توفى موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب

من عام 1917 إلى عام 1991 (74 عاما) هى العمر الفنى لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب المختلف حول تاريخ ميلاده فقيل مثلا إنه من مواليد عام 1910م وقيل كذلك إنه من مواليد 1902، وذكرت منيرة المهدية أن عمره كان 25 عاماً عندما مثل أمامها عام 1927، أما الناقد والمؤرخ الموسيقى كمال النجمى فقال إنه ولد عام 1897،
 إلا أن الكاتبة رتيبة الحفنى ترى أن عام 1902 هو الأرجح ولكن الذى لم يكن موضع خلاف هو تاريخ وفاته فقد توفى فى مثل هذا اليوم 3 مايو 1991، ومهما يكن من أمر فإن الموسيقار عبدالوهاب سيظل محطة فارقة فى تاريخ الموسيقى العربية وواحدا من روادها المضيفين على مدى ثلاثة أرباع القرن، ومما استقر عليه فريق من المؤرخين، أنه ولد فى 13 مارس 1902 فى حى باب الشعرية، وأبوه هو الشيخ محمد أبوعيسى الذى يرجع أصله إلى أبوكبير محافظة الشرقية،
وكان يعمل مؤذنا وقارئا فى جامع سيدى الشعرانى بباب الشعرية وألحقه أبوه بكتّاب جامع سيدى الشعرانى لكنه أهمل تعليمه وتعلق بالغناء والطرب حيث شغف بالاستماع إلى شيوخ الغناء فى ذلك العصر مثل الشيخ سلامة حجازى وعبدالحى حلمى كما كان يرتاد الموالد والأفراح التى يغنى فيها هؤلاء الشيوخ وحفظ أغانيهم، وعاقبته أسرته إلى أن قابل فوزى الجزايرلى صاحب فرقة مسرحية وكان يغنى بين فصول المسرحيات مقابل خمسة قروش كل ليلة،
 وغنى عبدالوهاب متخفياً تحت اسم «محمد البغدادى» إلا أن أسرته علمت وازدادت إصراراً على عودته لدراسته فما كان منه إلا أن هرب مع سيرك إلى دمنهور وطُرد من السيرك بعد ذلك بأيام، فعاد إلى أسرته وبعد وساطة وافقت على غنائه مع فرقة عبدالرحمن رشدى بمقابل 3 جنيهات شهريا ثم التحق بنادى الموسيقى الشرقى (معهد الموسيقى العربى حالياً) وعمل كمدرس للأناشيد بمدرسة الخازندار، ثم بفرقة على الكسار فى الكورال وبعدها فرقة الريحانى وتركها ليكمل دراسة الموسيقى وقابل سيد درويش الذى أُعجب بصوته وعرض عليه العمل مقابل 15 جنيها فى الشهر فى فرقته وفى عام 1924 أُقيم حفل بأحد كازينوهات الإسكندرية أحياه عبدالوهاب والتقى أحمد شوقى بعد انتهاء الحفل، وتبناه لتبدأ رحلة انطلاقه السريعة.