علي مدي600 عام عاشت تركيا العثمانية عصرها الذهبي الحرام, بالاحتلال والقتل, والسرقة والاغتصاب, والتشريد والإبادة للمسلمين وغيرهم, بزيف الخلافة وهذيانها, وأطماع في مقدرات الدول والشعوب الأخري بلا حدود. إلي أن وضع الغرب لها نقطة التوقف, واجبرها علي التراجع, وتتجرع مرارة الهزيمة, لتصحو من غفلتها علي تقسيم بلا رحمة لما هو مسروق في الأساس, قسم الغرب تركة الرجل العثمانلي المريض, وجعلوها أشلاء تتوسل لقمة العيش, وترجو من الغرب الحماية لما تبقي من السرقات المغتصبة, تلك هو تاريخ زيف الخلافة العثمانية التي عاشت سنوات علي خدعة كبري, حاولت بها إقناع العرب وجوارهم بأنهم يمثلون الإسلام, وأنهم امتداد للخلافة الإسلامية الضائعة, حتي ملت منهم الناس وعرفوهم علي حقيقتهم لصوصا مجرمين, اليوم يحاول رجب اردوغان العودة إلي سيرتهم الأولي, يرتدي عباءة الإسلام وهو منها براء ويستقطب فصيلا ضالا صنعة الانجليز من الأساس, محاولا إقناع الجميع بأنه يمثل حلم عودة الخلافة الإسلامية الضائعة, ورأس حربة ضد كل من يرفض عودتها علي الخريطة السابقة, بالطبع هو لا يختلف في الوسيلة والسلوك عن أسلافه الذين سرقوا ونهبوا وقتلوا وأبادوا آلاف البشر باسم الخلافة أيضا, فتحالف مع الإخوان, وكأنه مرشدهم, وشارك في تكوين داعش, ومن علي شاكلتهم من الدباحين, وأغدق علي القاعدة والنصرة وأحرار الشام, وجميعهم بالطبع أدوات هدم تلتحف بالدين كذبا وافتراء, هدفه أن يكون هؤلاء أدوات داخلية تمهد له الطريق الضال نحو الخلافة, وفي الفترة الأخيرة بدا رجب طيب أردوغان وقد أصابه الهذيان, حيث يتبدد الحلم من أمام عينيه لحظة بعد أخري, حلم العثمانية الضائع والخلافة الإسلامية الخادعة بعد أن افتضح أمره في العراق, وفي سوريا, لم يكفه الدعم للأجراء القتلة علي الأرض في كلا البلدين, ولكنه دفع بقواته في الداخل العراقي, وفي الداخل السوري أيضا لعل وعسي, ولكن من رحمة الله تعالي بنا جميعا, وقف العراقيون والسوريون موقفا بطوليا, سيذكره التاريخ حتما بأحرف من نور, كشفوهم أمام الناس أولا وأمام الغرب الذي أوقفه في السابق, وطالبوه بالانسحاب, وهاجموا قواته الغازية مما افقده التوازن العقلي, وجعله يهذي بكلمات تخالف التاريخ والجغرافيا, حيث قال أن كركوك والموصل هي أصلا تركيتها, وأن حلب من حق تركيا, وهو بالطبع يكذب كما يتنفس, بعد أن ضاع حلمه وحان وقت تسديد ثمن ما ارتكبت يداه في الدول العربية كلها بدأ من سورياوالعراق ونهاية بليبيا ومصر, لن ينفعه النفاق الأزلي الذي يسوقه هنا وهناك, ولن تسعفه أكاذيب متقنه يرددها ليل نهار بالبكاء علي مصير الإخوان في مصر, هو لديه نفس خطة الغرب, هدم وإعادة تقسيم للدول العربية واستعادة الخلافة الإسلامية العثمانية الضائعة, لا يهم من قتل, ومن أصبح في عداد اللاجئين, المهم أن يرتدي عباءة الخليفة السلطان ولكن أبدا لن يكون, لن يستطيع سرقة أوطان بأموالها وشعوبها, ولن تتسرب أفكاره الشاذة إلي المجتمعات العربية, ولن تكون هناك خلافة ولا احتلال, وستظل سورياوالعراق وليبيا ومصر وأشقاؤها جميعا دوال عربية ذات سيادة, ولن ينال من الأمة ترك أو غرب بعد اليوم, وستذهب الاردوغانية وأفكارها إلي الجحيم لأنه يسير علي طريق فشل وانهيار, واقع لا محالة, ليشعر الأتراك مرة أخري بالخزي والمرارة, وتنكسر أنوفهم المعقوفة بعد أن لعب الأتراك أسوأ المواقف وأحقرها ضد العراقوسوريا منذ الاحتلال الأمريكي للعراق, وحتي الآن.