في أحضان معبد الكرنك وبحضور جماهيري ورسمي تسلم أمس وزير الثقافة حلمي النمنم ومحافظ الأقصر محمد بدر شعلة تنصيب مدينة الأقصر عاصمة للثقافة العربية في عام2017 في حضور عدد من الدبلوماسيين العرب ود.إيناس عبد الدايم رئيس دار الاوبرا وحشد كبير من ضيوف مهرجان الاقصر للسينما الإفريقية ومنهم الفنان محمود حميدة والفنان المغربي محمد مفتاح, كما حضرت د.حياة القرمازي مدير إدارة الثقافة في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم, نيابة عن عبد الله حمد محارب مدير عام المنظمة معتذرة عن غيابه وألقت كلمة بهذه المناسبة أشارت فيها إلي أن شعلة عواصم الثقافة العربية تعود لمصر للمرة الثانية منذ بداية إطلاق مشروع العواصم وبعد غياب21 عاما عنها, حيث كانت القاهرة عاصمة للثقافة العربية في عام1996, مضيفة أن هذه المرة تنتقل إلي الأقصر عاصمة الدولة المصرية القديمة التي تعكس أسمائها المتعددة عظمة وثراء تاريخها, ومعالمها تروي قصص الحضارة الإنسانية علي مر العصور. وقدمت د. حياة باسم المنظمة درع تكريم لكل من وزير الثقافة ومحافظ الأقصر, وقال الأخير في كلمته إن الأقصر تستحق أكثر من ذلك بكثير, مضيفا أن أسوان الأخت الشقيقة لها تم تنصيبها أيضا هذا العام عاصمة للثقافة الإفريقية لتشعل فيه مصر بشمعة الثقافة والعلم وعام ثقافة عربية افريقية مشتركة ويؤكد اهتمام الدولة المصرية بالثقافة. وأضاف أنه انطلاقا من هذا الاهتمام تستعد محافظة الاقصر بمساعدة المثقفين إلي إطلاق حملة لمحو الامية تماما من الاقصر خلال هذا العام لتكون مع حلول عام2018 خالية من الأمية وتكون الاقصر التي كانت أيضا عاصمة للسياحة العربية العام الماضي, عاصمة للثقافة والسياحة والآثار طوال الحياة بجهود أبنائها. وقال حلمي النمنم وزير الثقافة ان كثرة الدول العربية تجعل عودة العاصمة الثقافية لإحدي الدول يستغرق سنوات طويلة لهذا عادت العاصمة لمصر بعد21 عام وهذه المرة في الأقصر وهذا شرف لكل أقصري, مشيرا الي انه اتيحت له الفرصة في2015 ليكون ممثلا لمصر في اجتماع وزراء الثقافة العرب لاختيار عاصمة الثقافة العربية لهذا العام والذي تم خلاله اختيار الأقصر بالإجماع وهو أن بها تيار ثقافي واسع و صراع بين الحضارة المصرية والعربية والإسلامية والهدف من هذا الاختيار الإعلان عن ان الحضارات تتزواج و تمتزج بداخلها, فتاريخ مصر ممتد وعميق في الحضارات المختلفة ويضم طبقات متعددة مابين مصري قديم وقبطي وعربي وإسلامي. وأكد أن الاقصر وأهلها تحملوا الكثير خاصة في الآونة الأخيرة بعد أزمة السياحة, مضيفا' حتي في العام الاغبر عندما تحكم فينا الاخوان, وقف اهل الاقصر ضد الارهاب وأعلنوا رفضهم للإرهابي الذي تم اختياره وقتها محافظا, وواجهوا ثقافة الدمار والموت'. أخرج الحفل المخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي وتضمن3 أجزاء, حيث شهد الجزء الأول مراسم تسليم الشعلة وتنصيب الاقصر عاصمة الثقافة العربية والكلمات الرسمية, ثم بدأت الفقرات الفنية بعزف فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقي العربية تحت قيادة المايسترو صلاح غباشي, والجزء الثاني مع غناء الفنان التونسي محمد الجبالي وآخر فقرات الحفل كانت مع الفنان مدحت صالح الذي أمتع الجمهور بأغانية, وكرم وزير الثقافة ومحافظ الاقصر الجبالي وصالح في نهاية الحفل وعلي الرغم من بهاء الحفل الذي أقيم في الساحة المواجهة لمعبد الكرنك إلا أنه لم يخل من بعض المشاكل التنظيمية نتيجة لحضور حشد كبير من أهالي الاقصر بصحبة الأطفال الذين كانت أصواتهم تعلو في كثير من الأحيان علي صوت المسئولين اثناء إلقاء الكلمات الافتتاحية, كما أفسدت مذيعة الحفل انجي علي مقدمتها التي قدمتها في بداية الحفل بسبب الأخطاء المتعددة في نطقها للغة العربية.