ظللنا سنوات طويلة نشكو من ضعف التأثير العربي في واشنطن..لا قدرة للدبلوماسيين علي اختراق الدوائر المغلقة في واشنطن والمتعلقة بصنع القرار..لا لوبي للعرب يعبر عن مصالحهم..يسعي لتغيير الصورة النمطية عن العربي..المسلم..الإرهابي في نظر الرأي العام وهو اعتقاد رسخته وسائل الإعلام وسينما هوليوود..لا إرهابي إلا بالضرورة عربي مسلم أو أفغاني أو حاقد علي الحضارة الغربية..وهذا لا ينفي أن أحداث الإرهاب ارتكبها مسلمون في فرنسا وألمانيا مؤخرا ومن قبلها أحداث11 سبتمبرفي نيويورك. لم أقرأ بانبهار تأثير شخصية عربية في دوائر السياسة والدفاع والأمن والإعلام باستثناء ما قرأت عن السفير يوسف العتيبة في هافتنجتون بوست الأمريكية حين نشرت تقريرا كتبه رايان جريم وأكبر شهيد أحمد. في أواخر سبتمبر الماضي حين كانت داعش تقاتل في العراق وسوريا وبناء علي دعوة مجلس سياسات الدفاع الأمريكي الذي يقدم النصح لوزير الدفاع اكتمل عقد مجموعة صغيرة ضمت مستشار الأمن القومي الأسبق زبيجنيو بريجينسكي ووزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت وسفير أمريكا السابق في العراق رايان كروكر واستضاف الاجتماع شخصين علي قدر كبير من الأهمية الأول هو يوسف العتيبة سفير الإمارات لدي واشنطن(40 عاما)..والآخر كان السفير البريطاني لدي واشنطن. في اجتماع آخر- وفقا لهافنتنجتون- مع مسئولة كبيرة بالخارجية الأمريكية هي ويندي شيرمان قال العتيبة:نحن علي استعداد لاستخدام طائرات اف16 ضد داعش..بعدها بعدة أيام نشرت الصحف صورة لفتاة إماراتية رائعة الجمال تقود طائرة مقاتلة من طراز اف16 عقب غارة هجومية قامت بها ضد داعش..خرج العتيبة علي أثرها في برنامج تليفزيوني صباحي في أمريكا لكي يؤكد الخبر. خلال سنوات قليلة أصبح للعتيبة نفوذ كبير في واشنطن..كان من السهل رؤيته في مكانه المفضل( فور سيزونز جورج تاون) في واشنطن وهو يتناول الغذاء أو العشاء مع كتاب صحفيين كبار أو بعض رجال الكونجرس أو الإدارة الأمريكية. قال عنه مسئول في البيت الأبيض انه يتمتع بذكاء كبير..يعرف كيف تعمل واشنطن..مضيف عظيم..يقدم دائما أفكارا حول الشرق الأوسط..ريشارد بيور عضو لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الأمريكي:لقد أمضيت مع يوسف وقتا أكثر من أي شخص آخر. السفير العتيبة هو ابن أشهر وزير بترول إماراتي السيد مانع سعيد العتيبة..المفاجأة أن والدة يوسف العتيبة مصرية وأن زوجته رائعة الجمال عبير مصرية أيضا..ويظهران دائما علي أغلفة مجلات واشنطن..يوسف درس في المدرسة الأمريكية بالمعادي ويقول عنه السفير الأمريكي الأسبق بالقاهرة فرانك ويزنر الذي شاهده في مصر وهو طالب:لم يكن يلهو كالبقية الباقية من الطلبة..كان يعد نفسه للحياة التي كانت تنتظره. في عام2000 عمل في ديوان ولي العهد الشيخ محمد بن زايد وأصبح مدير الشئون الدولية متعاطيا مع شئون الدفاع والأمن وخاصة في العلاقة مع الولاياتالمتحدة..ثم أصبح سفيرا للإمارات في واشنطن..ولدي وصوله عين رئيسة البروتوكول السابقة في البيت الأبيض آمي ليتل رئيسة للبروتوكول في سفارة الإمارات ففتحت كل أبواب واشنطن أمامه. يوسف يقدم نموذجا لما يمكن للعرب فعله في واشنطن..قدرات شخص واحد عالي الكفاءة والموهبة تصنع الكثير لبلده الإمارات وللثقافة العربية ولصورة الإسلام في الغرب..هو أهم من أكبر آلة إعلامية يتم تسخيرها لهذا الغرض..وأهم من مئات الملايين من الدولارات يتم إنفاقها للوصول إلي تأثير إيجابي من الإدارة والكونجرس علي القضايا العربية. هذه شهادة بالغة الأهمية من هافتنجتون بوست علي أداء دبلوماسي عربي..كما أن هذه رسالة واضحة للحكومات العربية وللدبلوماسيين المصريين والعرب في واشنطن عن كيف يمكن تعظيم الاستفادة من الدبلوماسية في الدفاع عن المصالح العربية في الإقليم والعالم.