حرص والد المدعو هيثم علي تنشئته مع أشقائه ووفقا لعادات وتقاليد قبيلتهم التي تتمتع بسمعة طيبة وسط جيرانها واطعامهم بالمال الحلال عن طريق حرفته في فلاحة الأراضي وسارت الحياة طبيعية حتي رحل الأب عن الدنيا فتبدلت أحوال الابن وراح يعمل مع إحدي شركات توظيف الأموال التي سقط صاحبها في قبضة الأجهزة الأمنية بعد أن جمع ملايين الجنيهات من أصحاب الأراضي الزراعية والتجار والمقاولين وقتها أصبح بدون عمل وتراكمت الديون عليه ولم يجد وسيلة لسدادها سوي اللجوء لفكرة شيطانية تمثلت في استغلال مساحة من حديقة المانجو التي يمتلكها مع اخوته لزراعة نبات البانجو وإعادة تجفيفه وطرحه في الأسواق بأسعار مخفضة لإغراء العملاء للتعامل معه دون غيره وحقق نجاحات لا بأس بها في انتاج النبات المخدر بكميات وفيرة. وكان اللواء عصام سعد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء إبراهيم سلامة مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة ومناقشة المعلومات الواردة لهما عن قيام بعض أصحاب حدائق الفاكهة استغلال مساحات منها لزراعة نبات البانجو وتجفيفه فيما بعد وطرحه لتجار الكيف لترويجه بين المدمنين الذين يقبلون علي شراءه لرخص ثمنه وجودة تأثيره السريع علي مزاجهم الشخصي عن باقي الأصناف الأخري من المواد المخدرة الأخري الهيروين والأفيون والحشيش والبرشام ووضع خطة لكيفية تحديد الأماكن المنزرعة للقضاء عليها. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد العربان رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد ياسر عبد الرحيم رئيس فرع شمال والرائد عبد الرءوف شاهين رئيس مباحث القنطرة غرب ومعاونيه النقباء رامي الطحاوي ومحمد أسعد ومحمد إدريس وأحمد عثمان ودلت تحرياتهم أن المدعو هيثم26 سنة عاطل- سيئ السمعة يسكن في عزبة الإصلاح اتجه في الأشهر الأخيرة لزراعة البانجو لتعويض المكاسب المالية التي حققها علي يد صاحب شركة توظيف الأموال يدعي مهند موجود حاليا خلف الأسوار الحديدية وأضافت التحريات أن المتهم شديد الحيطة والحذر في تعاملاته أثناء ترويجه للنبات المخدر لكي لا ينفضح أمره وسط أسرته وجيرانه الذين لم يفكروا للحظة واحدة أنه أصبح خلال الوقت الراهن من مروجي الكيف الذين يستوجب ملاحقتهم والقضاء عليهم وأشارت التحريات إلي أن هيثم قبل أن يجني محصول البانجو الذي يزرعه وسط حدائق المانجو يتفق مع زبائنه لتسليمهم بضاعته الخام تمهيدا لتجفيفها بالطرق والوسائل الخاصة التي اعتادوا عليها قبل أن يطرحوها في الأسواق ولكي يضمن توافر عائدها المالي في جيبه الخاص وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث خطة أمنية محكمة بدعم ومعاونة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا صوب منزل المتهم متخفين في ملابس مدنية وبصحبتهم قوات قتالية من الأمن المركزي وتم ضبط هيثم واقتلاع شجيرات البانجو التي زرعها في حديقة المانجو قبل أن يجففها وسط حيرة ودهشة منه وأهله وجيرانه واصطحبوه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجارفي المواد المخدرة وبالتحديد في البانجو للتربح من ورائه وبعرضه علي أحمد مصيلحي وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف أحمد حافظ رئيس نيابة القنطرة الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.