تتعرض المرأة للكثير من المشاكل النفسية نتيجة تكوينها البيولوجي المتغير و الضغوط الاجتماعية التي تضعها في قوالب محدودة. ويعد توفير الصحة النفسية ودعم المرأة من متطلبات الحياة السعيدة; لضمان جيل سليم نفسيا. وهو أمر يحتاج إلي فهم المجتمع لطبيعة تكوين المرأة النفسي و البيولوجي وتوفير جو صحي لها. و تعزيز حقوق المرأة وحمايتها يساعدها علي مقاومة الاضطرابات النفسية. وفي هذا السياق فأن خوف المرأة من موقف يهدد حياتها ومحاولتها التصدي له هو نشاط يمثل درجة من التوافق النفسي ودليل علي استواء الشخصية والصحة النفسية و التكيف الاجتماعي. وكلما نجحت المرأة في حسم الصراع بين ما يجب أن يكون وما تتمني و تصالحت مع نفسها و علاقاتها الاجتماعية, شعرت بالطمأنينة والإقبال علي الحياة, وهو أمرينعكس تلقائيا فيما بعد علي عطائها في بيتها و عملها. فإيمان المجتمع بجهود المرأة لا يعني خلط الادوار أو تعديل الظروف بقدر أن تحترم المرأة ككيان له مشاعر و قادر علي التعبير عن معاناته النفسية والاجتماعية دون خجل أو تردد. ويعد العنف من أخطر القضايا الكارثية ضد المرأة, فهي تدفع فاتورة كره الرجل لها جرعات من الاضطرابات النفسية مثل القلق و الاكتئاب والتوتر و قد يصل الأمر للانتحار. والعنف بكل ألوانه مثل الضرب و التحقير و السب و الاهمال و التجاهل و الاستعباد الجسدي وغيرها من الأساليب القهرية في أثناء التربية, فواتير تدفعها المرأة من سلامتها النفسية و الصحية لأنها تنتهي بانعدام الثقة في النفس و انخفاض مفهوم الذات و عدم التوافق النفسي. كما تظهر علي النساء المعتدي عليهن أعراض اختلال الصحة العقلية وعدم أداء وظائفها الاجتماعية بكفاءة. إن العنف ضد المرأة هو من أهم التحديات في عصرنا الحالي, فتلك الظاهرة يفسرها علماء الاجتماع بانها مؤشر لعدم المساواة بين الرجل والمرأة, و مظهر من مظاهر العلاقات غير المتكافئة عبر التاريخ, أنتهت بهيمنة الرجل و سيطرته علي حقوق المرأة وانتهاك حقها في الاحترام و ممارسة التميز ضدها دون النهوض بها بشكل يحفظ لها كيانها الإنساني. والأهم خطورة هو العنف غير المعلن, فحتي يومنا هذا لا يوجد بيانات إحصائية كافية عن العنف ضد المرأة بسبب الخوف من نظرة المجتمع. فهناك العنف القائم علي نوع الجنس لكونها امرأة فيجبرها علي ممارسات تلحق بها ألما وضررا جسديا وعقليا و جنسيا و غيرها من السلوكيات التي تهدد استقرار المرأة النفسي و تسلبها حق العيش بحرية. فكل أذي تتعرض له المرأة هو بمثابة فاتورة تدفعها من استقرارها النفسي والاجتماعي فرفقا بالمرأة الأم والأخت والزوجة والابنة, فلن يكون عام2017 عام المرأة المصرية إلا إذا تحرر الرجل من إساليبه القهرية واعتداءاته المتكررة علي الأنثي.