المدعو علي ينتمي لأسرة ريفية لها عاداتها وتقاليدها الحميدة يحرص أبناؤها علي أن تكون علاقتهم بجيرانهم طيبة لاسيما وأن الغالبية منهم يعملوا في مجال الزراعة ويحققون مكاسبهم المالية عن طريقها لكنه أبي أن يكون مثلهم ووقع في شباك تجار الكيف الذين نصحوه باستغلال الأرض التي يمتلكها والده لزراعة نبات البانجو في بعض الصوب داخلها وبيعها لهم بنظام الجملة ظل يفكر في العرض المغري المقدم إليه ولا يغمض له جفن عين حتي أغواه الشيطان وراح يجلب بذور هذا النبات المخدر من أحد المصادر السرية التي تهتم بترويج البانجو وقام خفية دون علم إخوته وأقاربه باستغلال بعض الصوب الزراعية ووضع داخلها البذور وسط نباتات أخري لكي لا ينفضح أمره وقام بتوفير الرعاية اللازمة لها حتي بدأت في ازدهار عيدانها المكسوة بالأوراق الخضراء التي يتم تجفيفها فيما بعد وبيعها لتجار المخدرات الذين بدورهم يطرحونها بين الشباب المدمنين بأسعار مخفضة عن باقي الأصناف الأخري وبالفعل تحقق له ما أراد وفرح من قلبه بالمساحة التي زرعها عندما وصل نبات البانجو لدرجة عالية من الجودة قبل حصده وسال لعابه بعد أن علم أن الكمية المنزرعة عند جمعها يبلغ وزنها30 كيلو جراما. وكان اللواء عصام سعد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء إبراهيم سلامة مدير إدارة البحث الجنائي لفحص المعلومات الواردة إليهما بشأن قيام أشخاص سيئي السمعة بزراعة البانجو وسط حدائق الموالح والمانجو والصوب الزراعية وتجفيفه وبيعه لتجار الكيف الذين يطرحونه في الأسواق للسباب وكيفية وضع الخطط المناسبة لاستهدافهم وضبطهم وتقديمهم لمحاكمات عادلة للقصاص منهم لاسيما وأنهم السبب الرئيسي في دفع المدمنين لارتكاب جرائم القتل والخطف والسرقة والاغتصاب والتحرش الجنسي فضلا عن إصابتهم بالأمراض المزمنة التي تودي بحياتهم وتشريد أبنائهم. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميدين محمد عربان رئيس مباحث الإسماعيلية وإبراهيم صدقي مأمور مركز القصاصين ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدم مروان الطحاوي رئيس مباحث القصاصين ومعاونيه النقباء مصطفي سلامة ومحمد سليم وكمال القمحاوي وأحمد إيهاب ومروان النجار ودلت تحرياتهم أن المدعو علي25 سنة مزارع يسكن في منطقة الدواويس سيئ السمعة ليس له سجل جنائي أقنعه أصدقاء السوء زراعة البانجو في الصوب الزراعية داخل الأرض التي تمتلكها أسرته أضافت التحريات أن المتهم سارع في جلب بذور النبات المخدر وقام بزراعتها بعد أن استمع لطريقة رعايتها حتي تشتد عيدانها ويتم جنيها ثم تجفيفها وتغليفها في أوراق سميكة تمهيدا لبيعها لتجار الكيف وأشارت التحريات إلي أن المتهم علي فرح من قلبه عندما علم أن جيوبه سوف تنتفخ بالمال الحرام ويحقق أمنياته في شراء العقارات والسيارات وادخار جزء منه في البنوك وتشغيله في مشروعات تنموية صغيرة تدر أرباحا مالية ثابتة تبعده عن المعاناة التي يجدها في فلاحة الأرض ومكاسبها البسيطة وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة بمساعدة رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه بصحبة مجموعات قتالية وداهموا مزرعته وقتها حاول مع عدد من أقاربه إشعال النيران في زراعات البانجو لإخفاء معالم جريمته لكن ضباط المباحث أوقفوه مع مساعديه وألقوا القبض عليه واصطحبوه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بزراعة البانجو في الصوب بكمية تقدر بنحو30 كيلو جراما تمهيدا لبيعها لتجار الكيف وبعرضه علي أحمد الشيمي وكيل النيابة العامة باشر التحقيقات معه تحت إشراف توفيق محمد رئيس نيابة التل الكبير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.