وسط الدعاوي بعدم المشاركة ومقاطعة معرض الأسد للكتاب هذا العام والذي يقام في8 سبتمبر المقبل وحتي18 من نفس الشهر, والتي روج لها عدد من الناشرين والمثقفين. أبرزهم الناقد د. جابر عصفور, احتجاجا علي الأوضاع السياسية, فضل عدد من الناشرين المشاركة في المعرض من خلال وكلاء لهم. وكان ضمن هؤلاء الناشرين د. فاطمة البودي صاحبة دار العين التي أكدت أن الدار لن تشارك بالمعرض لأن لديها وكيلا للتوزيع هناك في سوريا, ووفقا لفاطمة فأن من يرد أن يشارك في المعرض فله مطلق الحرية, ومن لن يشارك فهو حر في اختياره لكن لا يفرض وجهة نظره علي الآخرين أو يتحدث باسم الناشرين. وتري ان الأوضاع في سوريا غير مستقرة, لذا لابد أولا أن نتأكد أن المعرض سوف يقام في موعده المحدد, ووجهت سؤالا لمن يرفضون المشاركة بالمعرض: نحن نعرف من البداية النظام السوري جيدا, لكن كنا متفاعلين مع الشعب السوري وموجودين دائما, لذا هل يصح في هذا الوقت الصعب أن نمنع عنهم حق إقتناء الكتاب؟. وتعود لتؤكد أنها مع أن يكون سبب عدم المشاركة هو خوف من سوء الأوضاع وأن المكان غير آمن لإقامة معرض, وليس الموقف السياسي, مثلما لم تشارك في معرض بغداد لسوء الأحوال هناك, لكن ذهب غيرها للمعرض وشارك, لأن هذا وفقا لفاطمة يخضع لوجهات النظر المختلفة. وفضل الناشر رضا عوض صاحب دار رؤية أيضا أن يشارك بالمعرض من خلال وكيل, مؤكدا أن الوضع غير مبشر ولا يوجد تأكيد, بأن المعرض سوف يقام في موعده. وقال عوض: من حق كل ناشر أن يرفض أو يشارك في المعرض, ويجب ألا نسبق الأحداث, لكن المشاركة بالمعرض من وجهة نظري هي نوع من التضامن مع الشعب السوري, لأننا في العالم العربي في أشد الحاجة لزيادة الوعي, ويجب ألا نسهم نحن الناشرين في تغييبه بعدم المشاركة, لأن دورنا الحقيقي هو النهوض بالعقول وبالوعي العام. أما الكاتب والناشر مكاوي سعيد صاحب الدار للنشر فرفض المشاركة في المعرض بأي شكل لأن علي حد قوله: لا يعقل أن يقتل الشعب السوري ونحن نسهم في معرض الأسد, فهذه إهانة للدم السوري الذي يراق من أجل حريته, وخصوصا أن مصر هي الأخري تعيش في ثورة لم تنته ولا يصح أن نشارك في المعرض وكنا في نفس الظروف. وقال مكاوي: إذا استمرت الأحداث علي ما هي عليه لن يكون هناك معرض, لأنه ما فائدة شراء الكتب في هذا الوقت, وكنا مختلفين مع النظام السوري الديكتاتوري, لكن في نفس الوقت ساهمنا في معرض الكتاب أكثر من مرة لأن الأوضاع كانت مستقرة, ويحاول النظام السوري ان يثبت باستعدادات المعرض أن البلد في وضع مستقر, لذا لن نشارك في هذا التضليل, ومن يدري ربما يحدث كما حدث في مصر. ظل الإعلام يروج أن المعرض سيفتتح في موعده حتي قبل الافتتاح بيوم وذهب مندوب من اتحاد الناشرين للمعرض لاستقبال الرئيس السابق, لكن الأوضاع فرضت نفسها ولم يقم المعرض. ومن جهته أكد محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين: لم يتلق الاتحاد أي طلب من ناشر خارج أو داخل الاتحاد يطالب بعدم المشاركة في معرض الأسد للكتاب, لذا الحديث عن المقاطعة مجرد كلام مرسل إذ لم يتقدم أي ناشر بهذا الطلب حتي الآن. وفي سياق متصل قال رشاد إن وزير الداخلية منصور عيسوي قد وافق علي إلغاء الموافقات الأمنية علي تأسيس دور النشر, والتي كان يشترطها مكتب السجل التجاري بوزارة التجارة والصناعة قبل اصدار ترخيص السجل التجاري, والذي كان يعطل حركة النشر. وأكد رشاد أنه في استطاعة أي ناشر أن يأتي للاتحاد ويحصل علي نسخة من خطاب وزارة الداخلية بموافقتها علي إلغاء تلك الموافقات الأمنية, وأن الناشرين يستطيعون تأسيس دور النشر, دون الحاجة إلي موافقة من أي جهاز أمني. وكان اتحاد الناشرين قد أرسل خطابا في وقت سابق لوزارة الداخلية يطالب فيه بإلغاء الموافقات الأمنية علي تأسيس دور النشر, بعد أن تعرض الناشر هاني عبدالله صاحب دار رواق لصعوبات في استخدام السجل التجاري لتأسيس الدار بسبب إصرار السجل علي طلب الموافقة الأمنية رغم حل جهاز أمن الدولة.