضوا خدمتهم في الأراضي الفلسطينية وجنود احتياط, مقابلات مع جنود إسرائيليين يخدمون في هذه المناطق, حيث توثق المنظمة من خلال هذه الإفادات( التي تكتب بدون الكشف عن أصحابها) لما تصفه بتدن أخلاقي للجيش وجرائم للمستوطنين بحق فلسطينيين. يأتي ذلك في الوقت الذي رأت فيه صحيفة لايبتسجر فولكس تسايتونج الألمانية أن عدم لقاء جابريل الذي تولي منصبه مؤخرا نيتانياهو خلال أول زيارة له لإسرائيل أمس يعد بمثابة إخفاق بصرف النظر عن ميل نيتانياهو المعروف لاستغلال كل فرصة ممكنة لإحداث ضجيج لمراعاة مصالح المستوطنين من أجل البقاء في السلطة. وتساءلت الصحيفة في عددها الصادر اليوم: ألم يكن بوسع وزير الخارجية الألماني أن يرتب لقاءه مع هؤلاء الحقوقيين الإسرائيليين الذين ليسوا بمنأي عن الجدل, بحيث يجري جابريل لقاءه المفتوح لتبادل الأفكار مع نيتانياهو أولا ثم يكون اللقاء مع هذه المنظمات المدنية المنتقدة للحكومة الإسرائيلية..؟ لقد فات الأوان. وتوقعت الصحيفة أن يؤدي هذا المأزق السياسي إلي تصادم كبير بين الألمان والإسرائيليين.