عشقت المسرح وأصبحت سيدته..إنها سيدة المسرح العربي سميحة أيوب التي فتحت قلبها لالأهرام المسائي للحديث عن المسرح والسبب وراء عزوفها عن المشاركة فيه في الفترة الحالية, وأسباب دخولها السينما رغم عدم قناعتها ببعض الأعمال, كما تحدثت عن تفاصيل تقديم فيلم سينمائي عن حياتها, وعلاقتها بالفنانة الراحل فؤاد المهندس وطليقته الفنانة شويكار والفنان الراحل عبد الله غيث, والسبب وراء خوفها من زوزو نبيل, كما تطرقت للحياة السياسية ورأيها في الوضع الحالي, وتفاصيل أخري في هذه السطور.. في البداية طمئني جمهورك عن صحتك بعد الوعكة الأخيرة ؟ الحمد لله علي كل شيء, أتحسن ببطء شديد بعدما تعرضت للكدمات في أنحاء متفرقة من جسمي, ومعروف ان الكدمات تأخذ وقتا طويلا في الشفاء وأتابع مع الطبيب, والسبب في ذلك أنني كنت قد تعرضت منذ أيام للوقوع علي وجهي. ما حقيقة اتفاق إحدي القنوات الفضائية معك لتقديم فيلم وثائقي عنك ؟ عرضت علي قناةDMC الفضائية, عمل فيلم وثائقي عن حياتي, ولكنني اشترطت قراءة السيناريو أولا, ولهذا لم نبدأ في التصوير, كما أنها ليست المرة الأولي حيث سبق أن قام المسرح القومي بتنفيذ فيلم تسجيلي, وهو عبارة عن مسيرة المسرح, وكنت أحدي عناصره, أما هذا الفيلم فهو عن حياتي ومسيرتي الفنية. هل تمانعين تقديم سيرتك الذاتية من خلال عمل درامي.. مسلسل أو فيلم؟ لا أمانع أبدا, وفي رأيي أن هذا العمل سيكون مهما بالنسبة للأجيال أن يعرفون مسيرة الشخص وكيف أصبح, ولكن من المهم السيناريو وطريقة كتابته. من من النجوم يمكن أن ترشيحه للعب دورك وهل هناك خطوط حمراء؟ إذا رشحت شخص لتقديم مسيرة حياتي من خلال عمل فني سواء مسلسل أو فيلم ستكون حنان مطاوع, لأنها فنانة جيدة وواعية بجانب أنها فنانة حلوة وهي الأجدر تقديم قصة حياتي, وأنا ليس لدي أي خطوط حمراء. هل ترين أن السير الذاتية التي قدمت عن الفنانين نجحت لدي الجمهور؟ لا, لم تنجح, لان مش كل فنان الناس تحب أن تعرف قصة حياته, فهو أمر يقاس علي حسب ما قدم, ولهذا حتي هذه اللحظة لم أري أي سيرة ذاتية عن فنان أو فنانة بالوسط الفني قدمت بشكل جيد, فكل ما قدم هش للغاية, لأننا نتكلم عن صناعه الفنان نفسه وليس حياته الخاصة زواجه وطلاقه وغيره. استحققت عن جدارة لقب سيدة المسرح, أين أنت من المسرح حاليا؟ لا يوجد مسرح يليق أن أقف عليه, هناك خشبات ومسارح كثيرة ولكن ما الذي يقدم عليها, أما تجربة يحيي الفخراني فهي مسرحية قديمة ويعيدها حاليا ولذلك فهي مسرحية جيدة, أما ما يقدم حاليا علي خشبة المسرح قصاقيص قص ولزق ولا يستحق أن يقال عنه أنه مسرح, وقد قدمت لي عروضا كثيرة من المسرح ولكنني أرفض دائما, فحتي هذه اللحظة قلت كلمة لا علي ما يقرب من10 مسرحيات, ففي المسرحيات السابقة والقديمة نناقش قضايا ومصير حياة ونصيغ وجدان المواطن, أما الآن نقف علي خشبة المسرح أرجوزات ويقال ألفاظ بذيئة, أين الرسالة التنويرية التي نقدمها. ما رأيك في مسرح مصر والتجارب الجديدة؟ هذه ليست مسرحيات ولكن اسكتشات مضحكة, هدفهم الرئيسي الضحك وقتل الوقت, ولذلك لم نري حتي هذه اللحظة سيدة مسرح أخري, أو أستاذ كبير مثل عبد الله غيث فهو قمة من القمم لن يجود الزمان بمثلها, هؤلاء يصنعون من وقوفهم علي منبر المسرح شيء ينفع الجمهور, ولكن انظري حاليا نجد راجل يلبس ست ويهز وسطه عشان يضحك الناس, عيب هذا ليس بمسرح ولا يقدم ثقافة. هل تكمن المشكلة في الجمهور أم النص؟ للأسف إحنا بنلزق في الجمهور أي شيء, رغم أن المشكلة في من يقدم هذه المسرحيات, فإذا قدمنا شغل جيد سنجد من يشاهده ويتابعه, فالأذواق انحدرت حتي العروض التي تقدم لي من المسرح القومي غير جيدة والنصوص لم تعجبني واعتذرت عن مسرحيات كثيرة ولم أجد ما يحمسني للعودة. ترأست المسرح القومي من قبل كيف رأيت هذه الفترة؟ دعيني أذكر أنه سميت القاعة الكبيرة للمسرح باسمي هذا العام, وكان سبب نجاحي في رئاسة المسرح القومي هو احترام العمل والثقافة والجدية وحب من حولي, حيث كان حب مقنن بمعني من يقوم بشيء جيد أكافئه, والسيء أعاقبه, فكنت أحكم المسرح بمبدأ الثواب والعقاب. هل يمكن أن تعودي للإدارة مرة أخري؟ إدارة مين, لا لن أعود, فلن احتمل رؤية شخص يقول للجمهور ألفاظ سيئة علي خشبة المسرح وقتها سأقطع رقبته, فأتذكر موقف أثناء رئاستي المسرح, أن قام شخص بالخروج عن النص وإضافة كلمة واحدة, كان موقفي أن خصمت منه3 أيام, وأقنعته أن الخصم لكي لا يتجرأ أحد ويخرج عن النص واليوم أضفت كلمة, غيرك سيضيف كلمتين وآخر ثلاث كلمات, ووقتها لن نجد مسرحية, وهذا النص أمانة, فقال لي عندك حق. من أهم الفنانين الذين تعاملت معهم في المسرح؟ عبد الله غيث وشقيقه حمدي غيث, وعبد المنعم ابراهيم ومحمود ياسين, وكل المسرحين الذين كانوا موجودين ولهم بصمات, وقدمت مع عبد الله غيث مسرحية الناس اللي في التالت. كيف ترين موقف الدولة من دعم مسرح الأقاليم؟ لا تدعمه, فقديما كان مركز الرواد وانتشار وازدهار الثقافة الجماهيرية, ولكن حاليا لا توجد ثقافة جماهيرية وكل شخص يلعب بمفرده, لكن من المهم دعم هذه المسارح, وإذا أراد كل شخص أن يدعم مسرحه, ويعرف الجمهور في الأقاليم معني المسرح وينمي فكرهم ستزدهر مسارح الأقاليم مرة أخري. هل ترين أن المسرح سيستمر علي ما هو عليه حاليا من تراجع علي حد وصفك؟ لا أعتقد هذا, سيتغير وسيعود مرة أخري, لأن دوام الحال من المحال, وأنا أري ان المسرح مرآة للمجتمع ومصر تسترد عافيتها مرة اخري, وبالتالي المسرح سوف يسترد عافيته علي جميع الأصعدة. علي ذكر المسرح زارك في أحد العروض الشيخ الشعرواي, حدثينا عن كواليس هذه الزيارة؟ بالفعل زراني في المسرح وكنت أعرض مسرحية دماء علي ستار الكعبة, وبعد انتهاء العرض كان سعيد, وقال لي هذا هو الفن الراقي صاحب الرسالة, ودعا لي ربنا يحميك يا بنتي وينور مخك زيادة, وقد أسعدني كلامه. ذكرت أن فترة الستينات هي العصر الذهبي في تاريخ الفن والمسرح, ما السبب ؟ لأن الدولة متفهمة أن الثقافة شيء مهم, وأنها إذا ثقفت شعب سيصبح عظيم لهذا كانت مهتمة بالثقافة جدا, فوجدنا مؤسسة السينما والمسرح والموسيقي, وكانت كل روافد الفن عالية جدا, والحركة النقدية مزدهرة وكان الفن ينتقد الدولة بحب وليس قلة أدب, ولكن في الوقت الحالي أصبح لساننا طويل ونظن أنه نقد, ولا يوجد أحد يحترم الكبير حاليا ولدينا أزمة أخلاق حقيقية. هل اختيارك للأعمال السينمائية كان علي نفس المستوي مسرحيا ؟ السينما عرض وطلب, وتنازلت أحيانا وقدمت أعمالا سد خانة لكي أصرف علي المسرح, ولا أتذكرها لأني لا أحبها, لكن في الدراما التلفزيونية لم يحدث أن تنازلت. ابتعدت عن السينما لفترة طويلة ثم عدت من أقنعك بالعودة؟ أنا من أقنعت نفسي فكان قرار شخصي بأن أتحرر من القيود, وسألت نفسي إلي متي سأظل جامدة ورافضة السينما وكانت السينما وقتها محصورة في قوالب نمطية, أما حاليا فالسينما بها فكر جديد من خلال شباب ودماء جديدة, وسألت نفسي لماذا لا أتطور واندمج مع هذا الجيل, وعندما عدت للجمهور من خلال فيلمي تيتة رهيبة والليلة لكبيرة كانوا من إخراج سامح عبد العزيز, وكنت لا أعرفه ولكنني أعجبت به عندما ذكر أنه قدم فيلم الفرح والكباريه والحارة, وحددت موعدا فورا معه لمقابلته وأقنعني بشغله. قدمت فيلم أرض النفاق في الستينيات, إلي أي مدي ترين هذا الفيلم قريبا من واقع نعيشه؟ الفيلم تنبأ بالواقع, ورحمة الله علي يوسف السباعي, والفن كان سابق عصره أما الآن فتقهقر عن عصره500 سنة للوراء, نحتاج في الوقت الحالي حبوب أخلاق مثلما كان يقدمها الفيلم, بعد أن انتشر النفاق والرشوة وعدم احترام الكبير. تعاونت في هذا الفيلم مع فؤاد المهندس, ماذا عن علاقتك معه؟ كانت تربطني بالفنان فؤاد المهندس علاقة صداقة وأخوة شديدة جدا, من قبل الفيلم مبنيه علي الاحترام والحب والصداقة القوية سواء معه أو مع زوجته شويكار, وهي من أحب الممثلات لقلبي, وقضينا سويا أيام جيملة سواء داخل المسرح أو خارجه في المصيف, وأتذكر أننا قضينا أيام طويلة في عزبة في الغيطان وكنا نأكل ونشرب سويا أنا وشويكار حيث كانت صداقتنا ممتدة خارج العمل أيضا, وعلاقتي مع شويكار ممتدة حتي هذه اللحظة. هل عانيت من الشللية في الوسط الفني؟ أنا مؤمنة أنه ليس هناك خطوة أو رزق إلا بإذن الله, ولدي الرغبة في أن أعمل ولا أرفض, أو التفت لموضوع الشللية أبدا, وإذا كان لي نصيب في شيء فسيأتي لي, وعلاقتي ودوائري ضيقة جدا, مثل نادية لطفي وسميرة عبد العزيز وآمال بكير ونعمة الباز. كرمت من عدد كبير من رؤساء الدول, كيف ترين هذه التكريمات؟ من أعظم التكريمات التي حصلت عليها, لأنني لا أكرم من جهة, ولكن من رئيس الجمهورية الذي يمنحني الوسام, ولم أتوقعها أو أسعي إليها, فكرمت من الرئيس جمال عبد الناصر الذي منحني وسام الجمهورية للفنون والعلوم, ثم تكرر الأمر منذ4 سنوات حينما منحني إياه الرئيس السابق عدلي منصور, كما حصلت علي شهادة تقدير من الرئيس أنور السادات, بينما منحني الرئيس السوري السابق حافظ الأسد وسام الاستحقاق من الدرجة الأولي, وحصلت من الرئيس الفرنسي جيس كاردستان وسام بدرجة فارس, كما حصلت علي جائزة الدولة التقديرية, وكذلك هذا العام وسام النيل وهو أعلي وسام في الدولة, وأيضا عندما وضع اسمي علي القاعة بالمسرح القومي, وبعد هذه التكريمات لا أريد شيئا آخر الحمد لله. كيف ترين الوضع السياسي في مصر؟ أشبه الوضع السياسي الحالي مثل من يمشي علي قشرة موز لكننا لم نقع ولم نعدل ما بين السقوط والوقوف, وضعنا مائل وأتمني أن نقف مرة أخري علي أقدامنا. كيف ترين دخول الفنانين الحياة السياسية؟ لهم كامل الحرية, وبالنسبة لي عرض علي كثيرا خوض الانتخابات والترشيح في مجلس الشعب ورفضت لأنني أقف علي منبر المسرح لأقول ما أريده.