من العبث أن نتحدث عن محمد عبدالوهاب بصيغة ولد في3 مارس1902 وتوفي في الثالث من مايو1991, ودرس في معهد الموسيقي الملكي, وتتلمذ علي يد القصبجي وتبناه أمير الشعراء أحمد شوقي. وما شابه ذلك جيلين من معلومات, فهي أولا معلومة بالضرورة, وثانيا, فانها لا تعبر عن موسيقار الجيل الذي حاز بمرور الوقت لقب موسيقار الأحيال, حتي أصبح موسيقار الأجيار كلها. فاسم عبدالوهاب ارتبط بالعديد من القضايا الخلافية, وأولها اتهامه بسرقة الألحان, فقد ذكر عدد من المؤرخين الموسيقيين منهم صفر علي صاحب نشيد اسلمي يا مصر, وفرج العنتري, بالاضافة الي فنانين مثل فايد محمد فايد صاحب اغنية سوق الحلاوة جبر وغيرهم عددا كبير من ألحان محمد عبدالوهاب مقتبسة من الحان آخرين غربيين وشرقيين. لم ينكر عبدالوهاب هذا, لكنه كان يعتبره اقتباسا وكان يردد أن هذا نتيجة اطلاعه علي موسيقي كثيرة من جميع أنحاء العالم, مما يجعل هذه الجمل الموسيقيين تخرج منه عفوا, وكان الراحل حسن أبو السعود يدعم هذا الحديث, كما ان هناك دراويش كثيرون لعبدالوهاب يرون أن حجم انتاجه الغزير والممتد عبر عقود طويلة يدل علي انه كان صاحب مشروع لا يؤثر فيه انه اقتبس جملة من هنا أو من هناك. قضية أخري ارتبط بها عبدالوهاب, وهي قضية الغناء للحاكم, فقد غني رحمه الله للسلطان حسين كامل, ثم الملك فؤاد, ومن بعده فاروق ثم اصبح في مقدمة صفوف الملحنين الذين غنوا للثورة فلحن وغني لعبد الناصر والسادات ثم مبارك بل ان السادات اختاره لتصوير النشيد الوطني رغم ان النشيد من ألحان سيد درويش, وهي الواقعة التي حصل فيها عبدالوهاب علي رتبة فخرية هي رتبة اللواء, ليضعها الي جانب الدكتوراه الفخرية ليصبح اللواء الدكتور محمد عبدالوهاب. غير أن هناك رأيا آخر يفترض أن الفنان ليس سياسيا, وأن عبدالوهاب كان يقدم هذه الأغنيات بدافع وطني, ويقدمون نموذجا لهذا أغنية وطني حبيبي الوطن الأكبر الذي لا يمكن أن يكون نفاقا. قضية أخري لزمت اسم عبدالوهاب وهي دخوله عالم السينما رغم انه لم يكن مهيئا لهذا, مع ضرب المثل بضحكته الشهيرة, غير أن هذا مردود عليه بأن هذا جاء في وقت مبكر, وأنه افاد السينما كما افاد الغناء, وكانت أغنياته في السينما هي النقطة التي وصلنا بها الي الفيديو كليب( كتقنية بصرف النظر عن المحتوي). سيبقي محمد عبدالوهاب مثيرا للجدل, وسيبقي في صدارة الذاكرة الموسيقية لمصر, ويكفي انه قدم لحانا لنفسه ولكم هائل ومتنوع من المطربين, من أم كلثوم وحتي اسماعيل ياسين, حتي انه جعل نجيب الريحاني يغني في فيلم غزل البنات. لذا نتوجه لاسم الموسيقار الكبير بالاعتذار في ذاكراه قائلين: آسفين يا عبدالوهاب.